تختتم مساء اليوم الأحد الدورة الاحتفالية السبعون من مهرجان كان السينمائي الدولي بتوزيع الجوائز, وعلي رأسها السعفة الذهبية المرموقة والمتنافس عليها من قبل19 مخرجا في المسابقة الدولية الرسمية. وقد بدأ أمس بالفعل توزيع جوائز الدورة, حيث فاز فيلم ليرد, للمخرج الإيراني محمد رسولوف, بالجائزة الأولي لمسابقة نظرة ما, التي رأست لجنة تحكيمها النجمة أوما ثورمان, وشارك في عضويتها المخرج محمد دياب من مصر. وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلي فيلم بنت أبريل, للمخرج ميشيل فرانكو, والإخراج لتيلور شريدان عن فيلم ريح النهر, والأداء لجاسمين ترينكا عن فورتوناتا, وجائزة شاعرية السينما الخاصة لفيلم بربارا, إخراج ماتيو أمالريك. كما أعلنت جوائز لجنة تحكيم النقاد( الفيبريسي), والذين اختاروا فيلم120 ضربة في الدقيقة, للمخرج الفرنسي روبان كامبيو, من المسابقة الرسمية, وفيلم اقتراب, للمخرج الروسي كانتيمير بالاجوف, من مسابقة نظرة ما, وفيلم مصنع اللاشيء, للمخرج البرتغالي بدرو بينيو, من القسمين الموازيين أسبوع النقاد ونصف شهر المخرجين, علما بأنه كان يشترط- في هذه الجائزة الأخيرة- أن يكون الفيلم عملا أولا أو ثانيا. وكانت جوائز مسابقة سيني فونداسيون والأفلام القصيرة, والتي رأس لجنة تحكيمها المخرج الروماني الكبير كريستيان مونجيو, قد أعلنت أمس الأول, حيث فاز الفيلم البلجيكي بول موجود هنا, للمخرجة فالنتينا موريل, بالجائزة الأولي, والفيلم الإيراني حيوان, للمخرجين الشقيقين بهرام وبهمان آرك, بالثانية, وذهبت الثالثة إلي الفيلم الفرنسي موت تائهين, إخراج توماسو أوسبرتي. أما جوائز الليلة الكبيرة التي ستعلن اليوم, فأرشح لها عددا قليلا من الأفلام لأن معظم الأعمال التي شاركت في المسابقة تأرجحت بين البناء التجاري النمطي, والأفكار المكررة التي قتلت بحثا, والإنتاج الأوروبي التقليدي الذي يعاني من الترهل والتطويل.. ولا يزيد عدد الأفلام التي تستحق الجوائز- وهي السعفة الذهبية والجائزة الكبري وجائزة لجنة التحكيم وجوائز الإخراج والسيناريو والتمثيل رجال ونساء- عن خمسة أو ستة, ومنها بلا حب, للمخرج الروسي أندريه زفياجنتسيف, صانع وحش البحر( ليفياثان), الفيلم الجميل الذي ترشح للأوسكار وفاز بالكرة الذهبية قبل عامين, وإن كان فيلمه الجديد أقل تماسكا وقوة. وهناك الفيلم المفاجأة120 ضربة في الدقيقة, للمخرج الفرنسي- المولود في المغرب- روبان كامبيو, الذي فاز بجائزة النقاد أمس, والذي ينتمي للسينما التي لا يحبها البعض لكنها كاشفة ومؤثرة ومهمة, السينما الخشنة التي لا تهتم بالجماليات والبصريات قدر اهتمامها بالموضوع.. والفيلم, الذي يقترب من كونه وثائقيا, يعود إلي أوائل تسعينات القرن الماضي, حين كان وباء الإيدز منتشرا ومتوحشا, وكان قد حصد- علي مدي عشر سنوات- مئات الأرواح حول العالم. ويركز كامبيو علي جماعة أكت أب- باريس النشطة جدا ضد الإيدز وضد حالة اللامبالاة التي كان يتعامل بها جميع المسئولين وجميع الجهات المختصة مع الوباء. كما أن هناك اكتشافا آخر لفيلم مفاجئ آخر وبديع هو المربع, للمخرج السويدي روبين أوستلوند, والذي يتتبع- بخفة ظل ورشاقة شديدة- حياة وأزمات مدير شاب لمتحف للفن الحديث, ويعتمد- مثل معروضات المتحف- علي أسلوب حداثي تماما ومختلف في السرد يتميز باللمسات الكوميدية الذكية, ويبدو متشظيا في ظاهره لكنه في الحقيقة متماسك للغاية, وتمثل قطع الموزاييك التي يتكون منها عملا فنيا جميلا وموحيا. وهناك فيلم التلاشي, للمخرج الألماني/ التركي الكبير فاتح أكين, الذي كان قد افتتح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ سنوات قليلة بفيلمه القطع, والذي يقدم هنا إدانة للنازيين الجدد في ألمانيا, مؤكدا- بصورة غير مباشرة- أن الإرهاب لا يرتبط بالضرورة بالإسلام, كما يدين العدالة العرجاء التي تجعل الإرهابيين يفرون بجريمتهم, وتجبر البطلة, التي فقدت زوجها وابنها, علي اللجوء للحل الفردي, وأرشح ديان كروجر, التي قامت بالدور, لجائزة أفضل ممثلة, كما أرشح فازيلينا ماكوفتسيفا عن فيلم امرأة رقيقة, للمخرج الأوكراني سيرجي لوزنيتسا, إلا لو رأت اللجنة مجاملة النجمة نيكول كيدمان لاشتراكها بفيلمين في المسابقة. أما جائزة أحسن ممثل, فأرشح لها لوي جاريل عن فيلم الرهيب, الذي يدور حول حياة أسطورة السينما العالمية جان لوك جودار, ويحمل توقيع المخرج الفرنسي الكبير ميشيل أزانافيسيوس, الذي أبهر العالم واكتسح جوائز الأوسكار قبل سنوات قليلة بفيلمه الأبيض والأسود والصامت أيضا الفنان, وإن كان فيلمه الجديد لم يعجب الكثيرين. وقد تمنح لجنة التحكيم جائزة التمثيل رجال بصورة جماعية لأبطال120 ضربة في الدقيقة لأدائهم الرائع الذي يجعل الفيلم يبدو وكأنه وثائقي لفرط صدقهم, أو تجامل كولين فاريل, رفيق نيكول كيدمان في فيلميها!