في مصر يسألون.. أين رمضان صبحي نجم الأهلي السابق والمنتخب الوطني؟.. لم نعد نسمع أخباره و لم نعد نعرف أي معلومات عنه.. أين مهاراته ولمساته وسرعاته ولياقته التي صنعت الفارق في الدوري المصري؟.. ويتساءلون كيف لا يقدرون موهبته في إنجلترا؟.. كيف لا يرون رمضان الذي نراه نحن؟.. و لماذا لا يشارك في كل المباريات؟.. و لماذا لا يعتمدون عليه كثيرا.. و ما هي وضعيته الآن مع فريق ستوك سيتي؟.. هذه أسئلة تطرح و غيرها الكثير في الشارع الكروي المصري.. بحثنا عن إجابات لها من هناك و جاءت لنا في هذا التقرير الشامل بالأرقام و الآراء و تقول الإجابات التي حصلت عليها الأهرام المسائي من أرقام وآراء خبراء البرايمييرليج الآتي: لا يتحدث النقاد والصحافة الرياضية الإنجليزية, بالغة المهنية, منذ شهور طويلة عن رمضان صبحي, مقارنة باهتمامهم بنجوم مصر الحاليين في الكرة الأوروبية: محمد النني, في أرسنال الإنجليزي, وأحمد المحمدي, في هال سيتي الإنجليزي, ومحمد صلاح في روما الإيطالي.وليست لهذا علاقة بكون فريق ستوك, الذي انضم إليه صبحي قبل9 شهور, يقبع في المرتبة ال11 في ترتيب البريميير ليج برصيد39 نقطة فقط. ففريق المحمدي, هال ستي, يحتل المرتبة العشرين برصيد30 نقطة فقط, بل يلاحقه أيضا خطر الهبوط من البريميير ليج.في25 أغسطس2016 لعب صبحي أول مبارياته مع ستوك في البريميير ليج, ولمدة9 دقائق, بعد نحو شهر من انضمامه رسميا إلي الفريق قادما من الأهلي في20 يوليو من العام نفسه. وبعدها أثار الصبي قوي البنية المتحمس القادم من مصر إعجاب الجماهير بقدراته علي المغازلة وتمرير الكرة بين سيقان الخصوم.. إلي آخر هذه المهارات.غير أنه مع دخول الجولة ال43 من البريميير ليج, لم يلعب صبحي سوي15 مباراة, منها5 مباريات كاملة, بإجمالي773 دقيقة, ومتوسط51.5 دقيقة تقريبا في المباراة. بالورقة و القلم.. دقة التصويب25 بالمائة.. دقة التمرير78 تؤكد إحصاءات الأداء, أن دقة تصويب رمضان صبحي,20 عاما, لم تتجاوز25 في المائة. وبلغ عدد إجمالي تمريراته نحو250 في كل المشاركات, بنسبة دقة78 في المائة فقط. وهيأ6 فرص فقط للآخرين للتسجيل المحتمل. ويعطي النقاد والمحللون الرياضيون أداء صبحي حتي الآن, في ضوء تكيفه مع الكرة الإنجليزية سالب87 نقطة.ولأسباب تتعلق بالتكيف والخبرة بالكرة الإنجليزية, حصل أداء صلاح( قبل رحيله من تشيلسي) علي347 نقطة, والنني علي228 نقطة, والمحمدي علي26 نقطة.. تلك هي بعض معايير الحكم علي التكيف من أقوي وأسرع دوريات العالم في كرة القدم.. فالفارق في الجسم واللياقة والمهارات الفردية واضح للغاية بين صبحي من ناحية, والنني والمحمدي وصلاح من ناحية أخري. اللعب الجماعي أهم من رمضان الحريف صبحي لم يصبح بعد تلميذا ماهرا في مدرسة الكرة الإنجليزية, التي تقوم علي أن الفريق وروحهواللعب والأداء الجماعيين أهم بكثير من النجم الماهر اللعيب الحريف أيا يكن.وهذا يفسر عدم انتقاد الصحافة الرياضية والجماهير لمارك هيوز, مدرب ستوك, للضغط عليه كي يشرك صبحي في كل المباريات, مثلما يحدث, ولا يزال, مع أرسن فينيجر, المدرب الفرنسي لأرسنال والنني.