{إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم} (الدخان:3-4) أنزل الله القرآن العظيم, في ليلة مباركة وهي ليلة القدر وكان ذلك في إحدي ليالي شهر رمضان, ووصفها بالبركة لما ينزل الله فيها علي عباده من البركات والخيرات والثواب, ونزل القرآن كله في ليلة القدر من أم الكتاب إلي بيت العزة في سماء الدنيا, وأنزله الله علي نبيه في الليالي والأيام في ثلاث وعشرين سنة,{ إنا كنا منذرين} الناس بما ينفعهم ويضرهم, وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب; لتقوم حجة الله علي عباده فيها يقضي ويفصل من اللوح المحفوظ إلي الكتبة من الملائكة كل أمر محكم من الآجال والأرزاق في تلك السنة, وغير ذلك مما يكون فيها إلي آخرها, لا يبدل ولا يغير.