من المؤكد أن العاملين في الوسط الفني والمتعاملين معه سمعوا كثيرا- خلال الفترة الأخيرة- تعبير السوق قلاب, أو حتي السوق وحش, في إشارة لتقلبات سوق الدراما التليفزيونية والسوق الفنية بشكل عام, والتي تشبه البورصة في ارتفاعها وانخفاضها, في صعودها بوجوه جديدة أو أسماء مغمورة إلي القمة فجأة, وفي هبوطها بقسوة إلي القاع وما تحته بنجوم كانت ملء السمع والبصر. شخصيا سمعت مثل هذه التعبيرات كثيرا من أصدقاء ممثلين ومخرجين وغيرهم, سواء في إطار الشكوي من الأمور المالية وتبدل أحوالها وظروفها وشروطها بصورة تدعو للعجب والدراسة, أو في إطار الكلام المعهود عن الدسائس والمؤامرات وأجواء الكراهية والغيرة السائدة في الوسط. أكد لي بعض الممثلين مثلا أن بعض المنتجين استغلوا تداعيات تعويم الجنيه المصري وارتفاع أسعار جميع مستلزمات وضروريات الإنتاج ليخسفوا بأجورهم الأرض, وسمعت تخفيضات عجيبة, من نصف مليون جنيه مثلا إلي50 ألفا, ومن100 ألف إلي10 آلاف جنيه, أي تخفيض يصل إلي90%, ولا يتناسب حتي مع الزيادة التي طرأت علي الدولار وجميع الأسعار من بعده. حكت لي إحدي الممثلات أنها اضطرت إلي رفض ما عرض عليها قبل رمضان لأنها اكتشفت أن الأجر الذي ستحصل عليه لن يكفي حتي الملابس التي ستشتريها للشخصية, والتي ارتفعت أسعارها هي الأخري, وقالت إنها فضلت البقاء في منزلها معززة مكرمة- علي حد قولها- علي أن تؤدي عملا مضنيا وغير مجز, فضلا عن أنه سيحدد سعرها في السوق وسيتعامل معها أي منتج في المستقبل علي أساس آخر أجر وافقت عليه. قد يكون كلامها مبالغا فيه, لكن المؤكد أنها اعتذرت, ولأسباب مادية لأنها كانت معجبة بالدور, والمؤكد أن غيرها اعتذر, أو وافق علي أن يعمل مقابل الفتات, إما ليسد رمقه ويؤدي الحد الأدني من التزاماته, أو ليبقي في الصورة ولا يخرج من السوق نهائيا. وللحديث بقية.