تجلس موظفة البترول وتحكي عن مغامراتها في التجارة بثبات وجدية فتسيل لعاب الضحية وتقع في براثنها تجلس في ناد اجتماعي بمصر الجديدة.. يبدو عليها أنها لا تلقي بالا لأحد ومع ذلك فعيناها تدور بينهم لتنتقي فرائسها...مهندمة المظهر دون تكلف, وتبدو عليها ملامح الجد وقوة الشخصية, يعتقد الناظر إليها من بعيد للوهلة الأولي أنها سيدة أعمال من طراز رفيع...في ظروف عادية للغاية تتعرف علي رواد النادي وتبدأ في الحديث بشكل طبيعي عن نفسها وعصاميتها وكيف دخلت في مشروعات كبيرة حققت منها بفضل أفكارها المبتكرة وعلاقاتها المتشعبة أرباحا كبيرة وفي فترات قصيرة.. تترك المرأة فرائسها فترة من الوقت.. يقلبون الأمر في رؤوسهم.. يتعجبون ويندهشون لكنهم في نفس الوقت لا يستطيعون أن يطردوا الأمر من عقولهم ونفوسهم الطامعة والطامحة للثراء في وقت سريع.. تعود المرأة بعد فترة ربما كانت قد أشارت لموعد مجيئها للنادي بشكل عابر أمام فرائسها وتأتي في نفس الموعد المحدد تقريبا, ولا تندهش من أن فرائسها ينتظرونها لكي يعيدوا معها الحديث رغبة في الاطمئنان وفي إيجاد مدخل للدخول معها في هذه المشروعات.. لم تكتف تلك الشيطانة بذلك..بل اتخذت من مدرسة خاصة يدرس فيها أولادها مسرحا آخر لاصطياد فرائس جدد وتعيد ذات الكرة ويبدأ الإقبال عليها من جديد, حتي استحقت أن توصف بالمرأة الحديدية الجديدة.. نقطة البداية تجمعت عدة بلاغات أمام قسم أول شرطة مدينة نصر تتحدث جميعها عن شخصية أسطورية استطاعت النصب علي أصحاب هذه البلاغات وأوهمتهم بالدخول في مشروعات كبيرة تدر عليهم دخلا شهريا خياليا مع حصولهم علي أرباح سنوية طائلة. لم يقف ضباط قسم أول شرطة مدينة نصر مكتوفي الأيدي أمام تعدد البلاغات وقاموا بإخطار اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بوجود عدة بلاغات تتهم سيدة في العقد الرابع من عمرها بقيامها بالنصب علي أكثر من10 أشخاص وحصولها منهم علي مبالغ مالية ضخمة بحجة المشاركة في عدد من المشروعات التي تديرها واهمة إياهم بدخول شهرية كبيرة وأرباح سنوية طائلة. خطة البحث أمر اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بتشكيل فريق بحث توصل إلي أنه في الآونة الأخيرة ظهرت سيدة تدعي مي عبد الرحيم عبد العزيز استطاعت في فترة قصيرة جمع ملايين الجنيهات من ضحاياها التي كانت تختارهم بعناية ممن تري فيه الثراء, حيث اعتادت إغراء فريستها بالدخول في مشروعات كبيرة تدر عليهم دخلا شهريا خياليا بالإضافة إلي حصولهم أيضا علي أرباح طائلة وبدأت في نصب شباكها علي ضحاياها خاصة من النساء حيث كانت تتعرف علي الضحية من أبناء الطبقة الراقية وتروي لها مغامرتها في التجارة والمكاسب التي تحققها لتسيل لعابهن علي الدخول في مشروعات تجارية معها من خلال تقديم خبراتها وشرح أحوال السوق وكيف تستطيع تحصيل أرباح باهظة فتقع الفريسة بين فكيها لتفاجئ بعد عملية أو عمليتين