قال الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي والتكنولوجي إن جيل الفيس بوك أطلق شرارة الثورات الشعبية في البلدان العربية من أجل التغيير, ومحاربة البطالة والفساد, وتحقيق العدالة الاجتماعية, وخلق مستقبل أفضل للعيش. وأضاف سلامة- في كلمة مصر أمام المجلس التنفيذي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو- أن التعامل مع أصل المشكلات التي يواجهها شبابنا اليوم, هو أمر لابد منه, ولا يمكن الاستمرار في تجاهله, وأن تمكين الأجيال الناشئة من الحصول علي تعليم يهدف إلي تطوير القدرة علي التحليل والابتكار, والإمساك بناصية المعارف الحديثة هو تحد اليوم من أجل تحقيق حلم الإصلاح والتقدم, كما أنه السبيل نحو تحقيق النهضة المقبلة للشعوب العربية. وأوضح أن ما يشهده الشارع العربي ليس بمعزل عما يجري علي الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية علي مدينة القدس وتغييرها لمعالم البلدة القديمة مستهدفة المقدسات الإسلامية والمسيحية. وقال إن تلك الأوضاع تفرض علينا التفكير في منظومة الأممالمتحدة بشكل عام واليونسكو بصفة خاصة نحو مقدرتها علي الوفاء بدورها, وإن منظمة اليونسكو بما لها من التزامات نحو المجتمع المدني مطالبة بإنقاذ تراث البشرية في القدسالمحتلة, وتفعيل القرارات التي أعتمدها المجلس التنفيذي في دورته السابقة. وقال الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي- في كلمته أمام المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته ال186 التي تستمر حتي19 مايو الحالي- إن شباب مصر أقتحم التاريخ بخروج الآلاف منهم في25 يناير, وأعادوا صياغة واقع جديد في جميع المجالات السياسية والاجتماعية, يدعو إلي نشر مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتسامح وتكريس سيادة دولة القانون, وإن شباب التحرير قد أعطي نموذجا لما يجب أن يكون عليه نضال الشعوب بسلميته ونقائه. وتابع:إن هؤلاء هم فتيان وفتيات مصر الذين حموا تراثها العالمي بأنفسهم في أوج مراحل الثورة من خلال تكاتفهم, وستظل مصر بشبابها منارة للفكر المستنير ومركزا للإشعاع الفكري والفني في المنطقة والعالم, نحن اليوم بحاجة إلي يونسكو قوية ذات رؤي, تتصدي للتحديات في إطار من التصالح والأخلاقيات وتسعي لإقامة مجتمعات أكثر عدلا وإنصافا. ودعا سلامة إلي أهمية أن تقوم اليونسكو ببناء ثقافة حقيقية للمشاركة مع المجتمع المدني من خلال رؤية محددة الأهداف وإطار من العمل والتعاون المشترك يساعد علي وجود المنظمة علي الساحة الدولية وخلق مشروعات مشتركة مع التكتلات الاقتصادية والاجتماعية العالمية. وأكد ضرورة الاهتمام بالبرامج المرتبطة بعلوم الأرض والخاصة بالحد من المخاطر الطبيعية, وتطلعه إلي أن يكون لليونسكو دور في اتخاذ التدابير الوقائية لتجنيب العالم تبعات مشكلة نقص المياه في السنوات القادمة, ولاسيما بالمناطق الجافة وشبه الجافة, والتي تحتاج إلي مزيد من الدعم التقني والمالي. وعقد الدكتور عمرو عزت سلامة علي هامش الاجتماعات عدة لقاءات مع مسئولي اليونسكو: وعلي رأسهم إيرينا بوكوفا المديرة العامة للمنظمة ومساعدوها لقطاعي العلوم الطبيعية والتربية, بالإضافة إلي إجراء عدة لقاءات مع عدد من الوزراء ورؤساء وفود الدول المشاركة بالاجتماعات. وركز وزير التعليم العالي في مباحثاته مع مديرة اليونسكو ومساعديها علي استشراف آفاق جديدة للتعاون بين المنظمة ومصر في ضوء الروح التي أطلقتها ثورة25 يناير, وما سيكون لها من تأثير علي الصعيدين الإقليمي والدولي, وعلي ضرورة دعم مكتب اليونسكو بالقاهرة. وناقش سلامة أيضا مشروع إنشاء الجامعة التكنولوجية الحديثة الذي طرحه العالم الدكتور أحمد زويل علي الحكومة الجديدة كأحد سبل تدعيم البحث العلمي في مصر خلال المرحلة المقبلة خاصة فيما يتعلق باستخدامات التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها لتطوير وسائل الإنتاج ودعم الابتكارات والاختراعات التي يقدمها شباب مصر في مختلف المجالات, والرؤية بالشراكة مع منظمة اليونسكو بهذا المشروع كأحد مشاريع التعاون الجديدة معها, بما يسهم في نشر البحث العلمي والتقنيات الحديثة في مصر لتواكب التطور العلمي الذي يشهده العالم ولتصبح منبرا علميا وفكريا وثقافيا.
