أكد مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أنمؤتمر دور الجامعات في الوقاية من الإرهاب يعالج أمرا مهما ابتليت به هذه الأمة, المتمثل بالإرهاب الذي ترعاه قوي شريرة تسعي لإفسادها وتقسيمها, والواجب علي العلماء تبيان خطر الإرهاب لأنه ظلم وعدوان, مشيرا إلي أن الإرهابي من أعظم المفسدين, ويعتقد من خلال أفكار منحرفة بأنه مصلح, لذا من الواجب علي علماء الأمة تحذير الناس من هذا الفكر المنحرف. وأوضح مفتي عام المملكة العربية السعودية أن الإسلام جاء ليقيم العدل ويؤمن السبل ويقطع دابر المفسدين, ويجب علي الجميع التعاون, والعمل علي استئصال هذا الفكر الشاذ, منوها بضرورة أن يكون العلماء وعامة الأمة يدا واحدة لتصبح الأمة علي بينة من أمر الإرهاب, الذي وصفه بالظلم المحض, والعدوان المبين, مطالبا بتحذير الشباب من الاغترار بالمفسدين والضالين. وحمل الدكتور جعفر عبد السلام أمين عام رابطة الجامعات الاسلامية انتشار ظاهرة الارهاب إلي غياب الاسلوب العلمي في مواجهة هذه الظاهرة التي تحدث في كل مكان وأي مكان ولا تفرق بين دين ودين أو مذهب ومذهب. ولفت إلي أن الفهم الخاطئ للدين وراء الظاهرة لا سيما الذين يسمون أنفسهم بالدعاة الجدد لأنهم يقدمون مفاهيم غير حقيقية وغير صحيحة للنصوص الصحيحة في القرآن والسنة. وقال د. جعفر عبد السلام إن تجديد الخطاب الديني ضرورة حتمية لمواجهة التفاسير الشاذة للدين, علي حد قوله, مشددا علي أهمية الحاجة إلي ثورة فكرية لأنه لا بد من مواجهة الفكر الخاطئ بالفكر وعلي الجهات العلمية والفكرية التصدي للأفكار المغلوطة. وقال د. جعفر عبد السلام أمام الجلسة الافتتاحية والجلسة الأولي لمؤتمر دور الجامعات في الوقاية من الإرهاب والذي افتتحت فعالياته أمس بالعاصمة السعودية الرياض إنه لا بد من وضع النقاط علي الحروف في مواجهة الذين يقدمون مفاهيم وتأويلات مغلوطة للدين. وحول دور الجامعات في التصدي للإرهاب رصد الدكتور أحمد حسني رئيس جامعة الأزهر في كلمته أمام المؤتمر9 أسباب وراء انتشار الإرهاب تشمل الانحراف الفكري فكلما وجد الفهم المغلوط للدين كلما وجد الإرهاب أرضا خصبة ينمو ويترعرع من خلالها فيما يتمثل السبب الثاني في انتشار ظاهرة التكفير من أصحاب التيارات المتشددة إضافة إلي ظاهرة الغلو في الدين وهي آفة موجودة في كل الأديان علي حد قول رئيس جامعة الأزهر. وأضاف حسني أن الأسباب تشمل أيضا انتشار الجماعات الدينية المتشددة بمختلف أنواعها في شتي دول العالم وكذلك الدعم المادي والمعنوي لهذا النوع من الفكر المتشدد من مؤسسات دولية وداخلية, لافتا إلي أن الفهم المغلوط لآيات القتال والجهاد الواردة في القرآن الكريم أحد الأسباب المهمة لانتشار الإرهاب وأيضا الفهم الخاطئ لأمور العقيدة وغياب العلماء الراسخين في العلم عن الساحة. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي رئيس المجلس والرابطة أنه آن الأوان أن يتمسك المسلمون بصحيح الدين لمواجهة ظاهرة الإرهاب, لافتا إلي أن بعد المسلمين عن صحيح الدين أحد الأسباب الرئيسية للارهاب. من جانبه قال د. أمل فتح الله زكي رئيس جامعة دار السلام في أندونيسيا إن الإرهاب صناعة غير عربية وغير إسلامية إنما جاءت لإضعاف المسلمين وزعزعة استقرارهم, مشيرا إلي أن هناك دولا غربية بالإضافة إلي أمريكا علي حد قوله تقدم تسهيلات للإرهاب والإرهابيين, مؤكدا أن المسلمين هم الضحايا. وأوضح رئيس الجامعة د. جمعان رشيد بن رقوش, أن الجامعة دأبت علي عقد الندوات واللقاءات العلمية وإجراء الدراسات والبحوث وتنظيم الدورات التدريبية التي تتصدي للقضايا والتحديات الأمنية الملحة التي تواجه المجتمعات العربية, ومنها ظاهرة الإرهاب المثيرة للقلق علي المستويين الإقليمي والدولي والتي أدت إلي تغيرات واضحة في ضمان الأمن الفردي والجماعي, وهو ما يتطلب إيجاد وسائل فعالة للتعامل مع هذه الظاهرة الإجرامية والحد من انتشارها, وهو ما شرعت فيه الجامعة منذ العام1983 م. وكان المؤتمر قد بدأ فعالياته امس بالعاصمة السعودية الرياض بمشاركة أكثر من200 عالم وباحث, وينظم المؤتمر رابطة الجامعات الإسلامية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وناقشت الجلسة الاولي والتي ترأسها رئيس رابطة الجامعات الإسلامية4 قضايا أساسية في اليوم الأول والذي دار حول الوقاية من الإرهاب.. المفاهيم والمنطلقات شملت سيكلوجية المعتقدات التحديات والمواجهة الفكرية وتجربة الجامعة الجزائرية في التصدي للإرهاب الأعمي إضافة إلي استعراض ظاهرة الإرهاب والعوامل المؤدية لها ودور الجامعات في مكافحة الارهاب.