في غمرة نشوتها وهي تشرب أنخاب الربيع العربي في كئوس الخيانة وصناعة الفوضي وتمويل وتسليح عصابات وميليشيات الإرهاب.. فاجأني مذيع فضائية رجل الأعمال الذي تسعي قوي خارجية وداخلية أن تجعل منه إمبراطور الإعلام مردوخ بنكهة مصرية..بسؤال: لماذا اختارت إسرائيل هذا التوقيت لتنفيذ فعلتها بحق المسجد الأقصي ومصليه؟! وجاءت إجابتي إن إسرائيل تأخرت كثيرا في استثمار انكسار وهوان وخفوت قوة وكرامة شعوب العالمين العربي والإسلامي معا, بعد تنفيذ مخططها بالتعاون مع والدتها الأم امريكا وشركاء الاستعمار, لتفتيت قوة وعزيمة وعقيدة ودول العرب فيما يسمي بثورات الربيع. وقلت: إن الممارسات الإسرائيلية التعسفية في مدينة القدسالمحتلة, وبالتحديد في محيط المسجد الأقصي, عبر زيادة إجراءات الرقابة والتفتيش الاستفزازية, وتركيب بوابات إلكترونية في تضييق واضح علي زوار المسجد المبارك, بما يشكل انتهاكا لحقهم في ممارسة شعائرهم الدينية التي تكفلها كل الأديان السماوية والقوانين والأعراف الدولية, ماهو إلا تنفيذ سياسة استيطان الأمر الواقع. كما أن هذه العدوانية الإسرائيلية ليست جديدة ولا مستغربة علي عدو صهيوني قتل ما قتل وارتكب ما ارتكب من جرائم علي مدي عشرات السنوات بحق الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب العربية في الدول المجاورة. لكن اللافت هنا ليس العدوانية النتن ياهوية بقدر ما هو التخاذل العربي, لا سيما علي صعيد بعض الأنظمة التي لا تكف عن الهرولة خلف العدو سعيا لفتح قنوات اتصال وتطبيع العلاقات معه, أو حتي نيل الرضا كمقدمة لنيل مباركة ترامب سمسار ومقاول المواقف لها. إن المواقف العدائية لبعض الأنظمة العربية ضد الشعوب والحركات المقاومة, وانجرافهم أكثر فأكثر نحو الخصومات مع الجيران والأشقاء والانغماس بشكل أعمق في خلق حروب وأزمات تبعدهم وتلهيهم عن العدو الحقيقي, وتشغلهم عن القضية الفلسطينية, لب الصراع بالمنطقة يصيب المرء بدهشة تجاه هذه المواقف المخزية. ورغم إدراكي أن الله لن يضيع الأقصي, إلا أن قناعتي بأن علينا دورا يجب أن نقوم به للحفاظ علي مسري الرسول, وبالطبع دور أكبر من بعث رسائل الشجب والإدانة والدعوات علي اليهود عبر الفيس بوك, أو صوم الخميس, وإعلان أقرب جمعة يوما للغضبة.. فليس ذلك ما يملكه المسلمون من قوة ولا هو المنتهي, ولم يعد من المقبول اللجوء دائما لأضعف الإيمان أمام قوة بلا إيمان!! أنا لا أطالب باستخدام القوة أو العنف, لإنه ليس لدينا صلاح الدين.. ولكن أطالب باستخدام العقل الذي يستخدمه اليهود قبل السلاح.. هذا العقل الصهيوني الذي شكل وجدان الرأي العام العالمي وجعله يتعاطف معه!! هذا العقل الذي خلق من صورة المقاوم عن أرضه وعرضه صورة لالإرهابي الغاشم!! هذا العقل الذي كتم كل صوت مدافع عن الحق الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام, وخلق من بعض النفوس الضعيفة داخل الأرض المحتلة عملاء جبناء لا يرغبون في شيء سوي المال!! نحن نريد من العرب والمسلمين أن يضعوا خطة إستراتيجية تتضمن فعاليات شعبية ضاغطة علي الأنظمة العربية التي تلتزم الصمت والسكون والتخاذل حيال ما يجري في القدسالمحتلة, وكذلك يجب أن تتضمن هذه الفعاليات الشعبية أنشطة تلحق أشد الأضرار بالمصالح الأمريكيةوالغربية للدول الغربية المتواطئة مع العدو الصهيوني, فهل يستطيع العرب والمسلمون وضع هذه الخطة الإستراتيجية وتنفيذها؟ إن الشعب المصري الذي احتفل مع قائده وجيشه بتدشين أكبر قاعدة عسكرية بالشرق الأوسط, وتحقق له الانتصار علي قوي الشر الحدودية.. ومتابعته رؤية شبابه تجاه قضايا الحاضر والمستقبل في مؤتمرهم الرابع.. لم يغفل قلبه عن اللحظة التي يشارك فيها بتحرير الأقصي من قبضة الصهيانة, ويردد الأذان في مؤتمر شبابه وقاعدة نجيب العسكرية الكبري.