تمكنت وحدات من الجيش السوري أمس من إحباط هجوم عنيف شنه عناصر من مسلحي داعش الإرهابي علي عدد من النقاط العسكرية المتواجدة بين طريق خناصر وأثريا بحلب, وكبدتهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد. وذكرت وكالة الأنباء السورية/سانا/ أن وحدات من الجيش أحبطت هجوما عنيفا شنه عناصر من مسلحي داعشعلي نقاط عسكرية متمركزة بين طريق خناصر- اثريا قرب الحدود الإدارية بين حماة وحلب, ما أسفر عن القضاء علي أكثر من20 مسلحا من التنظيم, وإصابة آخرين وتدمير عدة آليات لهم, مشيرة إلي أن طريق حلب خناصر اثريا أصبح آمنا بالكامل وحركة السير عليه طبيعية. من ناحية أخري أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أمس أن الهجوم لطرد تنظيم( داعش) من مدينة الرقة, معقله في سوريا, سينطلق بداية الصيف في إطار المرحلة الاخيرة من عملية عسكرية واسعة مستمرة منذ اشهر. بدأت قوات سوريا الديمقراطية, تحالف الفصائل الكردية العربية, عمليتها العسكرية في اتجاه الرقة في نوفمبر, وسيطرت خلال أربع مراحل علي العديد من القري والبلدات في محافظة الرقة في شمال سوريا, وكان آخرها مدينة الطبقة الاستراتيجية. وقالت القيادية في قوات سوريا الديموقراطية روجدا فيلات لوكالة فرانس برس علي هامش مشاركتها في مؤتمر صحفي في مدينة الطبقة بعد تحرير الطبقة, الهجوم علي الرقة سيكون في بداية الصيف. وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة علي مدينة الطبقة وسد الطبقة( سد الفرات) المحاذي لها, ما فتح الطريق أمام تقدم اكبر لتلك القوات لاستعادة معقل الجهاديين. وأضافت فيلات نبارك تحرير الطبقة ونحن مستمرون في تجميع قواتنا من اجل الهجوم علي الرقة الذي رجحت ان يبدأ في يونيو. وسيكون هذا الهجوم علي الارجح المرحلة الاخيرة من العملية العسكرية باتجاه أبرز معاقل تنظيم( داعش) في سوريا. وخلال المؤتمر الصحفي, قال نائب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية قهرمان حسن: اعتقد انه في بداية الصيف سوف يتم اقتحام المدينة, مشددا علي ان التوقيت مرتبط بالظروف والتكتيكات العسكرية. ومنذ بدء عملية غضب الفرات لطرد الجهاديين من الرقة, تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من التقدم وقطع طرق إمداد رئيسية للجهاديين الي المدينة. وتتواجد حاليا في أقرب نقطة لها علي بعد ثمانية كيلومترات شمال شرق الرقة. وأكد حسن ان الحملات العسكرية سوف تستمر حتي تتحرر جميع القري والنواحي والبلدات المرتبطة في محافظة الرقة. وتحظي عمليات قوات سوريا الديموقراطية بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن, وبري عبر نشر مستشارين أمريكيين علي الارض. وأتت السيطرة علي الطبقة غداة إعلان واشنطن للمرة الاولي عن خطة لتسليح وحدات حماية الشعب الكردية, المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية. الامر الذي أثار غضب انقرة التي تصنف تلك الوحدات بالارهابية. واقتصر الدعم الامريكي للاكراد سابقا علي توفير الغطاء الجوي والمستشارين, فيما كان التسليح حكرا علي الفصائل العربية ضمن قوات سوريا الديمقراطية, والتي تسلمت بداية العام الحالي مدرعات عسكرية. واكد حسن في هذا الشأن في بداية تحرير الرقة او الدخول الي المدينة, سوف نتلقي مثل ما وعدونا( الامريكيون) الدعم بالاسلحة النوعية او المدرعات. واضاف لم يصلنا( الدعم) حتي الآن, اعتقد انه سيصل خلال الفترة القريبة. واثناء اجتيازه سد الطبقة للوصول الي المدينة, شاهد مراسل فرانس برس سواتر ترابية وعربات محترقة وحفرا وجدرانا مدمرة تشهد علي معارك السد. وتطفو علي وجه مياه بحيرة الاسد, التي يشكلها السد, جثة يشتبه انها لمقاتل من تنظيم( داعش). وفي سوق الطبقة المركزي, وضعت اكياس بيضاء ملأها التراب امام المحلات التي دمر جزء كبير منها وحولها سيارات محترقة ومقلوبة. وامام أحد المحال, جلس شحور زعير(47 عاما) الي جانبه طفلته بعد يومين علي عودته الي مدينته الطبقة التي نزح منها هربا من القصف. وقال زعير اجبروا( الجهاديون) الناس قبل اربعة اشهر علي وضع السواتر الترابية امام المحال لم يدفعوا حتي ليرة واحدة, بل وضعت علي حساب اصحاب المحلات انفسهم. واضاف زعير صعبوا( الجهاديون) الامور علينا كثيرا حين دخلوا الي المدينة( في2014). واشار بيده الي السوق من حوله, موضحا كثرت الاعدامات في السوق, فلا يكاد يمر اسبوعان أو ثلاثة إلا ويجري إعدام شباب بعضهم تترواح اعمارهم بين17 و18 عاما. ولا تزال مدينة الطبقة شاهدة علي حكم الجهاديين, اذ تنتشر لافتات تحرض علي القتال منها اعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن بلغ العدو بسهم رفعه الله درجة. وقالت مطيعة(41 عاما), وهي أم لخمسة اطفال, لم نكن نعرف من اين يأتينا القصف. كنا نخاف ونبقي في منازلنا. واضافت كنا نتمني ان نتخلص منهم( الجهاديين), كانوا اذا رأوا امرأة طلبوا منها ان تنظر الي الأرض. كرهناهم ونخاف ان يعودوا. وفق الاعلام الرسمي السوري, في إطار عملية إجلاء تمهد الطريق أمام الحكومة السورية لانهاء وجود الفصائل المعارضة في العاصمة. وتشهد سوريا منذ أكثر من عامين عمليات مشابهة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة, لكن عملية الاجلاء التي بدأت الاثنين بخروج دفعة من برزة هي الاولي في العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ستة أعوام. وتدور منذ أشهر مفاوضات لاجلاء المقاتلين المعارضين والمدنيين الراغبين من أحياء برزة وتشرين والقابون في شمال شرق دمشق.