سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيسي أمام قمة الرياض: هذه إستراتيجية مصر لمواجهة الإرهاب
ملتزمون بهزيمة التنظيمات الإرهابية وحريصون علي مد يد العون والشراكة لحلفائنا
مواجهة الإرهاب تتطلب التصدي للتمويل والتسليح والدعم السياسي والإيدلوجي لهذه التنظيمات
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي علي أن خطر الإرهاب يمثل تهديدا جسيما لشعوب العالم أجمع وأن استئصاله من جذوره يتطلب, بجانب الإجراءات الأمنية والعسكرية, مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية. وقال الرئيس السيسي في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكيةبالرياض أمس : إن معركتنا هي جزء من الحرب العالمية ضد الإرهاب.. ونحن ملتزمون بهزيمة التنظيمات الإرهابية وحريصون علي مد يد العون والشراكة لكل حلفائنا في المعركة ضد تلك التنظيمات في كل مكان. وأضاف أن اجتماع اليوم يعكس العزم علي تجديد الشراكة بين الدول العربية والإسلامية والولاياتالمتحدةالأمريكية قاطعا بذلك الطريق علي أوهام دعاة صراع الحضارات الذين لا يتصورون العلاقة بين الشعوب إلا كصراع يقضي فيه طرف علي الآخر ويعجزون عن إدراك المغزي الحقيقي لتنوع الحضارات والثقافات وما يتيحه ذلك من إثراء للحياة وللتجربة الإنسانية من خلال إعلاء قيم التعاون والتسامح وقبول الآخر واحترام حقه في الاختلاف. وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي: أخي صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز..خادم الحرمين الشريفين وعاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة فخامة الرئيس دونالد ترامب.. رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: اسمحوا لي في البداية ان انقل إليكم تحية من مصر.. بمسلميها وأقباطها.. وحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين.. وأرضها التي كانت ملتقي للإسلام والمسيحية واليهودية.. وإسهاماتها البارزة في تاريخ الإنسانية والعلم.. حتي أصبحت رمزا من رموز الاعتدال والوسطية والتنوير.. إن اجتماعنا اليوم.. فضلا عن أهميته السياسية.. يحمل قيمة رمزية غير خافية علي أحد.. إذ يعكس عزمنا الأكيد.. علي تجديد الشراكة بين الدول العربية والإسلامية.. والولاياتالمتحدةالأمريكية.. قاطعا بذلك الطريق علي أوهام دعاة صراع الحضارات.. الذين لا يتصورون العلاقة بين الشعوب إلا كصراع يقضي فيه طرف علي الآخر.. ويعجزون عن إدراك المغزي الحقيقي لتنوع الحضارات والثقافات.. وما يتيحه ذلك من إثراء للحياة وللتجربة الإنسانية.. من خلال إعلاء قيم التعاون.. والتسامح.. وقبول الآخر واحترام حقه في الاختلاف. ولعلكم تتفقون معي في وجود مصلحة أكيدة لنا جميعا في ترسيخ هذه القيم الإنسانية.. كما أن لنا أيضا دورا أساسيا في التصدي لمسببات الشقاق والصراع والتطرف.. وأقصد تحديدا خطر الإرهاب الذي بات يمثل تهديدا جسيما لشعوب العالم أجمع. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: إن مواجهة خطر الإرهاب واستئصاله من جذوره.. تتطلب إلي جانب الإجراءات الأمنية والعسكرية.. مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية.. وهنا يكون السؤال الحقيقي الذي يحتاج لمعالجة جادة وصريحة هو: كيف يمكن تفعيل هذه المقاربة الشاملة علي أرض الواقع ووفق أي أساس؟ ولتسمحوا لي هنا أن أطرح أربعة عناصر ضرورية في ذلك السياق أولا: إن الحديث عن التصدي للإرهاب علي نحو شامل.. يعني مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز.. فلا مجال لاختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين.. فالتنظيمات الإرهابية تنشط عبر شبكة سرطانية.. تجمعها روابط متعددة في معظم أنحاء العالم.. تشمل الأيديولوجية.. والتمويل.. والتنسيق العسكري والمعلوماتي والأمني... ومن هنا.. فلا مجال لاختصار المواجهة في مسرح عمليات واحد دون آخر.. وإنما يقتضي النجاح في استئصال خطر الإرهاب أن نواجه جميع التنظيمات الإرهابية بشكل شامل ومتزامن علي جميع الجبهات. وفي هذا السياق, تعلمون جميعا أن مصر تخوض يوميا حربا ضروسا ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء.. نحقق فيها انتصارات مستمرة وتقدما مطردا.. نحرص علي ضبط وتيرته ونطاقه بحيث يتم استئصال الإرهاب بأقل خسائر ممكنة.. مع الحفاظ علي أرواح المدنيين من أبناء شعبنا العظيم.. إن معركتنا هي جزء من الحرب العالمية ضد الإرهاب.. ونحن ملتزمون بهزيمة التنظيمات الإرهابية وحريصون علي مد يد العون والشراكة لكل حلفائنا في المعركة ضد تلك التنظيمات في كل مكان. العنصر الثاني: هو أن المواجهة الشاملة ومع الإرهاب تعني بالضرورة.. مواجهة جميع أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بالتمويل.. والتسليح.. والدعم السياسي والأيديولوجي.. فالإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح.. وإنما أيضا من يدربه.. ويموله.. ويسلحه.. ويوفر له الغطاء السياسي والأيديولوجي. ودعوني أتحدث بصراحة وأسأل: أين تتوافر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين.. ومعالجة المصابين منهم.. وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟ من الذي يشتري منهم الموارد الطبيعية التي يسيطرون عليها.. كالبترول مثلا؟ من الذي يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار والمخدرات؟ ومن أين يحصلون علي التبرعات المالية؟ وكيف يتوافر لهم وجود إعلامي عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية؟ إن كل من يقوم بذلك هو شريك أصيل في الإرهاب.. فهناك.. بكل أسف.. دول تورطت في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية وتوفير الملاذات الآمنة لهم... كما أن هناك دولا تأبي أن تقدم ما لديها من معلومات وقواعد بيانات عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب.. حتي مع الإنتربول. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: ثالث عناصر الرؤية المصرية لمواجهة الإرهاب.. هي القضاء علي قدرة تنظيماته علي تجنيد مقاتلين جدد.. من خلال مواجهته بشكل شامل علي المستويين الأيديولوجي والفكري.. فالمعركة ضد الإرهاب هي معركة فكرية بامتياز.. والمواجهة الناجحة للتنظيمات الإرهابية يجب أن تتضمن شل قدرتها علي التجنيد واجتذاب المتعاطفين بتفسيرات مشوهة لتعاليم الأديان.. تخرجها عن مقاصدها السمحة.. وتنحرف بها لتحقيق أغراض سياسية. ولعلكم جميعا تذكرون أنني طرحت منذ عامين مبادرة لتصويب الخطاب الديني بحيث يفضي ذلك لثورة فكرية شاملة.. تظهر الجوهر الأصيل للدين الإسلامي السمح.. وتواجه محاولات اختطاف الدين ومصادرته لمصلحة تفسيرات خاطئة.. وذرائع لتبرير جرائم لا مكان لها في عقيدتنا وتعاليم ديننا. إنني أتابع تنفيذ هذه المبادرة.. مع المؤسسات الدينية العريقة في مصر وعلي رأسها الأزهر الشريف.. بما يمثله من مرجعية للإسلام الوسطي المعتدل.. وبالتعاون مع قادة الفكر والرأي في العالمين العربي والإسلامي.. واثقا أن هذا الجانب لا يقل أهمية عن المواجهات الميدانية لاستئصال التنظيمات الإرهابية. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: أخيرا وليس آخرا.. لا مفر من الاعتراف بأن الشرط الضروري الذي يوفر البيئة الحاضنة للتنظيمات الإرهابية.. هو تفكك وزعزعة استقرار مؤسسات الدولة الوطنية في منطقتنا العربية. وليس بخاف عليكم.. أننا واجهنا في الأعوام الأخيرة محاولات ممنهجة.. وممولة تمويلا واسعا.. لتفكيك مؤسسات دولنا.. وإغراق المنطقة في فراغ مدمر.. وفر البيئة المثالية لظهور التنظيمات الإرهابية واستنزاف شعوبنا في صراعات طائفية وعرقية. إن ملء الفراغ الذي ينمو وينتشر فيه الإرهاب.. يستلزم بذل كل الجهد.. من أجل استعادة وتعزيز وحدة واستقلال وكفاءة مؤسسات الدولة الوطنية في العالم العربي.. بما في ذلك تلبية تطلعات وإرادة الشعوب نحو النهوض بالدولة.. من خلال تكريس مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. والوفاء بمعايير الحكم الرشيد.. واحترام حقوق الانسان.. وترسيخ مفاهيم دولة القانون والمواطنة واحترام المرأة وتمكين الشباب. وخلال السنوات القليلة الماضية قدمت مصر نموذجا تاريخيا.. لاستعادة مؤسسات دولتها الوطنية بشكل سلمي وحضاري.. عن طريق تفعيل الإرادة الشعبية الجارفة.. التي رفضت جميع محاولات اختطاف الدولة المصرية العريقة وتجريف هويتها الوطنية التي تشكلت علي مدار زمان طويل.. بطول تاريخ مصر الراسخ في الزمن. ويستمر الشعب المصري بعد استعادته لدولته.. في بناء وزيادة كفاءة مؤسساته الوطنية.. متقدما يوما بعد يوم.. علي مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي. كما تدعم مصر بكل قواها.. جميع الجهود الرامية لتسوية أزمات المنطقة.. بما يحافظ علي وحدة وسيادة الدول الوطنية وسلامتها الإقليمية وحمايتها من قوي التطرف والتشرذم الطائفي.. وترفض رفضا قاطعا كل محاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية والإسلامية.. أو إزكاء وتأجيج الفتن الطائفية.. التي تمثل البيئة الخصبة لنمو الإرهاب وانهيار الدولة الوطنية. ودعوني أصارحكم: أن جهودنا في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه لا يمكن أن يكتب لها النجاح وتصبح واقعا ملموسا.. إلا من خلال تسوية القضية الفلسطينية عن طريق حل عادل وشامل ونهائي.. علي أساس مبدأ حل الدولتين ومرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة.. بما يوفر واقعا جديدا لكافة شعوب المنطقة.. تنعم فيه بالازدهار والسلام والأمان.. فضلا عن هدم أحد الأسانيد التي يعتمد عليها الإرهاب في تبرير جرائمه البشعة. