ولد أحمد توفيق في القاهرة30 مرتين, مرة في2 يونيو1930( ويقال1933) وهو ميلاده الطبيعي والثانية من خلال فيلم القاهرة30(1966). حيث قدمه صلاح أبو سيف في دور سالم الإخشيدي الرجل الذي فاق محجوب عبدالدايم في الصفة التي لا يمكن أن نذكرها, وانتصر عليه لأن الصفة كانت أصيلة عنده. وتوفيق خريج معهد التمثيل دفعة1959, وهي دفعة شهيرة كانت تضم عزت العلايلي وأبو بكر عزت ورشوان توفيق وعايدة عبدالعزيز التي تقاسمت معه المركز الأول علي الدفعة, ثم ذهب إلي الوليد العملاق ماسبيرو فعمل في إدارة الاستوديوهات, ثم الإخراج الذي اهتم به اكثر من اهتمامه بالتمثيل للأسف. وإذا كنت مندهشا من التأسف, فإننا ننقل هنا تصريحا عن الراحل عبدالله غيث الذي نافس انتوني كوين في الرسالة, ويقول غيث إن الممثل الوحيد الذي يخشي الوقوف امامه هو احمد توفيق, ولعلنا جميعا نذكر المباراة الحامية بينهما في مسلسل وتوالت الأحداث عاصفة الشهير بمسلسل أنا البرادعي يا رشدي1982, إخراج حسام الدين مصطفي والذي لعب فيه توفيق دور عبدالستار الذي يوهم الضابط رشدي( عبدالله غيث) طوال المسلسل, ويوهمنا معه بأنه البرادعي. وأعمال توفيق كممثل قليلة جدا, لكنها مؤثرة جدا جدا, ونذكر له دورين مركبين لا يؤدي أيا منهما إلا ممثل كبير, وفي كل مرة كان يواجه عمالقة التمثيل, ويقف لهم ندا بند ففي فيلم شئ من الخوف(1969, إخراج حسين كمال) لعب دور رشدي أحد رجال عتريس الذي يصيبه الجنون نظرا لأن أحدا لا يخاف منه كما يخاف من عتريس, خاصة بعد أن تنشأ علاقة بين زوجته إنعام( سميرة محسن) وبين عتريس نفسه وهي شخصية من دم ولحم تستحق وقفة خاصة لاحقا, وكان توفيق في مواجهة قطار تمثيلي اسمه محمود مرسي لكنه صمد, وترك بصمة واضحة علي الرغم من حداثة عهده بالتمثيل نسيبا. أما الدور الثاني فإنه أنضج بمراحل, وهو دور شكري عبدالحميد في فيلم حافية علي جسر الذهب(1977, إخراج عاطف سالم) ويلعب فيه دور شخص ساذج يهوي التمثيل, ورغم الاستهانة التي يلقاها من الوسط الفني فإنه يصمم علي دخول عالم التمثيل, فيبيع ارضه ليقف امام كاميليا( ميرفت أمين) في الفيلم, ويقف بجوارها في الحياة, لكنه لا يدرك أبعاد اللعبة وأنه بذلك يضع نفسه في وجه المدفع فيتم تدميره. أدوار صغيرة وقليلة لعبها توفيق لكنها تتفوق علي أدوار بطولات لعبها نجوم طواهم النسيان, وكان سبب قلة أعماله انه تعامل مع التمثيل بمنطق الهاوي, فلم يكن يقبل إلا الأدوار الخالدة بعكس الإخراج الذي كان محترفا فيه, فأخرج أجزاء من مسلسل محمد رسول الله, وعددا من المسلسلات ربما كان انجحها لن اعيش في جلباب أبي(1994), وكان رحمه الله متزوجا من المخرجة رباب حسين وكونا ثنائيا متفاهما في الحياة والإخراج حتي رحل عام2005.