حالة الإنفلات الأمني التي تعاني منها مصر منذ أن بدأت أحداث ثورة25 يناير تسببت في وجود عدة ظواهر جديدة علي المجتمع المصري... حيث انتشرت أعمال البلطجية والبيع العلني للمخدرات واقتحام الأقسام والمشتشفيات والمرافق الحيوية وترويع المواطنين وارتكاب حوادث السرقة بالإكراه وفوق هذا وذاك زادت حوادث سرقة السيارات بشكل ملحوظ. تحقيقات الاهرام المسائي من خلال جولات مندوبيها في القاهرة وبعض المحافظات تدق ناقوس الخطر من جديد في صرخة تطالب بضرورة عودة السيطرة الأمنية إلي الشارع المصري حفاظا علي الثورة ومكاسبها. غابت كمائن الشرطة علي الطرق الصحراوية منذ ثورة25 من يناير حتي ان مقرات هذه الأكمنة علي طريق الإسكندرية الصحراوي القاهرةأسوان الصحراوي وطريق الواحات تحول بعضها إلي مساكن للإيواء والبعض الآخر إلي مرتع للفئران وملاذ لهاربي السجون كذلك نقاط سيارات الإسعاف علي الطرق السريعة توقفت عن العمل ليلا واكتفي فريق الإسعاف بالعمل نهارا حتي غروب الشمس وأصبحت سيارات المارة عرضة بين الحين والآخر لقطاع الطرق والمساجين الهاربين حول هذه القضية يقول أحمد محمود سائق سيارة نقل يقوم بنقل محصول الطماطم من محافظةالوادي الجديد إلي القاهرة إنه اثناء مروره علي طريق القاهرة الواحات تعرض لأبشع حالة تهديد بالسلاح الآلي من مجموعة من البلطجية مؤكدا أنهم يأخذون إتاوات يومية, وأضاف أنه حاول اللجوء إلي أقرب كمين شرطة إلا أنه فقد الاتصال ليلا بأي مغيث. تحت التهديد وقال محمود الديب سائق سيارة نقل تقوم بنقل الجرانيت والرخام من جبال محافظة أسوان إلي منطقة شق الثعبان بالقاهرة أنه تعرض لعملية سرقة تحت التهديد بالسلاح, وأكد أن بلطجية الطريق الصحراوي حصلوا منه علي النقود التي كان يمتلكها إضافة إلي انهم استولوا علي الكاوتش الاحتياطي للسيارة. وقال انه أثناء مروره علي مسافة900 كيلو متر من أسوان حتي القاهرة لم يقابله سوي كمين واحد بالقرب من محافظة اسيوط, وطالب بسرعة تكثيف الدوريات الأمنية علي الطريق الصحراوي لأن غياب الأمن له تأثير سلبي علي عمليات نقل السلع بين المحافظات مما دفع السائقين للعمل في فترة النهار فقط وقال ابراهيم كاوتش أحد سائقي الإسعاف الطائر إن غياب سيارات الشرطة علي الطرق الصحراوية أدي إلي تخوفهم من الاستجابة إلي أي اتصال يتلقونه لإنقاذ أي احد علي الطريق وأضاف ان تحركهم علي الطريق الصحراوي يبدأ بعد الساعة الثانية عشرة لأن حياتهم أصبحت في خطر خاصة وأن سائقي سيارات الإسعاف الطائر لا يحملون أسلحة للدفاع عن أنفسهم وحكي رمضان كامل يعمل بإحدي شركات القطاع العام انه اثناء سيره من القاهرة إلي ادفو تعرض له عدد من البلطجية لسرقة سيارته بالإكراه وقال أنهم أشهروا السلاح في وجهه وطالبوه بترك السيارة وأن الذي أنقذه منهم قدوم سيارة نقل ركابها كانوا مسلحين وأطلقوا الأعيرة النارية عليهم ففروا هاربين. وعن حكايات السرقة والبلطجة التي انتشرت بالأرياف علي الطرق التي تربط بين القري وبعضها في محافظات الصعيد نجدها تختلف في أسلوب تنفيذها والأسلحة المستخدمة وتوقيتات القيام بها. قال الظاهر حسين مزارع ان غياب رجال دوريات الشرطة بعد الساعة12 مساء أدي إلي انتشار ظاهرة سرقة المواشي والجرارات الزراعية, مشيرا إلي أن البلاغات التي تقدم بها ضحايا هذه الجرائم إلي أقسام