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: لقد أردت أن أشارككم في العناصر الأربعة التي تقوم عليها رؤية مصر لدحر الإرهاب.. إيمانا بأنه الخطر الأكبر الذي يواجهنا جميعا.. وبأن المواجهة الشاملة معه.. علي أساس المحاور الأربعة التي ذكرتها.. يجب أن تمثل أساسا لمرحلة جديدة من التعاون بين دولنا وشعوبنا. ويطيب لي أن أعرب عن تقديري للرؤية الثاقبة للرئيس ترامب.. الذي طرح منذ بداية ولايته سياسة صارمة إزاء التعامل مع التحديات الإرهابية.. وأكدها أمامنا اليوم.. ولا يخالجني أدني شك في أن الولاياتالمتحدة قادرة علي المساهمة في إحداث النقلة النوعية المطلوبة دوليا.. فيما يتصل بتنفيذ الاستراتيجية الشاملة التي تناولت عناصرها اليوم.. بحيث يتم صياغة خطة عمل واضحة بإطار زمني محدد.. تجتث الإرهاب من جذوره.. تمويلا وتسليحا.. وتحرم شبكاته من ملاذاتها الآمنة.. بما في ذلك من خلال التصدي الفعال للتيارات التي تحاول أن تختبئ وتسوق نفسها ككيانات سياسية.. وما هي إلا الحاضنة الطبيعية للإرهابيين وللتغلغل في المجتمعات.. ليتسني لها استغلال الفرصة المواتية للانقضاض علي الإرادة الشعبية وممارسة سياساتها الإقصائية المتطرفة. أن مصر كانت رائدة دائما في السلام والانفتاح علي مختلف الشعوب والثقافات.. وسيبقي الشعب المصري دائما.. سباقا في مد يد التعاون والتواصل لجميع الأصدقاء والشركاء.. في المنطقة والعالم بأسره.. وفقنا الله جميعا لما فيه خير شعوبنا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته السيسي ل معصوم مصر تساند جميع الجهود الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار في العراق أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن العراق يمثل حجر زاوية للأمن القومي العربي, وأن مصر حريصة علي مساندة جميع الجهود الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي الشقيق. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي صباح أمس بمقر اقامته في الرياض الرئيس العراقي فؤاد معصوم. وصرح علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, بأن الرئيس أكد خلال اللقاء حرص مصر علي تعزيز العلاقات المتميزة والقوية التي تربطها بالعراق, مشيرا إلي الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين, ومؤكدا دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة العراق علي كامل أراضيه. من جانبه, أكد الرئيس العراقي متانة ورسوخ العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين علي المستويين الرسمي والشعبي, مشيرا إلي حرص بلاده علي الارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في مختلف المجالات, ومرحبا في هذا الصدد بما شهدته العلاقات من زخم خلال الفترة الماضية. كما أعرب رئيس العراق عن خالص تقديره لمواقف مصر الداعمة لبلاده, مشيدا بدورها المحوري باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في العالم العربي, وداعمة لوحدة الصف والتضامن العربي. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض آخر التطورات علي الساحة العراقية, ولاسيما العمليات العسكرية الجارية لتحرير مدينة الموصل, حيث أشار الرئيس معصوم إلي التفاف كافة أطياف الشعب العراقي حول جيشه من أجل إعلاء المصلحة الوطنية والقضاء علي تنظيم داعش. وقد رحب الرئيس السيسي بالتقدم الذي تم إحرازه في هذا الصدد, مؤكدا دعم مصر الجهود الرامية إلي تحقيق مصالحة وطنية حقيقية تعزز من جهود التنمية والاستقرار, فضلا عن مساندة الحكومة العراقية في جهودها للقضاء علي التطرف والإرهاب, بما يفسح الطريق للمضي قدما في سبيل عملية إعادة الإعمار.
الرئيس السيسي يشارك في افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف عقب إنتهاء الجلسة الختامية لقمة الرياض, شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورؤساء الدول والوفود المشاركين في القمة العربية الإسلامية الأمريكيةبالرياض, في افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف. وأوضح السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن المركز يهدف إلي رصد وتحليل الفكر المتطرف بغرض التصدي له ومواجهته والوقاية منه يهدف إلي تعزيز ثقافة الاعتدال وتفنيد الخطاب المتطرف والحد من آثاره من خلال تعزيز التعاون الدولي.