فالنني وقبله صلاح, قدما من بازل السويسري, أحد أعضاء نادي الكرة الأوروبية الأقرب إلي المدرسة الإنجليزية من المدرسة المصرية القادم منها صبحي, الذي لا يكل أبدا في الملعب ولا يلهث بسرعة بعد أن تتقطع أنفاسه بسرعة كغيره من اللاعبين. شهادة مصري عندما تأكدت أخبار انضمام صبحي إلي ستوك مقابل5 ملايين جنيه إسترليني, قال: إن طموحه هو أن يصبح من أفضل لاعبي العالم.أحد متطلبات تحقيق هذا الحلم هو, كما يقول مصطفي مصري, المدرب الأول لفريق إنفيلد تحت سن ال18, الظهور كثيرا في الملعب. ويقول مصري العيون في سوق الاحتراف تركز دائما علي اللاعبين الموجودين في الملعب وليس البعيدين عنه لفترات طويلة حتي إن كانت أسماؤهم كبيرة.ويضيف أن من مصلحة صبحي أن ينصت أيضا إلي المدربين حتي لو وضعوه للعب في مركز غير مركزه, وعليه بذل أقصي جهد لإثبات نفسه لأن الكرة السريعة هنا في الدوري الإنجليزي مع وجود عنصر المنافسة الشديد بين اللاعبين لحجز أماكن للعب يتطلب الصبر وبذل أقصي جهد. بيتر كراوتش: قادم من ثقافة مختلفة و يحتاج إلي التعلم يقول بيتر كراوتش, لاعب ستوك المحنك: إن صبحي لا يزال يحتاج إلي وقت كي يجد موطئ قدمه في بيئة جديدة.ويضيف أن صبحي قدم من ثقافة مختلفة تماما, لها طريقة لعب مختلفة كلية, وعليه أن يعتاد اللعب في البريميير ليج, لكنه لديه مساهمات جيدة ويعمل باجتهاد.ولهذا, فإنه فضلا عن آراء المدرب الإيجابية, فإن أرنوتوفيتش يعتقد بأن صبحي يتقدم بشكل جيد.. ويحتاج إلي تعلم الكثير, وحينئذ ينتظره مستقبل كبير.ولتحقيق هذا المستقبل, ينصح مصري, بأن يستمر صبحي أيضا في الالتزام البدني والأخلاقي واستغلال فرصة صغر سنه لتطوير نفسه والاستفادة من كل ثانية يقضيها في التمرين واللعب.. ويبدو أن هذا ما يحاول صبحي فعله الآن. ماركو أرنوتوفيتش: موهبة يجب أن يستفيد منها ستوك عندما سئل ماركو أرنوتوفيتش, نجم خط هجوم ستوك, عن رأيه في صبحي, قال: ليس من السهل أبدا أن تأتي من مصر إلي إنجلترا وحيدا وأنت في سن ال19 إلي هذا النوع من الضغط( الذي يتسم به الدوري الإنجليزي). وهذا يذكر بما قاله جوزيه مورينيو, مدرب تشيلسي السابق, عن صلاح, وما قاله فينيجر عن النني, وحاجتهما إلي بعض الوقت للتكيف من مدرسة البريميير ليج, رغم أن الاثنين قدما من مدرسة الكرة الأوروبية.وقد تحدث أرنوتوفيتش عنه مجددا بنبرة تعكس فخرا بانضمام صبحي إلي ستوك, مشيرا إلي أنه موهبة هائلة يجب أن يستفيد منها الفريق بأقصي ما يستطيع.وقال ذات مرة إنه يعتبر صبحي كأخ أصغر وإنه يأخذه تحت جناحه.أجنحة كثيرة تحيط بصبحي أكبرها هو جناحا النادي. فهو كغيره من الأندية الإنجليزية, تستثمر كثيرا في مساعدة اللاعبين الوافدين, خاصة من دوريات أخري, علي التكيف, سواء بالتشجيع أو الدعم الاجتماعي والتعليمي والتدريبي والمعنوي.وقد أتي هذا الدعم بثماره مع صبحي. فيقول أرنوتوفيتش,28 عاما,رمضان يتحسن في كل مباراة.. وأحاول الكلام معه, ويتحدث معي كثيرا.. وهو لا يزال صبيا صغيرا يتمتع بقدرات. رمضان وراشفورد.. الفرق كبير ربما تلقي حالة الصبي الأصغر ماركوس راشفورد مزيدا من الضوء الكاشف علي وضع صبحي.. فاللاعب الأسود, الذي لم يتجاوز ال19 عاما, والأقل مهارة فردية ولياقة من صبحي يصعد نجمه بسرعة لافتة في سماء الكرة الإنجليزية, سواء في فريقة مانشستر سيتي أو الفريق الوطني الإنجليزي. فقد شارك راشفورد, خريج المدرسة الإنجليزية, في26 مباراة في البريميير ليج حتي الآن, وسجل5 أهداف وهيأ17 فرصة لتسجيل محتمل. ويجمع النقاد علي إعطاء أدائه225 نقطة.