مينا وجرجس شابان سيطر عليهما الجشع والطمع وتمردا علي معيشتهما ولم يقنعا برزقهما من عملهما في حرفة النجارة بل أرادا المزيد من المال بأية وسيلة حتي ولو كان هذا المال ملوثا بدماء حشمت ذلك الرجل المسن الذي وثق في هذين الشابين واعتبرهما في منزلة أبنائه وقبل التعامل معهما في أعمال النجارة شعر الشابان أن حشمت يمثل صيدا سهلا لهما فهو رجل في السبعين من عمره يعيش بمفرده مع زوجته المسنة كما أن عمله في مجال النجارة وتوريد الأخشاب يدر عليه أموالا طائلة كفيلة لحل كل مشاكلهما المادية وتحقيق أحلامهما في أن يكونا من أصحاب الثروة والمال.. اتفق الاثنان علي هدف واحد هو الاستيلاء علي أموال ذلك الرجل المسكين الذي لا يقوي علي الدفاع عن نفسه حتي لو اضطرهما الأمر إلي قتله والتخلص منه نهائيا ووسوس لهما الشيطان أنهما الأحق في التمتع بهذا المال الذي يستحوذ عليه رجل مسن علي مشارف الموت عاش حياته ولابد أن يترك المجال لغيره حتي يتمكنا من العيش.. وبالفعل وضعا خطتهما فهما علي دراية تامة بمنزل الضحية وانه يقوم بتحصيل مستحقاته المالية من عملائه يوم السبت وعليه لابد من تنفيذ جريمتهما في هذا اليوم لأنه من المؤكد وجود مبالغ مالية كبيرة في حوزته ومع حلول المساء وضع كل منهما غطاء علي وجهه وتسللا داخل المنزل وأثناء جلوس حشمت وزوجته لمشاهدة التلفاز فوجئا بشخصين ملثمين ينقضان عليهما ولم يرحما توسلاتهما حيث قاما بخنق الزوج بشريط لاصق حتي فارق الحياة والتعدي علي زوجته بسلاح ابيض وتسديد طعنات لها في البطن والرأس فسقطت مغشيا عليها غارقة في دمائها ثم قاما بالاستيلاء علي ما وجدوه من أموال ومشغولات ذهبية وفرا هاربين.. وشاءت العناية الإلهية أن يقوم احد الجيران بزيارة لبيت المجني عليه وزوجته وظل يطرق علي الباب فلم يستجب له احد وهو علي علم تام بأنهما لا يغادرن منزلهما في هذا الوقت مما جعل الشك والريبة يتسللان إلي نفسه خشية أن يكون قد أصابهما مكروه فاستعان بجيرانه الذين تمكنوا من دخول المنزل واكتشاف الجريمة و قاموا بنقل الزوجين لمستشفي البلينا المركزي في محاولة لإنقاذهما وهناك اكتشفوا بأن الزوج قد فارق الحياة بينما ظلت زوجته تعاني إصابتها.. كان اللواء مصطفي مقبل مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج قد تلقي إخطارا العميد محمد فريد مأمور مركز شرطة البلينا يفيد بتلقيه بلاغ من مدير مستشفي البلينا بوصول حشمت70 سنة نجار جثة هامدة وزوجته زيزيف60 سنة ربة منزل مصابة بجروح طعنيه بالبطن وجروح رضية بفروة الرأس.. وبانتقال العميد ماجد مؤمن رئيس مباحث المديرية والعقيد أحمد الراوي رئيس فرع البحث للجنوب والرائد محمد جمال رئيس مباحث المركز بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لمكان البلاغ لكشف ملابسات الواقعة وبسؤال المجني عليها قررت بأنه أثناء وجودهما بمنزلهما فوجئت بشخصين ملثمين قاما بخنق زوجها بشريط لاصق مما نتج عنه مقتله والتعدي عليها بالضرب مما أدي لإصابتها والاستيلاء علي بعض المشغولات الذهبية ولاذا بالفرار.. توصلت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة مينا28 سنة نجار وجرجس23 سنة نجار يقيمان بمدينة البلينا وهما من المتعاملين تجاريا مع المجني عليه في مجال النجارة.. تم تقنين الإجراءات ومراقبة تحركات المتهمين والأماكن التي يترددان عليه في أحداها تم ضبطهما وبمواجهتهما بالواقعة اعترفوا بارتكاب الجريمة بدافع السرقة وأنهما اتفقا علي ارتكاب الواقعة وحددا يوم السبت لعلمهما أنه يوم تحصيل المبالغ المالية للمجني علية وارشدا عن المسروقات وهي عبارة عن ثلاث غوايش ذهبية خاصة بالمجني عليها ومبلغ8600 جنيه وباقي المبلغ المستولي عليه وقدره10 الاف جنيه وهاتف محمول داخل منزل المتهم الأول وأقرا بان باقي المبلغ تم إنفاقه تم إخطار النيابة فصرحت بدفن الجثة بعد تشريحها وباشرت التحقيق بإشراف المستشار أحمد عبد الباقي المحامي العام لنيابات جنوبسوهاج.