قال الله عز وجل وافعلوا الخير لعلكم تفلحون سورة الحج, وتعانوا علي البر والتقوي سورة المائدة, وروي أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: تعين صانعا أو تصنع لأخرق( به عاهة).. أخرجه الشيخان البخاري ومسلم, علي كل مسلم صدقة فقالوا: يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف, قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف, وليمسك عن الشر فإنه له صدقة أخرجه الشيخان من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة, ومن يسر عن معسر, يسر الله عليه في الدنيا والآخرة, ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه, ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما, سهل الله له به طريقا إلي الجنة, وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيم بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده, ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه أخرجه مسلم.. أحب الناس إلي الله عز وجل أنفعهم للناس, وأحب الأعمال إلي الله تعالي سرور تدخله علي مسلم أو تكشف عنه كربة, أو تقضي عنه دينا, أو تطرد عنه جوعا, ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من اعتكف في هذا المسجد شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته, ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشي مع أخيه في حاجة حتي يتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول قدمه الطبراني. ان المجتمع الرباني المثالي يسود فيه الإيثار كما كان سادتنا الأنصار رضي الله عنهم ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصه ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون سورة الحشر. إن اغاثة ذوي الحاجات من إطعام الجائع, وكسوة العاري, وعلاج المريض وكفالة اليتامي, بل وإعانة الخزانة العامة فهذا من قبيل( وفي سبيل الله) من صدقات مفروضة وغيرها, حتي لو علت هذه الصدقات كما فعل سيدنا العباس رضي الله عنه حينما عجل زكاة أمواله سنتين مقدما لنفع المسلمين عن طيب خاطر وسخاء نفس لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم, ومناقب الموسرين من سادتنا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين منهم سيدنا أبو بكر, وعثمان بن عفان, وعبدالله بن عوف, وحكيم ابن حزام- رضي الله عنهم- في عتق الرقاب وحماية المجتمع المسلم من العدوان بتقوية وإعانة المجاهدين بما تذخر به كتب ومصنفات السير والتواريخ. اللهم اعط منفقا خلفا أمين.