يدرك الوالدان أهمية الأصدقاء وتأثيرهم الخطير علي أبنائهم, وتزداد تلك الخطورة عند أولي خطواتهم نحو سن المراهقة فيبدأ كثير من الأهل في وضع ضوابط صارمة لأبنائهم المراهقين تحد من علاقاتهم بأصدقائهم ولهذا السلوك من الوالدين جانب حسن وجانب سيء. فبالفعل يتعاظم تأثير الأصدقاء علي المراهق لأسباب منها: * سن المراهقة هو السن الذي تتشكل فيه شخصية الإنسان, ففيه تتطور وتنمو بل ومن السهل تغيير كل ما تم زرعه في السنوات الأولي رغم أهميتها. * يحتاج المراهق لمن يكون في مثل عمره أكثر من احتياجه للكبار, لأنه يبحث عمن يمر بنفس ما يمر هو به لأن هذا لا يمنحه الاطمئنان فقط لكن يمنحه أيضا المشاركة والتعاطف. لذلك فالجانب الحسن عند إدراك الوالدين لهذا التأثير ووعيهم به هو التدخل لحماية الأبناء من أصدقاء السوء بعمل فلترة دائمة لمن يدخل حياة أبنائهم منهم, وأيضا بالمراقبة المستمرة لسلوكيات الأبناء ورصد المشكلات والتغييرات التي تطرأ عليهم أولا بأول.. لكن هناك جانبا سيئا يتمثل في الخوف الزائد الذي يدفع الآباء لإحاطة أبنائهم بسياج من العزلة يؤثر سلبا علي شخصياتهم وعلي العلاقة الوالدية نفسها.. ولتحدث التوازن المطلوب تذكر أن: * التربية التي قدمتها لابنك في سنوات طفولته السابقة علي المراهقة, لها أكبر الأثر في تخطيه مصاعبها والصمود أمام مغرياتها. * لا تحرمه من الشلة التي اختارها بحجة أنها سيئة, دعه يكتشف ذلك بنفسه مع متابعتك لكل التفاصيل التي سيرويها لك عن طيب خاطر عندما يشعر أنكما في معسكر واحد. * لا تهن أصدقاءه ولا تقلل من شأنهم اعتقادا بأنك ستنفره منهم, تذكر أنهم لم يتلقوا التربية التي تلقاها هو.. تعامل مع تصرفاتهم لا أشخاصهم حتي يتعلم منك ذلك. * دربه علي التعامل مع السيئين والجيدين بدلا من حمايته لأقصي درجة وحرمانه من التعاطي مع الجميع. * شلته التي لا تروقك هم أيضا من المراهقين, فمواقفهم ستتبدل وأخلاقهم ستتغير وشخصياتهم ستنضج, حاول أن تصادق من يصمم ابنك علي صداقته فربما نفعته هو أيضا.