لايدري الإنسان, هل يذكر عبده الحامولي وأغانيه بخير علي أساس ان مصردخلت علي يديه عصر التلحين؟ ام يطلب له المغفرة علي أنه ربطها بالألحان التركية من وقته وحتي وقت عمرو مصطفي الحالي؟ في كل الأحوال لا يمكن تجاهل الحامولي ودوره وقامته في تاريخ الغناء. وإذا كنت ترغب في معرفة شيء عن تاريخ عبده الحامولي, فعليك بنسيان الفيلم الذي يحمل اسمه زورا وبهتانا, فربما كان الفيلم الذي اخرجه حلمي رفلة عام1963, عن قصة لعبد الحميد جودة السحار الذي تخصص في تأليف تاريخ خاص به, فقد كتب عددا من القصص التي تحمل أسماء شخصيات ووقائع حقيقية, ثم ينسج من خلالها احداثا لا علاقة لها بالواقع, ولا ندري لماذا؟ ومن أشهر تأليف السحار كانت قصة وإسلاماه الشهيرة. ولم يكتف الفيلم بما فعله السحار, فقدم اغنيات لا علاقة لها بألمظ ولا الحامولي ولا الموسيقي التي قدماها, رغم جمال الأغنيات, فقد قدم موسيقي الستينيات علي لسان الحامولي, وايضا لانردي لماذا!!. في1991 اعاد الكاتب محفوظ عبدالرحمن المحاولة, فقدم مسلسله بوابة الحلواني الذي اقترب كثيرا من عالم عبده الحامولي الذي مر اليوم علي ميلاده قرنان الا الربع بالتمام والكمال( مواليد18 مايو1836), بعد أن اكتمل قبل اسبوع110 اعوام علي رحيله. والأهم في مسلسل عبدالرحمن انه اقترب من اهم ملامح الحامولي, وهو أنه جاء ضمن مشروع نهضوي اراد اسماعيل ان يقيمه في مصر, فيلحقها بأوروبا, ولذلك لا تتعجب حين تعرف ان اول صوت تم تسجيله في مصر كان صوت الحامولي عام1900. وبحسب الموسيقار محمد نوح, فإن الأغنية ما قبل الحامولي لم تكن تعرف اللحن, وانما كانت تغني علي المقام مباشرة, وكان استاذ الحامولي شيخا يدعي شاكر الحلبي, وعندما سمعه الخديوي إسماعيل اصطحبه إلي تركيا, وعاد منها بمجموعة ألحان تركية, كانت النواة التي بني عليها محمد عثمان( والد الممثل عزيز عثمان الذي غني بطلوا ده واسمعوا ده) والشيخ المسلوب الألحان التي غناها الحامولي. وإذا كنت من هواة منتدي سماعي, يمكنك تحميل أغنيات مثل صالح عبد الحي وسلامة حجازي لتعرف النكهة التي تميز بها الحامولي, بل يمكنك الاستماع إلي ألحانه فقد ظهرت الحان وأغاني عبده الحامولي للوجود مرة أخري بعد وفاته بما يقترب من سبعة عقود عن طريق فرقة الموسيقي العربية التي انشأها في القاهرة عبدالحليم نويرة عام1967 وطبعت تلك الألحان علي اسطوانات من جديد ولاقت قبولا كبيرا. عاش الحامولي حياة رغدة, وكان صديقا لأكابر المحروسة, كما تزوج من سكينة أشهر مطربات عصره المعروفة باسم ألمظ قبل أن تتوفي صغيرة(36 عاما) وتتركه يعيش حتي سن الخامسة والستين في12 مايو1901, وربنا يرحم الجميع.