زهرة بنت ال14سنة يوميا تسافر من المنوفية الي القاهرة للعمل قي حضانة بمنطقة شعبية الأم تتولي التنظيف, رعاية الأطفال, وزهرة تتولي استلام الأطفال من الأهالي, و الذهاب إلي البيوت القريبة لاستلامهم وإعادتهم مرة أخري لمنازلهم, الابتسامة لا تفارق وجهها رغم المشقة,حفظت الشوارع من كثرة التردد عليها كما حفظت الوجوه, واعتاد الأهالي وأصحاب المحال رؤيتها. سنوات مضت وثناء تصطحب ابنتها زهرة في رحلة الشقاء تغيرت أشياء كثيرة في المنطقة التي تعمل بها الفيلات تحولت إلي أبراج المساحات الخضراء تحولت الي كتل أسمنت من كثرة السكان أطلقوا علي المنطقةعزبة النملبدلا من النخل. اختفي مشهد أشجار الليمون واليوسفي ونخل البلح..ليظهر مشهد أكوام القمامة والشوارع الغارقة في مياه المجاري. هكذا تغير المكان الذي تأتي إليه للعمل كما تغيرت معالم قريتها طالياالتي التهمت المباني رقعتها الزراعية طاليا التي لاينقصها إلا حرفيا الألف والياء أبجديا لتصبح إيطاليا تطرد ناسها الفقراء ليبحثوا عن لقمة عيش في القاهرة أو في المزارع بالصحراء يعملون باليومية. تغيرت الأماكن وبقي البشر علي بؤسهم يعانون الفقر يفرون منه وإليه. كبرت زهرة واختارت أمها من بين المتقدمين للزواج منها شابا يعمل بطايفة المعمار -والزواج بين الفقراء بسيط تسابق أهل الخير من سكان المنطقة لمساعدة ثناء في تكاليف زواج زهرة اليتيمة واختفت زهرة شهور لم تعد تعمل مع أمها وفجأة تظهر زهرة لتمارس عملها السابق تصطحب الأطفال من وإلي الحضانة لم تعد زهرة كما كانت غابت ضحكتها عادت وقد اكتسي وجهها بهم لا يتناسب وسنوات عمرها. سألت ثناء عن أحوال زهرة مالها مهمومة ليه؟ انفجرت غاضبة اللي يتشك في قلبه جوزها بيشتغل يوم و يقعد عشرة وزاد وغطي إنه طلب منها تبيع كليتها قال لها الحالة واقفة أبيع كلية وتبيعي كلية واشتري توك توكاو عربية أجرة اشغلها علي الخط بالنفر البنت رقعت بالصوت وسابت البيت هي حصلت نبيع الكلية كمان. وتواصل ثناء جوزتها ارتاح من همها تبقي في حما راجل يسترها لقيته عايز يبيعها بالحتة قصة زهرة وزوجها إنت تبيعي كلية وأنا أبيع كلية ونشتري توك توك تؤكد إن بيع الأعضاء البشرية والمتاجرة فيها سيستمر طالما هناك فقر وبؤس, وإن مطاردة العصابات المتخصصة في الإتجار بالأعضاء وحده لا يكفي.