من حق النجمين الشهيرين, الأسترالية نيكول كيدمان والأيرلندي كولين فاريل, أن تصفهما الصحافة الدولية بملكي المسابقة الرسمية للدورة السبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي, أو عرسان المسابقة بلغتنا الدارجة, بعد أن اختارت إدارة المهرجان فيلمين من بطولتهما معا للاشتراك فيها والمنافسة علي السعفة الذهبية, في واقعة نادرة في تاريخ كان وتاريخ المهرجانات السينمائية بشكل عام. ولم يحدث ذلك عن طريق المصادفة بطبيعة الحال, بل إن الأمر مقصود من إدارة المهرجان, ومرفوض في رأي كثير من الصحفيين والنقاد الحاضرين; حيث إنه من المفترض أن تحقق تلك الإدارة شيئا من التنوع في مسابقتها, والأهم أنها يجب أن تعطي الفرصة لأكبر عدد من الفنانين للاشتراك والتنافس علي الجوائز.. وفي كل الأحوال, لن يحصل أي من الفيلمين- في رأيي- علي شيء لتواضعهما, وإن كانت لجان التحكيم- خاصة في كان- قادرة دائما علي إدهاشنا ومفاجأتنا بما هو غير متوقع. الفيلم الأول هو مقتل غزال مقدس, لليوناني يورجوس لانتيموس, والذي يتفذلك البعض ويتقعر قائلا: إنه فلسفي وذو أبعاد فكرية عميقة, فيما أري أنه فيلم إثارة وتشويق عادي جدا أكثر ما يصلح له أن يعرض في إحدي قنوات الأفلام الأجنبية لكن بعد منتصف الليل لوجود بعض المشاهد العنيفة, لكنه لا يستحق أبدا المشاركة في مسابقة مهرجان بوزن وحجم كان, ولا في أي مهرجان أصلا. أما الثاني, فهو الفرائس, للمخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا, ويعد أفضل وأكثر قيمة من الفيلم الآخر, لكنه يظل في الإطار التقليدي التجاري الذي من المفترض ألا يشارك في مسابقة كان, والمؤكد أنه تم اختياره علي أساس اسم كوبولا, لكنه أقل من أفلامها التي صنعت هذا الاسم مثل: سقط من الترجمة. تعيد المخرجة إلي الأذهان, في هذا الفيلم, مسرحية جريمة في جزيرة الماعز للكاتب الإيطالي أوجو بيتي, والتي قدمتها السينما المصرية في فيلمين: الراعي والنساء, لعلي بدرخان, ورغبة متوحشة لخيري بشارة.. الفكرة في الأفلام الثلاثة واحدة, وتتلخص في اقتحام رجل غريب حياة مجموعة من النساء يعشن منعزلات بلا رجال في مكان ناء, مما يؤدي ليس فقط لتغير العلاقات فيما بينهن ودخول مشاعر الغيرة والتآمر عليها, ولكن أيضا إلي ألعاب خطيرة تنتهي بجريمة. هنا تستقبل مجموعة من النساء اللاتي يتقوقعن في مدرسة داخلية للبنات- تديرها كيدمان- جنديا مصابا من معسكر الأعداء خلال الحرب الأهلية الأمريكية يجسده فاريل, ويحدث نفس ما أوضحته في السطور السابقة: انقلاب في المشاعر والسلوك وجريمة دامية. أخبار من المهرجان ** ينظم ديفيد ليزنار, عمدة مدينة كان, غدا الجمعة, حفل غداء علي شرف الصحفيين والنقاد الذين يغطون المهرجان يحضره أعضاء لجنة التحكيم الرئيسية برئاسة المخرج الإسباني بدرو ألمودوفار, ويقام في ساحة لاكستر الواقعة أعلي حي لوسوكيه القديم, في أحضان التاريخ الذي يعود إلي العصور الوسطي وفي مكان يشرف علي كان وضواحيها من أعلي قمة فيها. ** ألقي المخرج والسيناريست والمونتير المكسيكي الكبير ألفونسو كوارون(28 نوفمبر1961) درس السينما علي ضيوف المهرجان في الرابعة والنصف من عصر أمس بقاعة بونويل بقصر المهرجانات.. والمعروف أنه من أهم مخرجي العالم حاليا, ومن أشهر أفلامههاري بوتر وسجين أزكابان(2004) وجاذبية(2013), الذي فاز عنه بجائزة أوسكار أفضل مخرج. ** في إطار برنامج كلاسيكيات كان, عرض أمس فيلم مايكل أنجلو أنطونيوني الشهير تكبير الصورة بقاعة بونويل أيضا لكن في العاشرة مساء. وقد تم تقديم نسخة مرممة من الفيلم, الذي فاز بجائزة كان الكبري عام1967, وترشح لجائزتي أوسكار أفضل مخرج وأحسن سيناريو في نفس العام.