في مشهد جنائزي أدمي القلوب وعلي طبول المارشات العسكرية, شيع العشرات جنازة7 من شهداء الحادث الإرهابي الذي استهدف الكاتدرائية المرقسية, المقر البابوي. أمس الأول, من دير مارمينا العجائبي ببرج العرب غرب الإسكندرية, وتم دفنهم في مقبرة بجوار مقبرة شهداء كنيسة القديسين في المدخل الخارجي للدير. ترأس الأنبا قزمان صلاة البصخة المقدسة علي الجثامين, حيث لا يمكن أداء صلاة الجنازة عليهم في أسبوع الآلام وفق الطقس الكنسي. إلا أنه أضطر إلي إنهاء كلمته عن فضل الشهداء بسبب مقاطعة أهالي الضحايا ومطالبتهم بالقصاص ومعاقبة الإرهابيين, فصرخ جميع الحاضرين بالكنيسة بكلمة يارب عدة مرات تعبيرا عن الألم الذي يشعرون به. وسيطرت حالة من الحزن الشديد والبكاء الهستيري والعويل علي أهالي بعض الشهداء, وحدثت حالات إغماءات من بينهم, فيما هتف بعض الشباب الغاضب قتلوا أخواتنا باسم الدين, وتجار دم وتجار دين.. الإخوان والسلفيين. ووجه البابا تواضروس الثاني. بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, برقية عزاء قرأها نيابة عنه الأنبا قزمان, خلال الجنازة, قدم من خلالها التعازي للشرطة المصرية في وفاة شهدائها أثناء الحادث, مضيفا أن الشهداء تهيأوا للانتقال بصلاة أحد السعف الذي يعد عيد فرح وتهليل في الكنيسة. وتابع البابا, نصلي من أجل المصابين والجرحي في الحادث وكل من تأثر بالحادث الجسيم وأن يحفظ الله مصرنا من كل شر واثقين في مستقبل مشرق وغد أفضل. وعقب انتهاء الصلاة خرجت الجثامين السبعة في مسيرة جنائزية بمصاحبة موسيقي المارشات العسكرية يتصدرها صليب بالحجم المجسم وصليب آخر زين بالورود البيضاء, بمشاركة الآباء الكهنة والأهالي. وشارك في الجنازة الدكتور محمد سلطان, محافظ الإسكندرية, والدكتورة سعاد الخولي. نائب المحافظ, واللواء محمد البنداري. السكرتير العام للمحافظة, والعميد رضا طنطاوي. نائبا عن قائد المنطقة الشمالية العسكرية, و10 أساقفة عموميون يتقدمهم الأنبا رافائيل, سكرتير المجمع المقدس, والأنبا كيرلس أفا مينا, أسقف عام ورئيس دير مار مينا العجائبي. والقمص رويس مرقس, الوكيل البابوي. وعدد كبير من الآباء الكهنة والأساقفة, وقنصلا اليونان ولبنان بالإسكندرية, وأعضاء المجلس القبطي الملي وأسر الشهداء والمصابين والمئات من الشعب. وشهدت الشوارع المحيطة بالدير حالة من الاستنفار الأمني بقيادة اللواء مصطفي النمر, مدير أمن الإسكندرية, والذي حرص علي التواجد منذ صباح أمس وحتي انتهاء مراسم الدفن, فيما فرضت قوات الأمن3 كمائن لتفتيش المشاركين والسيارات. وفي سياق ذات صلة, زار اللواء مصطفي النمر, يرافقه علي أبو زيد, مساعد أول الوزير, لمنطقة غرب الدلتا, المصابين من رجال الشرطة في الحادث للاطمئنان علي حالتهم الصحية والتأكد من تقديم كل أوجه الرعاية الصحية لهم. وجدير بالذكر أن الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية, المقر البابوي. كانت قد شهدت هجوما إرهابيا بحزام ناسف, أمس الأول, أسفر عن استشهاد18 وإصابة35 شخصا تم نقلهم إلي المستشفي الرئيسي الجامعي الأميري ومستشفي القوات المسلحة بمصطفي كامل لتلقي العلاج.