لا يعرف العرب أهداف الرئيس التركي رجب أردوغان تجاه دولهم علي وجه الحقيقة, البعرض ينظر اليه بانه زارع للفتنة, والبعض الأخر يري أنه متعصب للعثمانية وأمجادها الزائلة, والخلافة وخرافتها, ويقيمه البعض بأنه مازلا يعمل في دائرة العمالة للغرب, ينفذ خططهم البعيدة ويستضيف المتطرفين نيابه عنهم, ويبذل كل ما في وسعه لتنفيذ خطط الغرب لإعادة التقسيم للدول العربية. فماذا يريد اردوغان من جولته الخليجية التي ستبدأ في دول الخليج, ولماذا يستثني دولة الإمارات العربية من هذه الزيارة؟ الواضح أن أردوغان لديه خططه الخاصة التي لم يعرفها الوطن العربي قاطبه حتي الآن, وأن له أجندة متفقا عليها سلفا مع الولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا علي وجه الخصوص, حيث يقدم نفسه علي انه المنقذ لكل أزمة مستعصية علي الغرب, فاذا تعثر هؤلاء في إنهاك الجيش السوري ظهر اردوغان بقواته وعملائه في قلب الحدث, وشاهدت الدبابات التركية تدوس علي السوريين الابرياء المدافعين عن وطنهم في مدن سوريا الحدودية, واذا تعثرت أمريكا في العراق, ظهرت الدبابات التركية علي الفور في مدينة بعشيقة العراقية تقتل جهارا نهارا العراقيين بلا رحمة, وتجد الطائرات التركية تقصف الأكراد بقنابل محرمة دوليا, واذا تعثرت امريكا في لحلحة مواقف مصر أو السعودية والامارات والبحرين, ظهر اردوغان بدباباته في قلب الدوحة متحديا رفض الدول الاربع لانتشار قوات( العثمانيين الجدد) في الجزيرة العربية, وتجد بيانات التأييد التركية تمدح كل تحدي قطري, وتجد الأبواب التركية مفتوحة علي مصراعيها لاستضافة قادة وكوادر الإخوان والمتحالفين معهم الذين عاشوا في قطر لسنوات ومارسوا كل اعمال العنف بأموالها, وهنا يتضح السبب الحقيقي لجولة اردوغان لدول الخليج والذي يتمثل في إقناع دول الخليج بوجه خاص أنه لا خطورة من انتشار القوات التركية مرة أخري داخل الجزيرة العربية, وأنه لا خطر من فتح الباب علي مصراعية لإيواء الاخوان والمتحالفين معهم في تركيا, بل ونقل الاخوان من الدوحة الي تركيا لرفع الحرج عن قطر, وهنا تظهر الحقيقة المفجعة للدول العربية, حيث تتحول تركيا الي قلعة للإرهاب والتطرف بشكل تدريجي متصاعد, ولذلك فجولة اردوغان في دول الخليج تدعو للشك والريبة في موقف تركيا عامة, ولا تخفف أبدا من تأييد تركيالقطر الداعمة والممولة للإرهاب, حيث ظهر التناقض الواضح في الموقف التركي بين تأييد كامل لموقف قطر واستضافة للإرهاب, ونقد للمطالب العربية وفي الوقت نفسه محاولة لاسترضاء مكشوفة وتخفيف الاعتراض السعودي علي سلوكيات تركيا, ومن هنا يبدو التناقض الغريب في الموقف التركي من الأزمة كلها, وأخيرا لابد أن نرفض هذه الجولة ونحذر من نتائجها ونكشف النوايا التركية الخبيثة التي تهدف الي ايواء الإرهاب بكل صنوفه وأشكالة في الوقت نفسه استمرار التمويل القطري لهذه الجماعات المارقة ولكن من خلال الوسيط التركي.