تحتفل مصر بعد أيام بذكري ثورة30 يونيو حيث ثار المصريون وغضبوا ليقينهم ان النظام الاخواني الذي سطا علي ثورة يناير في جوهره النظري والسلوكي سلطة استبدادية يغطي استبدادها ما يتصورونه مكارم الأخلاق. وهو ما يتناقض مع اهداف الثورة التي أنجبها جيل المعاناة من الشباب. ثار الشعب في30 يونيو وهو يري وطنه يذهب الي عناق الاستغلال والاستبداد و السعي لتغيير طبيعة واسس الدولة المصرية, وتعريض بقاء الدولة واسسها للضياع, وان ممارساتهم تهدد الامن القومي المصري بما شعر معه المصريون بأنهم مهددون من ناحية حدودهم وامنهم وامانهم واضحي الوطن مخترقا, وتورط النظام الاخواني في مخططات دولية واقليمية تقسم العالم العربي علي اساس مذهبي, وتذهب بمفهوم الامن القومي العربي ادراج الرياح, ومصر ودورها العربي المحوري اضحي موضع شك في ظل السياسات الاخوانية, وما فاقم من غضب المصريين جنوح ونزوع الاخوان الي الابتعاد عن الخط الوسطي الاسلامي بما يمثله الازهر جامعة مصر الاسلامية الكبري حيث اشتهرت مصر في العالم كله بانها معدن العلوم والمعارف عبر الشهرة العريقة التي ذاعت عنها قديما, ثم اتصلت بها بعد الاسلام شهرة الجامع العتيق, ثم شهرة الازهر بعد انفراده بامامة العلم في بلاد الإسلام. ومما ضاعف من هذا الشعور ان جماعة الاخوان المسلمين تحالفت مع جماعات اسلامية لها تاريخ ارهابي تعلن مشروع الدولة الاسلامية وهي كما رأينا, دولة الحروب الاهلية وقطع الرقاب وشق الصدور واكل الاكباد في توحش. و قبيل وبعد نجاح ثورة30 يونيو هدد الاخوان الشعب المصري بالويل والثبور وعظائم الامور باعلان النفير ضد الشعب المصري. وهنا لابد من التحية الواجبة لقواتنا المسلحة التي اعلنت ولاءها لشعبها لانها كانت دوما وعلي مدي التاريخ قوات الشعب ولحماية الشعب ومصالح الشعب. واثبتت القوات المسلحة دوما انها هي الكتلة الصلبة التي حافظت علي كيان الدولة بما قدمه أبطالها من تضحيات وبما يبذلونه في الدفاع عن أمن مصر والمساهمة في خطط التنمية الشاملة للدولة.وتحية الي الرجل الجسور الذي لم يهب موتا ولم يخش مصيرا محتوما لو فشل ولكنه كان واثقا من عصاه السحرية ارادة الشعب المصري وحضارة الشعب المصري وتاريخ الشعب المصري. مصر ام الدنيا لا تركع ولا تخضع ولا تستسلم للتخلف ولا لتهديدات وابتزاز امراء الظلام وتولي حكم مصر بارادة شعبية لتحقيق حلم المصريين في تجدد مصر القومي. عبر فكر جديد يقتحم المشاكل اقتحاما لا يلف ولا يدور حولها بفكر ثاقب يستنهض الامة ويستخرج مكنون عظمتها وارادتها وحضارتها. قيادة حازمة لا تعرف الحياد مع الارهاب الاخواني ومن يلف لفهم لا يعرف اللون الرمادي في القضايا الوطنية المصيرية لانه ليس من الألوان المعمول بها في تاريخ الامم ولحظاتها الحاسمة, ولذا غير مسموح بتداولها, مع استحالة الجمع بين الحياد وما تتطلبه المسئولية الوطنية في الأزمات, الرمادية هنا أقرب إلي السوداوية, وفي بعضها أكثر تضليلا, وأكثر ضررا منها, باعتبارها استولدت مواقف وتيارات احتمت خلفها وشجعت علي تناميها. ويمضي الرئيس في تنفيذ مخططه لبناء مصر قوية ومحترمة عبر بناء اقتصاد قوي. مصر المتجددة القوية وفق ما نشهده من برامج قومية علي الارض تظهر لنا مصر التي نؤمن بها. تلك هي مصر التي نحارب من أجلها. تلك هي مصر التي يعيد بناءها الشعب مع قيادته الوطنية, أمة واحدة, بعهدة الله, لا تتجزأ, بحرية وعدالة للجميع.