تصاعدت أمس حدة الأزمة بين قطر وعدد من الدول العربية في مقدمتها مصر والسعودية والإمارات; حيث سعت الدوحة إلي إفشال جهود الوساطة الكويتية, ولم تأخذ علي محمل الجد ضرورة إغلاق قناة الجزيرة أو( بوق الإرهاب) وقطع علاقتها مع المنظمات الإرهابية. يأتي ذلك في وقت حذرت فيه الإمارات العربية المتحدةقطر أمس من قطيعة نهائية معها في حال لم تأخذ بجدية مطالب الدول العربية, وبينها إغلاق قناة الجزيرة, في تصعيد جديد في الأزمة. وجاء التحذير علي لسان وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش الذي اتهم قطر بتسريب وثيقة احتوت علي مطالب أعدتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين التي قطعت علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو بعد اتهامها بدعم الإرهاب. وبحسب الوثيقة التي نشرها مدير قناة الجزيرة ياسر أبو هلالة علي حسابه علي موقع تويتر, كما تم تداولها علي حسابات عدة علي مواقع التواصل الاجتماعي تطالب الدول العربية الأربع قطر بإغلاق قناة الجزيرة, وخفض مستوي تمثيلها الدبلوماسي في إيران, وإغلاق قاعدة عسكرية تركية علي الأراضي القطرية, وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان الإرهابية وحزب الله وتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين. وكتب قرقاش في تغريدات علي تويتر التسريب يسعي إلي إفشال الوساطة في مراهقة تعودناها من الشقيق, كان من الأعقل أن يتعامل مع مطالب ومشاغل جيرانه بجدية, ودون ذلك فالقطيعة أمر واقع. وأكد أن الأزمة حقيقية وتصرفات الشقيق وإدارته المرتبكة تقوض أمن المنطقة. وأضاف أن الخيارات أمام الشقيق واضحة: هل يختار محيطه واستقراره وازدهاره؟ أم يختار السراب والازدواجية وعزلته عن محيطه؟ لعل الحل في افتراق الدروب؟. من جانبها ردت شبكة الجزيرة الإعلامية بعنف علي مطلب إغلاقها وقالت في بيان أمس: إنها علي يقين بأن هذا الطلب الجديد ليس إلا محاولة يائسة لإسكات الإعلام الحر والموضوعي في المنطقة وذلك علي حد زعمها. وإضافة إلي قطع العلاقات الدبلوماسية, أغلقت الدول العربية الأربع مجالها الجوي أمام شركات الطيران القطرية, كما أغلقت السعودية الحدود البرية الوحيدة للدولة الغنية بالغاز والتي تربطها بها.ومن ضمن القائمة التي تحتوي علي13 مطلبا, والتي تم تسليمها إلي قطر, أن تقوم الدوحة بتسليم شخصيات ثم إدراجها في قوائم الإرهابيين ومطلوبة في الدول الأربع. وقال قرقاش في تغريدة أخري: علي الشقيق( قطر) أن يدرك أن الحل لأزمته ليس في طهران أو بيروت أو أنقرة أو عواصم الغرب ووسائل الإعلام, بل عبر عودة الثقة فيه من قبل محيطه وجيرانه. وأضاف: لا يمكن القبول باستمرار دور الشقيق كحصان طروادة في محيطه الخليجي ومصدر التمويل والمنصة الإعلامية والسياسية لأجندة التطرف, وعودته مشروطة.