عمل صبري بائع فاكهة في شادر كبير, كان يدر عليه دخلا كبيرا, إلا أن رغبته للثراء كانت أكبر, فهو يري أن هذه التجارة لا تملكه العقارات والسيارات والأراضي الزراعية, فأراد أن يحقق ذلك عن طريق تجارة المخدرات. هداه تفكيره إلي البحث عن مصادر هذه التجارة المشئومة وإقناعها باستخدام شادر الفاكهة كوكر لممارسة نشاطه الآثم حيث يستقبل داخله زبائنه دون أن يشعر أحد بذلك لكن صيته ذاع ووصل نبأه للأجهزة الأمنية واستهدفته في قضايا مخدرات متعددة قضي البعض منها مدته خلف الأسوار الحديدية لسنوات متفاوتة ولازال البعض الأخر ينظر في دهاليز المحاكم. تشعب السلوك الإجرامي لصبري الذي اشتهر بالأسود فاشتمل علي أعمال البلطجة وحيازة الأسلحة وأصبح الكل يخشي جبروته لانفلات أخلاقه والنيل من أي فرد يحاول التصدي له ويمنعه عن إيذاء الآخرين وأتجه في الأونة الأخيرة لطرح المخدرات بالمحافظات المجاورة لزيادة هامش ربحه والبعد عن الأعين الشرطية التي تلاحقه وتبحث عنه وأستمر علي هذا المنوال يجلب الحبوب المخدرة بأصنافها المختلفة. تم استدعاء الأسود لحضور إحدي جلسات قضايا المخدرات المنظورة ضده وأثناء وجوده حضوريا في قاعة المحكمة وعقب إعلان القاضي عن الحكم بسجنه, غافل حارسه وهرب لجهة غير معلومة وقتها طالبت مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية بسرعة ضبطه. تمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري في شتي الاتجاهات وخلال ساعات من فراره وجدوه لدي أحد أصدقائه مختفيا تم ضبطه وتحرر المحضر اللازم ضده وتولت النيابة العامة التحقيق. كان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد وردت إليه معلومات من اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي محاولة بعض العناصر الإجرامية التي تنظر قضاياها في المحكمة استغلال الازدحام في الجلسات والسعي للهروب بالرغم من الإجراءات الأمنية المتبعة داخلها وتحول دون فرارهم لكن حدث قصورا في وضع أحد الأشقياء الخطيرين من تجار المخدرات تحت الحراسة المشددة وغافل طاقم الحراسة بعد سماعه منطوق الحكم واختفي في ظروف غامضة. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد إبراهيم النجار مفتش المباحث الجنائية والمقدم محمد سليمان رئيس مباحث ثالث ومعاونيه النقباء محمد سكر ومحمد أشرف وعمر رجائي ومحمد خضر وأحمد هديد ودلت تحرياتهم بأن المدعو صبري قطب الشهير بلقب الأسود40 سنة يسكن في الحسينية شرقية سجلة مليء بقضايا المخدرات والسرقات العامة وحيازة الأسلحة والبلطجة وأتجه مؤخرا لترويج البرشام في نطاق حي الشيخ زايد بجوار الكافيتريات والمحال التجارية حيث يتحرك قادما من محل إقامته مرة أو اثنتين أسبوعيا لتسليم زبائنه بضاعته ويعود من حيث أتي بعد جمعه للمال الحرام. وأضافت التحريات أن المتهم سبق وأن ضبط متلبسا إثناء بيعه للحبوب المخدرة وخرج علي ذمة القضية التي تم تداولها في المحكمة وأشارت التحريات إلي أن الأسود عند نظر دعواه القضائية في آخر جلساتها وعقب صدور الحكم بسجنه لمدة6 أشهر تفتق لذهنه سريعا الهرب من حراسه الذين غافلهم دون أن يشعروا باختفائه وأطلق ساقيه للرياح وأستقل سيارة أجرة عائدا لبلدته الحسينية ودق باب أحد أصدقائه وطلب منه الاختفاء لديه بضعة أيام حتي يبحث عن مكان آخر وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن ضبط للمتهم وأعد ضباط المباحث ورجال الشرطة السريين خطة محكمة للوصول للمتهم وتوجهوا في مأمورية سريعا للقبض علي الأسود بعد أن توافرت إليهم المعلومات اللازمة للقبض عليه واطرقوا باب صديقه ووجدوه داخل منزله واستسلم دون مقاومة وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف تفصيليا بالهروب من قاعة المحكمة بعد أن فوجئ بالحكم الصادر ضده وبعرضه علي شريف الخطيب وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت إشراف محمد النحاس رئيس نيابة ثان وثالث الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق وإحالته محبوسا فيما بعد لقضاء مدة عقوبته.