فيما يعد أبلغ رسالة للعالم علي استقرار الأوضاع السياسية واستتباب الحالة الأمنية في مصر, يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي غدا قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في مطار القاهرة, حيث تقام مراسم الاستقبال الرسمية للضيف الكبير ثم يصطحب الرئيس البابا إلي القصر الجمهوري بالاتحادية حيث يجري مباحثات إستراتيجية معه. بعدها يذهب البابا إلي مشيخة الأزهر للقاء فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب ويحضر جانبا من مؤتمر السلام العالمي الذي يشارك فيه نخبة من كبار رجال الدين علي مستوي العالم ويلقي كلمة تحث علي السلام والتسامح بين الأديان, ثم يتوجه البابا إلي بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية, حيث يلتقي قداسة البابا تواضروس, بطريرك الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس في مقره البابوي, ويلقي الباباوان كلمتين بهذه المناسبة, ثم يزور كنيسة البطرسية بعد أن قامت القوات المسلحة بترميمها حيث يتلو صلاة قصيرة علي أرواح الشهداء المصريين. تأتي أهمية الزيارة التي تعد الثانية إلي بلد ذي أغلبية مسلمة بعد الأردن التي زارها البابا عام2014 في إصرار من جانبه علي تنفيذها في موعدها المحدد, ورفض تأجيلها عقب حادثي تفجير كنيستي طنطاوالإسكندرية اللذين راح ضحيتهما46 من الأقباط والمسلمين, الأمر الذي يعتبره المراقبين مساندة من الفاتيكان إلي جانب مصر في معركتها ضد الإرهاب, ويعطي رسالة قوية للخارج تفيد أن مصر تعمل بالفعل إلي إقرار الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط. ويلتقي بابا الفاتيكان في اليوم الثاني من الزيارة المصريين من أبناء الكنيسة الكاثوليكية, والذي يبدأه بإقامة قداس كبير يحضره الآلاف بدعوات خاصة في إستاد الكلية الحربية بمصر الجديدة, ثم يلتقي الآباء البطاركة والمطارنة والكهنة والرهبان والراهبات للحوار حول الأمور الدينية المختلفة. من ناحيته صرح المونسينيور برونو موسارو, سفير الفاتيكانبالقاهرة, بأن هناك حقا جو من الانتظار الحار لزيارة البابا وليس فقط من قبل الجماعة الكاثوليكية بل من قبل المصريين جميعا, ومن الجميل رؤية هذا الحماس الذي تنقله لنا أيضا اللجنة المحلية التي تعني بتحضير هذه الزيارة الرسولية. وتابع موسارو حديثه مشيرا إلي أن ما ساهم في هذا الحماس الذي يغمر البلاد بمناسبة هذه الزيارة هو شخصية البابا فرنسيس وأسلوبه في الاقتراب من الناس ولاسيما الفقراء والمحتاجين وخصوصا تصرفاته تجاه الذين يهمشهم المجتمع, وجميعها تصرفات تصل إلي قلوب جميع الأشخاص بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية. شعار الزيارة.. السلام للجميع يعبر شعار الزيارة عن ثلاثة محاور أساسية: مصر..السلام..قداسة البابا فرنسيس. وتظهر مصر بنيلها الخالد رمز الحياة وبعراقتها التاريخية, فمصر هي التي ضمت كل الديانات التوحيدية,إذ تغوص في تاريخ الحضارة والرقي الذي يمثله شموخ الأهرامات ورسوخ أبي الهول. وأخيرا الهلال و الصليب اللذان في تعانقهما يرمزان للعيش المشترك كعنصرين متكاملين للشعب المصري. وتظل الحمامة رمز السلام والتعايش السلمي في وطن السلام حيث أن السلام هو أسمي الهبات وأعلاها وهو يهدف إليه كل إنسان. ومن ثم ليس غريبا أن تكون تحية الديانات التوحيدية هي تحية السلام. وتسبق الحمامة قداسة البابا فرنسيس كأنها تعلن لشعب مصر قدوم بابا السلام إلي مصر السلام. البابا في سطور البابا فرنسيس هو البابا ال266 في سلسلة باباوات روما وقد اعتلي كرسي القديس بطرس بعد انتخابات تمت في مارس2013, خلفا للبابا السابق بندكتوس السادس عشر الذي قدم استقالته لأسباب صحية. اللافت أنه قادم من خارج القارة الأوربية التي احتفظت بالبابوية لمدة1200 سنة, فقد جاء الاختيار من الأرجنتين وهي دولة من دول العالم النامي بأمريكا الجنوبية. ولد جورج برجوليو وهذا هو اسمه قبل أن يصبح بابا- في بيونس أيرس العاصمة سنة1936 لأبوين إيطاليين وهو واحد من خمسة أبناء. حصل علي درجتي البكالوريوس والماجيستير في الهندسة الكيميائية, ثم إلي الرهبنة اليسوعية سنة1958 وسيم كاهنا سنة1969 ثم أكمل دراسته في الفلسفة واللاهوت وحصل علي دكتوراه من ألمانيا وفي عام1992 رسم كمطران مساعد لرئيس أساقفة بيونس أيرس, وفي عام1998 أصبح هو رئيس أساقفة العاصمة الأرجنتينية وفي عام2001 عينه البابا يوحنا بولس الثاني كاردينالا, وهي ثاني أكبر رتبة في الفاتيكان, حيث يوجد حوالي180 كاردينالا بالفاتيكان يعملون بمختلف الوظائف داخله وخارجه ومنهم فقط يتم انتخاب البابا نفسه قالوا عن الزيارة الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلي مصر هي رسالة إيجابية للعالم بأن مصر مستقرة, وتأتي تأكيدا لدور مصر الريادي ومكانتها العالمية. المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء تهدف زيارة البابا فرنسيس إلي مصر إلي تعزيز روح الأخوة بين المسلمين والمسيحيين, وإظهار تأييد قداسته لمصر في مواجهة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مصر خلال الفترة الماضية. صحيفة ديلي ميل البريطانية البابا فرنسيس يتحدي الإرهابيين ولن يستخدم سيارته المصفحة. وهذه ثقة كبيرة في أمن مصر علي الرغم من الهجمات الأخيرة التي حدثت ضد الكنائس. صحيفة لاستامبا الإيطالية البابا فرنسيس له مكانة رفيعة المستوي, ويتكلم دائما عن السلام وزرع السلام, وكما نعلم أن مناطق الشرق الأوسط بها بعض الصراعات, وبعض العنف, وبعض الإرهاب, وتأكيده علي الزيارة رغم ما حدث من حوالي أسبوعين أو أكثر, هو شهادة لمصر وشهادة لشعب مصر. البابا تواضروس الثاني, بطريرك الأقباط الأرثوذكس إصرار البابا فرنسيس علي زيارة مصر هو بمثابة رسالة للعالم بأن مصر بلد الأمن والأمان من الدرجة الأولي, وتفتح ذراعيها لحوار الأديان, بما ينعكس بشكل إيجابي علي قطاع السياحة. أحمد سميح عضو لجنة السياحة بمجلس النواب الزيارة مهمة للغاية لإيصال رسالة واضحة للعالم بأن مصر تنعم بالأمن والأمان, وقادرة علي حماية ضيوفها, ومعظم دول العالم ستتابع الزيارة التي تأتي ضمن ظروف صعبة تتعرض لها الدولة, ويجب التسويق للزيارة واستغلالها من جانب وزارتي السياحة والطيران. د. محمد سليم, عضو مجلس النواب عن محافظة القليوبية