اختلطت أفراح الاحتفالات بالدورة السبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي أمس مع الأحزان التي سادت أروقة المهرجان بعد حادث مانشستر الإرهابي, وإن ظل يوم الأمس- مثل جميع أيام هذه الدورة التي تختتم الأحد المقبل- تاريخيا, حيث شهد تجمعا غير مسبوق لنجوم وعمالقة العالم في الفن السابع ابتهاجا بالسبعينية. ونظمت إدارة المهرجان أكبر جلسة تصوير في تاريخه بحضور معظم من فازوا بجوائزه أو ظفروا بتكريمه أو شاركوا في لجان تحكيمه خلال الدورات السابقة.. فمن الفائزين بالسعفة الذهبية, حضر الأساطير كلود لولوش وكريستيان مونجيو ومايكل هانيكا وكين لوتش وجين كامبيون وناني موريتي وكوستا جافراس وبيل أوجست, ومن العرب المخرج الجزائري الكبير محمد لخضر حامينا, صاحب سعفة عام1975 عن فيلمه وقائع سنوات الجمر.ومن رؤساء وأعضاء لجان التحكيم السابقة, حضرت الجميلات كلوديا كاردينالي وليف أولمان وكاترين دونوف وإيزابيل أوبير ونيكول كيدمان, بالإضافة لجورج ميلر, وانضموا لأعضاء لجان تحكيم هذا العام ومنهم المخرج المصري محمد دياب, عضو لجنة نظرة ما, وبدرو ألمودوفار وويل سميث وجيسيكا شاستين وأوما ثورمان وبارك شان- ووك وباولو سورنتينو ورضا كاتب وغيرهم. ومن الفائزين بجوائز التمثيل, النجوم الكبار كريستوف فالتز وكيرستن دانست وبيرينيس بيجو وبينيسيو دل تورو وجولييت بينوش وإيلودي بوشيه.. ومن المدعوين مونيكا بيلوتشي, مقدمة حفلي الافتتاح والختام, وسلمي حايك وصوفيا كوبولا وماريون كوتيار وإيل فانينج والمخرج الكبير أليخاندرو جونزاليس إينياريتو ومواطنه ألفونسو كوارون وعبد الرحمن سيساكو وكريستين سكوت توماس وفاتح أكين وغيرهم الكثيرون. ووسط هذه الاحتفالات, أصدر المهرجان بيانا رسميا أدان فيه حادث مانشستر الإرهابي, وأعرب عن تضامنه الكامل مع أهالي الضحايا والمدينة المنكوبة والمملكة المتحدة. وقال البيان إن الإرهاب يستهدف في الحقيقة قيم الحرية والثقافة والكرم والتسامح وروح الاحتفال والشباب في كل مكان, ودعا جميع المشاركين في المهرجان وضيوفه إلي دقيقة صمت في الثالثة من عصر أمس الثلاثاء حدادا علي أرواح الضحايا. من ناحية أخري, عقد الجناح التونسي بالقرية الدولية, المقامة علي هامش الدورة70 لمهرجان كان, مؤتمرا صحفيا أمس لتقديم الدورة28 لأيام قرطاج السينمائية, المقرر إقامتها من4 إلي11 نوفمبر المقبل, بحضور نجيب عياد, المدير الجديد لالأيام, وفتحي الخراط, رئيس المركز الوطني التونسي للسينما. وأعلن عياد عودة مسابقة الأفلام الوثائقية للمهرجان ومضاعفة قيمة جوائز جميع المسابقات, فضلا عن تعزيز الحضور العربي الإفريقي المعتاد لقرطاج من خلال15 فيلما تتنافس في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة من بينها أربعة أفلام تونسية فضلا عن12 شريطا وثائقيا من ضمنها أربعة تونسية أيضا. وبالنسبة للأفلام الروائية القصيرة تشهد هذه الدورة مشاركة15 فيلما من بينها4 تونسية في حين تشارك12 شريطا وثائقيا قصيرا من بينها3 تونسية. وتمنح جائزة الطاهر شريعة, مؤسس الأيام, لأفضل عمل أول طويل, كما تتواصل ورشة تكميل, التي ستعقد من6 إلي8 نوفمبر المقبل, لتتاح الفرصة أمام المخرجين الشبان لتقديم مشروعاتهم بهدف الحصول علي تمويل لأعمالهم السينمائية. أما فيما يتعلق بالسينما الواعدة, فتفتح الدورة28 للأيام أبوابها لاحتضان مخرجين شبان من مختلف المعاهد السينمائية بإفريقيا والعالم العربي, وذلك من خلال عرض24 شريطا قصيرا, تقدم من بينها المعاهد التونسية أربعة أفلام من أعمال الطلبة. وفي إعادة لمفهوم القارات الثلاث الذي هجره المهرجان خلال الفترة الماضية, تكرم هذه الدورة السينما الآسيوية, وتحديدا كوريا الجنوبية, وكذلك بالنسبة لأمريكا اللاتينية من خلال الأرجنتين كضيفة شرف لما تتمتع به السينما الخاصة بها من اعتراف وتقدير دولي. وإلي جانب الأرجنتينوكوريا الجنوبية تحل الجزائر وجنوب أفريقيا من القارة السمراء كضيفتي شرف علي الدورة28 التي سيتم إعلان تفاصيلها النهائية خلال مؤتمر صحفي يعقد بتونس19 أكتوبر المقبل.