الشرطة لم يتم التحري أو التحقيق فيها حتي انه لم يتم القبض علي المجرمين وأوضح أن جميع سكان قريته ينامون وهم حاملون السلاح للدفاع عن أسرهم وممتلكاتهم. وقال نور عبد الدايم أحد المزارعين إن تقلص الدور الأمني وغياب نقاط الشرطة في القري والنجوع أدي إلي وجود ظاهرة سرقة المحاصيل الزراعية من الحقول مما دفع الأهالي إلي تشكيل لجان من المزارعين لحماية الحقول المعرضة للسرقة قبل حصادها وخشية المواجهات بين المزارعين والحرامية لأنها قد تؤدي إلي قتل الكثير منهم. انفلات أمني وعن الإنفلات الأمني في مواقف سيارات الأجرة قال ناصر منصور سائق سيارة أجرة إن غياب رجال الشرطة عن مراقبة المواقف أدي إلي ظهور نوع جديد من البلطجية يفرضون كارتة اجبارية علي السيارات دون وجه حق, أضاف ان السائق الذي يرفض الدفع يتعرض لسباب وشتائم وقد ينتهي الأمر بمشاجرة. وأكد السائق أن زملاءه أصبحوا يتعاملون مع ظاهرة البلطجة في المواقف وكأنها أمر واقع. وأضاف جابر عبد الله موظف كارتة قائلا إن بعض السائقين تحولوا إلي بلطجية حيث يقومون برفع الأجرة دون اللجوء إلي أي مسئول لدرجة أنهم يحددون الأجرة علي حسب ارتفاع الاسعار اليومية. وقالت نادية محمد سيدة تعيش في منطقة بهتيم بشبرا الخيمة إن زوجها يعمل بدولة عربية ولاحظت ذات يوم ارتفاع درجة حرارة ابنها وكانت الساعة الثانية عشرة مساء فأسرعت للكشف عليه في أقرب مستوصف ولم تفكر في ترك مصوغاتها الذهبية التي كانت ترتديها بالمنزل وفي طريقها قابلت سيدة سألتها عن أقرب مستوصف لعلاج الحالات الطارئة فانعطفت بها السيدة إلي شارع مظلم حيث كان في انتظارها عدد من البلطجية الذين هددوها بالسلاح لسرقة مصوغاتها الذهبية ومبلغ800 جنيه كانت معها. وقال محمود سعيد محمد السيد سائق بمدينة مدينتي ان زميله تعرض لكسر مفاجيء فحمله واستقل به سيارة العمل علي طريق مصر الاسماعيلية الصحراوي لاسعافه في أقرب مستشفي حيث اعترضتهم سيارة ملاكي وظلت تطاردهم حتي أجبرتهم علي التوقف وخرج من السيارة الملاكي بلطجية يحملون أسلحة آلية وقاموا بتهديد محمود سائق سيارة العمل وطالبوه بتسليم مفتاح السيارة إلا انه رفض فقاموا بإطلاق النار في الهواء لإرهابه لكنه لم يستجب فأطلقوا عليه الرصاص الذي أصابه في قدمه وأخذوا مفتاح السيارة لكنهم فوجئوا بأنها تعطلت ففروا هاربين. وقال موسي ابراهيم50 عاما من محافظة الشرقية أرزقي علي باب الله وليس لديه وظيفة انه فوجيء بعدد من البلطجية يقتحمون منزله ويخطفون ابنه المعاق ذهنيا17 عاما لاستغلاله في ترويج المخدرات خاصة بعد أن أكد له الجيران أن هؤلاء البلطجية معروفون في البلد فأسرع إلي الشرطة باعتبارها ملاذه الوحيد لكن خاب ظنه عندما اكتشف أنهم رفضوا تحرير محضر بالواقعة وأضاف ان أحد المجندين بقسم مركز الزقازيق طلب منه مبلغا معينا من المال لإرشاده علي مكان ابنه لكنه رفض نظرا لأنه لا يمتلك جنيها واحدا. وتحكي كريمة محمد من محافظة الشرقية مأساتها حيث تقول أثناء ذهابها إلي البنك لصرف تحويشة عمرها لشراء جهاز ابنتها رصدها أحد البلطجية وترقب خطواتها إلي أن خطف منها حقيبة يدها واختفي في لمح البصر وضاعت تحويشة العمر ولم تجد من يغيثها أو يرد لها المبلغ المسروق لدرجة انها أصيبت بانهيار عصبي نتيجة تعرضها لهذا الموقف العصيب خاصة في ظل الإنفلات الأمني.