أنا فتاة في السابعة والعشرين, تمت خطبتي لأحد المعارف بعد أن التقيت به عدة مرات فتجاوبت مشاعرنا والتقت أفكارنا, وأثناء الخطوبة ظهرت بعض المشكلات الناتجة عن اختلاف الطبائع فطلبت منه تأجيل الزواج حتي نتأكد من قدرتنا علي التكيف والتوافق مع هذه الاختلافات فوافقني دون اقتناع كبير خاصة أنه كان جاهزا ماديا لإتمام الزواج, وبعد مرور ما يقرب من عام علي ارتباطنا صارحني زميلي في العمل والذي كنت أعتبره صديقا بأنه يحبني وأنه فوجئ بخطبتي وحاول نسياني ولم يستطع. لا أخفيكي يا سيدتي أنني شعرت فجأة بالتشوش, ووجدتني أقع في مقارنات بين خطيبي وزميلي فأحسمها تارة لصالح هذا وتارة أخري لصالح ذاك, وعندما وصلت إلي هذا الحد شعرت أنني أخون خطيبي الذي لا يستحق مني هذا, ولم أستطع مواجهته بالحقيقة كاملة فطلبت منه فسخ الخطبة إلي أن نتيقن من مشاعرنا ورغبتنا في إتمام الارتباط فطلب مهلة للرد, وأثناء ذلك قام زميلي بالاتصال بخطيبي وأخبره بكل شيء دون علمي ففوجئت بخطيبي ينهي خطبتنا رسميا ويقطع كل سبل التواصل معي فعذرته تماما وابتعدت عن طريقه, وكان من الطبيعي أيضا أن أقطع صلتي بزميلي في العمل بعد ما قام به حتي لو كان بدافع الحب, وعشت شهورا طويلة أعاني من فقدي لخطيبي الذي تيقنت أنني أحبه ولا أريد من الدنيا سواه, وكان القدر رحيما بي إذ علمت أنه مازال يحبني فتواصلنا من جديد وأعلنا عودتنا رسميا. المشكلة الآن يا سيدتي أن خطيبي لا يدع مناسبة إلا ويذكرني بخيانتي له, وأنا أعلم جيدا أنني خائنة وأنني أذنبت في حقه لكنني تبت عن هذا الذنب واستغفرت ربي وأتحمل كل ما يوجهه لي من إهانات أعلم أنه لا يقصدها.. لكن إلي متي سأظل أدفع ثمن هذا الخطأ؟ وكيف يجب علي التصرف حيال شكوكه واتهاماته؟ وهل ستنتهي هذه الأزمة أم ستصاحبنا بقية العمر مع العلم أنه تقريبا قد مرت سنة علي عودتنا وأنا خائفة من إتمام الزواج. عزيزتي غير الواثقة من مشاعرها: أتفهم مشاعرك ومشاعر خطيبك وأتفهم ترددك في بادئ الأمر لشدة اختلاف طبائعكما مما جعلك تبحثين عن حلول وخيارات أخري وبغير علمه فصرتي تلعبين علي حبال علاقتين في الوقت نفسه, كما أن الطريقة التي اكتشف بها خطيبك خيانتك له عن طريق زميلك جد صادمة مما يجعلني أتفهم لومه الدائم لك وصعوبة تخطيه لخطأك وكأن شيئا لم يكن كما تطمحين, أشرتي لاختلافات كبيرة في طبائعكما ولم تذكريها فهل هنالك احتمال أن يكون ترددك هذا لكونك غير واثقة من أن هذه الزيجة ليست أفضل الخيارات؟ هل هناك احتمال أن شكوك خطيبك تتنامي بتصرفاتك وعدم استقرارك علي الارتباط فيزيد ذلك بدوره من قلقك فيؤثر علي تصرفاتك وهلم جر؟. أعتقد أنكتزنقين نفسك في حلقات مفرغة مع خطيبك فيصعب عليك الخروج منها, وتعولين علي خطيبك الذي لم يندمل جرحه بعد من جراء صدمته في علاقتكما وزلزال خيانة العهد, في طمأنة مخاوفك وأخذ إصلاح أواصر الثقة التي مزقتيها إربا علي عاتقه! فأي منطق الذي يصور لك هذا؟! عزيزتي الباحثة عن أفضل فرصها: لكل فعل رد فعل ولن نستطيع أنا وأنت أن نتحكم في مدته, وأتحدث هنا عن مضي سنة علي رجوعك لخطيبك بعد انفصال مؤلم وهو يذكرك ويلومك وربما يعايرك.. هذا رد فعله علي فعلتك فما هو رد فعلك لتصحيح مسار علاقتكما؟ لم تذكري في رسالتك دورك في كسب ثقته التي أضعتيها بحثا عن علاقة ترتاحين فيها أكثر, وأتخيل أنك تفضلين أن تعيشي حياة بلا وجع دماغ من الصدامات, وأنك متخوفة من إتمام زيجتك هذه المرة لأن اختلاف طباعكما لم يعد هو المشكلة الوحيدة بل زاد عليها ما يعتبره جريمة في حقه, فالسؤال الصعب: هل عندك استعداد لتحمل مسئولية استمرارك في هذه العلاقة بما تحمله من مشقة ضد طبيعتك التي دفعتك للبحث عن غيره المرة الأولي؟ أبشرك بأن ثمة بارقة أمل في حالة لجوئك لمتخصص في العلاقات لمساعدتك علي إدارة هذه المرحلة العثرة من علاقتكما وأغلب الظن سيحتاج لمقابلة خطيبك والعمل معكما معا علي وضع أجندة بلا خيانة ونكد لمستقبل أكثر سعادة إذا قررتما الاستمرار, وفي حالة الانفصال يمكنك وضع أجندتك الشخصية وإعلاء مصالحك ورغباتك وهذا حقك الأصيل في حياة ترتضينها بعد أن تتأكدي من أنك لا تستطيعين تحمل ردات فعله..