اهتزت قلوب ذوي الضمائر في مصر والعالم المحب للسلام إثر وقوع الحادث الإرهابي علي الطريق الصحراوي الغربي بمحافظة المنيا, والذي راح ضحيته29 شهيدا وأصيب فيه نحو26 من إخواننا الأقباط, كانوا أطفالا مع أمهاتهم يستقلون أتوبيس رحلات في طريقهم إلي دير الأنبا صموئيل, وعمالا يعملون في الدير في الزراعة وبعض الأعمال البسيطة الأخري. ثلاث سيارات دفع رباعي استخدمها الإرهابيون القتلة في إيقاف الأتوبيس أثناء سيره في مدق ترابي يوصل إلي الدير, وصعدوا إليه وسلبوا الضحايا متعلقاتهم من أموال زهيدة, وذهب قليل تتحلي به النساء الفقيرات, ثم أطلقوا النار بشكل عشوائي, لا يفرق بين كبير وصغير, أو رجل وامرأة, في جريمة يندي لها جبين الإنسانية, ولا يقترفها حتي الحيوان في حق بني جنسه, ولا يقرها عقل ولا قلب ولا دين ولا أخلاق ولا يمكن أن تحقق أي مكاسب سياسية أو دعائية لمن قاموا بها, بل علي العكس, فإن نتائجها سلبية تماما, وزادت من كره المصريين وحنقهم علي الإرهاب ومن يمثلونه ومن يدعمون ومن يمثلون غطاء فكريا له. وفورا عقد الرئيس السيسي اجتماعا عاجلا, حضره الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي, والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة, واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية, واللواء خالد فوزي رئيس المخابرات العامة, وعدد من قيادات القوات المسلحة والشرطة, لبحث تداعيات الحادث وكشف القائمين بتنفيذه والرد عليهم واستئصال شأفتهم وضرب معقل تدريبهم وإمدادهم بالأسلحة والذخائر. وقد أبدي الرئيس السيسي أسفه الكبير لمقتل هذا العدد الكبير من أبناء مصر علي يد الإرهابيين, وقدم تعازيه للشعب المصري كله ولأهالي الشهداء وذويهم, مؤكدا أن الحادث يهدف إلي النيل من تماسك الدولة والشعب, مشيرا إلي الجهود التي تبذل لضرب الاقتصاد المصري الوطني وتهديد السلم الاجتماعي وإحداث فتنة بين أبناء الشعب الواحد والنيل من وحدة نسيج الشعب المصري عبر استهداف الأقباط. وبناء علي أوامر القائد الأعلي للقوات المسلحة قامت القوات الجوية المصرية بدك مواقع الإرهاب والإرهابيين في مدينة درنة الليبية, ووجهت لهم ضربات متلاحقة بالتعاون مع الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر, وقال الرئيس السيسي: إننا لن نتردد في الوصول للإرهابيين وضربهم ثأرا لشهداء الوطن, ولتجفيف منابع الإرهاب, ومعاقبة المتآمرين علي مصر وتماسكها وأمنها القومي. وأعاد الرئيس تأكيده ضرورة وقوف العالم كله ضد الإرهاب, وأن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله, ولا بد من تكاتف الجميع والوقوف ضد الدول التي تمول الإرهاب بالمال والسلاح, وأن يتخذ العالم من هذه الدول موقفا قويا وحاسما, لأن الإرهاب ينال من الجميع وليس من مصر فقط, ولا بد من معاقبة الدول الداعمة للإرهاب وعدم التصالح معها. وقد تلقي الرئيس التعازي من كل دول العالم, وأبدت القوي الدولية والإقليمية تعاطفها مع مصر في مصابها, ووقوفها بجوار الدولة المصرية ومساندتها ودعمها بكل سبل الدعم في معركتها ضد الإرهاب, كما أبدت تفهمها الكامل لما قامت به مصر وقواتها المسلحة من ضرب لمعسكرات الإرهاب وتجمعاته في درنة, باعتباره حقا مصريا أصيلا لحماية حدودها وأراضيها من المتسللين والداعمين لهم. ولا تزال القوات المصرية الباسلة تواصل مهمتها في تعقب الإرهابيين في ليبيا, ودك حصونهم ومعسكرات تدريبهم, واستهدافهم بضربات مركزة تشل قدرتهم علي تصدير الإرهاب لمصر وتهديد أمن الوطن والمواطن, وتحيا مصر.