كل عام وحضراتكم بخير السبت أول يوم من أيام الشهر الكريم أعاده الله علينا وعلي حضراتكم بالخير واليمن والبركات ولعلنا نقبل علي رمضان هذا العام بقلوب أكثر نقاء بلا كراهية أو حقد أو بغضاء فقد باتت هذه الصفات سمة من سمات شخصية كثير منا ولولا فكرة المصلحة ما تلاقينا علي شئ من حب أو صداقة,وإذا كانت حكمة الصوم ظاهرها تدريب النفس علي الطاعات الإلهية والقدرة علي التحكم في غرائزنا البشرية إلا أننا نغفل معني آخر لفكرة الصوم وهو معني لقدرة من نوع خاص نتمكن بها من تنقية أرواحنا وتذكيتها من الكذب والنفاق والأحقاد والصراع الممجوج علي اعتلاء المناصب وتحصيل المال الحرام رشوة وعمولات وإكراميات وأكل لحوم بعضنا ميتا. علينا ونحن في مستهل الشهر الكريم أن نتخلي عن ذاتيتنا الحياتية الطامعة في كل شيء بغير ضوابط أخلاقية أو وازع من دين ونسمو بالروح منا إلي ذاتية روحانية كريمة, أليست الروح منا هي في الأصل قبس من روح الله عز وجل؟ فلما نترك للشيطان المجال يعيث فيها فسادا ويلوث فطرة الإنسانية فينا برجس العمل. ليكن صيامنا ليس عن الطعام فقط لكن نصوم حتي عن إيذاء الآخر ولو معنويا.. ليس كل الحرام ما نستحل من حقوق غيرنا المادية ولكن هناك حراما غير ملموس بانتهاك خصوصية الآخرين وخطف أحلامهم سواء كان ذلك قسرا أو تحايلا. في إرهاصات طفولتنا خرجنا إلي الدنيا ورمضان في مصر له طقوس خاصة هي ملامح زمن جميل يلتف فيه الناس حول الموائد مع انطلاق المدفع وصوت أذان الشيخ رفعت ويحلو طعم قمر الدين والخشاف مع تواشيح النقشبندي, يحاوطنا دفيء أسري في لمة العيلة القاصي منها والداني ويحلو السمر بأطباق الكنافة والفوازير وتمتد الليالي الجميلة مع صوت الشيخ نصر الدين طوبار يعلو قبل صلاة الفجر يا رب. تلك الصور الجميلة عشنا أطفالا وشبابا ولكنا نفتقد نضارتها ودفئها اليوم. ليتنا نتمرد علي مقاهي ومنتديات فيس بوك وتويتر ونجمع لمتنا من تاني في رمضان. خ.ح.ا [email protected]