من بداية علاقتهما حتي الحملة الانتخابية الأخيرة, لعبت بريجيت دورا كبيرا في حياة الرئيس الفرنسي الجديد إيمانول ماكرون, ويبدو أن الأمر نفسه سيتكرر في الإليزيه بعد تولي الرئيس الشاب مقاليد السلطة. اللقاء الأول بين ماكرون وزوجته مدرسة اللغة الفرنسية والدراما كان عام1993, وكان حينها تلميذا وهي معلمة لغة فرنسية ودراما في حدود الأربعينيات ومتزوجة, وكانت تعمل علي توجيه الممثل الصغير وتوثقت علاقتهما لاحقا وتزوج ماكرون وبريجيت عام2007 ولم يكن عمره وقتها يزيد علي29 عامال ولم يأبها للفرق الكبير في السن بينهما فهي تكبر ه بربع قرن. ونشرت مقاطع فيديو من الحفل في فيلم وثائقي عن الزوجين عام2016, وقال ماكرون في الفيديو شكرا لتقبلنا كزوجين غير عاديين في مراسم الزواج التي حضرها أبناء بريجيت الذين كانوا كبارا في ذلك الوقت, وفق ما أوردت رويترز. وقالت بريجيت في البرنامج شيئا فشيئا وقعت بالكامل تحت سحر ذكاء هذا الصبي الصغير. وكثيرا ما يتهكم رسامو الكاريكاتير والبرامج الساخرة في الإذاعة والتلفزيون علي فارق السن بين الزوجين, لكن الاثنين لا يأبها لهذه الأمور, بل إن بريجيت شاركت في المزاج أحيانا. ويقول أنصار ماكرون إن هذه النكات معادية للمرأة وإن أحدا لن ينتبه وكان الزوج أكبر من الزوجة, كما في حالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يكبر زوجته ميلانيا بنحو25 عاما. وحتي وقت قريب لم يكن الاثنان معروفين للرأي العام في البلاد, وبدأت الأضواء تسلط عليهما عندما شغل ماكرون مؤسس حركة إلي الأمام منصب وزير الاقتصاد في حكومة الرئيس الاشتراكي فرانسو هولاند عام.2014 واستقالت بريجيت ماكرون, التي كان اسمها قبل الزواج بريجيت ترونيو, من عملها بالتدريس بعد ذلك بعام لمساعدة زوجها الشاب في الوزارة. لكن وجودها هناك اتسم بالتحفظ خلال الاجتماعات مع المسئولين بمبني الوزارة الحديث علي نهر السين شرق باريس. وقال ماكرون في آخر لقاء له مع العاملين بعد استقالته من الحكومة في2001 هي تقضي وقتا طويلا هنا لأن رأيها يهمني ولأنها تجلب جوا مختلفا وهذا مهم. حياتي هنا ولا يمكنك أن تعمل جيدا إن لم تكن سعيدا. وأدت الدور ذاته تقريبا أثناء الحملة الانتخابية, إذ كانت تدير جدول أعماله وتحرر خطبه وتقدم له النصح فيما يتعلق بإلقاء الكلمات أمام الجمهور وعندما ألقي ماكرون خطاب النصر بعد فوزه في الجولة الأولي من الانتخابات قبل أسبوعين أحضر زوجته إلي المنصة وشكرها ليقابل بتصفيق حاد من الحاضرين. وسئل ماكرون ذات يوم عن الدور الذي قد تلعبه بريجيت في الإليزيه إذا ما انتخب رئيسا فقال إنه سيقترح في الأسابيع الأولي من رئاسته دورا رسميا بلا مقابل مالي للسيدة الأولي, وسيؤخذ برأيها في تحديد ماهية هذا الدور. وقال سيكون لها وجود. وسيكون لها صوت ورؤية للأمور. ستكون بجانبي كما كانت دائما. لكن سيكون لها أيضا دورا عاما.