بوقوعها في شرك كبير واستطاعت ارتكاب العديد من عمليات النصب والاحتيال علي عدد من رجال وسيدات الأعمال وفي خلال فترة وجيزة وتمكنت من جمع ما يقرب من20 مليون جنيه. أعد فريق البحث المكلف خطة للقبض علي المرأة الحديدية من خلال وضع عدة أكمنة ثابتة ومتحركة بعد أن استطاع رجال المباحث رصد تحركاتها وجمع كل المعلومات الممكنة حولها وبعد استصدار إذن من النيابة العامة, توجهت قوة من رجال المباحث بالاستعانة برجال الشرطة السريين وتمكنوا من القبض عليها. الضحايا يتحدثون التقت الأهرام المسائي أحد ضحايا المرأة الحديدية ويدعي تامر ويعمل في إحدي الدول العربية الذي جاء إلي مصر بعد أن علم بالواقعة وأكد الرجل أن زوجته تعرفت علي هذه السيدة حيث إن أبناء زوجته وأبناء هذه السيدة يدرسان في نفس المدرسة الخاصة وقد بدأت معها المرأة الحديدية بالحديث عن مشروعاتها وكيف تستثمر أموالها حتي أقنعتها بضرورة المشاركة معها. وأضاف زوج الضحية أن زوجته عرضت عليه الأمر فوافق لأنه كان يريد أن يستثمر أمواله في بلده فتم الاتفاق علي المشاركة وبعد أسبوع طلبت المتهمة من زوجته في البداية مبلغ150 ألف جنيه وأخذتهم علي مرتين وأعادت المبلغ بعد فترة قصيرة مضافا إليه الأرباح وبعد ذلك عرضت عليهم مشاركتها في مصنع ملابس وإكسسوارات ومحل لقطع غيار السيارات ونظير ذلك طلبت منهم مبلغ6 ملايين جنيه كبداية لمشروعها. ويستكمل الضحية حديثه في أن المتهمة اختفت فور حصولها علي المبلغ وحاول الوصول إليها إلا أن زوج المتهمة أبلغه أنها مريضه وظل يراوغه لفترة كبيرة وعندما التقي بها أخبرته أنها لن تعطه أمواله. ذهبت الأهرام المسائي للالتقاء بضحية أخري ويدعي عمرو رجل أعمال الذي قال إن زوجته لها صديقة تعرفت عليها بأحد النوادي المعروفة بشرق القاهرة وعرضت عليها مشاركة تجارية في مجال استيراد الملابس مع النصابة وتم تحديد ميعاد معها وانتهت المقابلة إلي الاتفاق علي تأجير أحد المحلات التجارية لتنفيذ مشروعها. ويضيف الضحية أنه بعد عدة أيام طلبت المتهمة من الضحية وزوجته دفع238 ألف جنيه لشراء البضائع وبعد حصولها علي الأموال اختفت فقام رجل الأعمال بالكشف عن بطاقتها فعلم أنها متهمة في8 قضايا نصب وتبديد وأنها استولت علي أموال بعض المواطنين وعلي الفور توجه إلي قسم الشرطة وحرر محضرا حتي ألقت أجهزة الأمن بالقاهرة علي المتهمة. وكشفت تحقيقات النيابة التي باشرها عماد الهلباوي وكيل أول نيابة مدينة نصر عن أن المتهمة مي موظفة بشركة بترول ونصبت علي عشرات المواطنين في مبالغ وصلت لأكثر من20 مليون جنيه بعدما أوهمت ضحاياها بأنها تعمل في مجال استيراد الملابس وقطع غيار السيارات وأن الضحايا قدموا شيكات وإيصالات أمانة موقعة من المتهمة التي أوهمتهم بمنحهم أرباحا شهرية بنسبة40% ولكنها ماطلتهم وامتنعت عن الدفع. أمرت النيابة بحبسها4 أيام وتجديدها15 يوما أخري وإحالتها إلي محاكمة عاجلة.