حظيت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الولاياتالمتحدة باهتمام عالمي, انعكس في التغطية الإعلامية الكبيرة لكل دقائقها وتفاصيلها, كما تطلعت أنظار دول العالم الحر, تلك الدول التي اكتوت بنار الإرهاب الداعشي وذيوله, إلي اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, الذي تولي سدة الحكم قبل نحو ثمانين يوما فقط ويسعي لاقتلاع جذور الإرهاب, وبين الرئيس المصري الذي يمتلك خبرة كبيرة في مواجهة قوي التطرف, ولديه رؤية متكاملة عن كيفية إدارة الصراع مع الإرهاب والتغلب عليه, وكلهم أمل أن يتمخض اللقاء عن برنامج عمل يقضي علي الإرهاب ويريح العالم من شروره. وليس سرا أن ترامب أبدي إعجابه بالرئيس السيسي وصلابته في الوقوف أمام الإرهاب الأسود, وأعرب عن شعوره بالقرب من أفكار السيسي منذ أول لقاء بينهما قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية, كما أشاد بما وصفه بالعمل الرائع للرئيس السيسي في ظروف صعبة, وأكد وقوف إدارته بقوة وراء مصر وشعبها, وأعلن عن رغبته في تعزيز التعاون العسكري مع مصر. وخلال المحادثات أوضح الرئيس السيسي موقف مصر من القضايا الساخنة التي تهم المنطقة العربية, ورؤيتها للخروج من الأزمات التي تضرب دول المنطقة ويمتد أثرها إلي دول العالم في الغرب والشرق, وعلي رأسها إرهاب الجماعات المتطرفة بمختلف مسمياتها, التي أشعلت حروبا مدمرة في العراقوسوريا وليبيا, وأرسلت ذئابها المنفردة إلي مطارات أوروبا ومتاحفها وشواطئها حاملين الرعب والفزع والدمار. كما ناقش الرئيس قضية العرب الأولي, ألا وهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية, وعرض علي الرئيس الأمريكي خارطة طريق للوصول إلي حل عادل وشامل, بانسحاب إسرائيل إلي حدود4 يونيو1967, وهو فحوي مبادرة السلام العربية التي طرحتها القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الأردن قبل أيام. كما عرض الرئيس السيسي رؤيته لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا, مؤكدا ضرورة اللجوء للحلول السلمية, لأن التجربة أثبتت أن الحلول العسكرية تزيد الدمار ولا تنهي معاناة الشعوب, وهو نفس الحل المطروح في ليبيا واليمن ويركز علي سلامة أراضي الوطن وحمايتها من التقسيم, وإنقاذ المواطنين الأبرياء من ويلات الحروب ومن التهجير القسري من أراضيهم ودفعهم للجوء إلي أوروبا أو إلي البلدان المجاورة. وقد أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالشجاعة والتصميم اللذين أظهرهما السيسي في التصدي للإرهاب ونشر القيم السمحة والمعتدلة للإسلام, وترسيخ صورته الحقيقية التي تدعو إلي التعايش وقبول الآخر, وقد أكد ترامب التزام بلاده الكامل تجاه أمن واستقرار ورخاء مصر, ومساندتها في جهودها لدفع مسيرة التنمية ومواصلة برنامج الإصلاح الاقتصادي. وخلال الزيارة التقي الرئيس السيسي شخصيات بارزة في مقر الكونجرس منهم رئيس لجنة الاستخبارات بالكونجرس, كما التقي رئيس مجلس الشئون الخارجية, كما التقي وزير الخارجية الأمريكي الذي صرح بأن مباحثات ترامب والسيسي إيجابية وبناءة, وقد صنفت الخارجية الأمريكية مصر كدولة آمنة, ووضعتها علي الخريطة الخضراء, وتنصح رعاياها بزيارتها وتجنب تركيا وأوروبا, كما التقي الرئيس السيسي المسئولين في شركة بوينج واتفق معهم علي تحديث أسطول الطائرات المقاتلة للقوات المسلحة لتدعيم الجيش المصري لأن مصر دولة قوية وذات ثقل في منطقة الشرق الأوسط. وانتهت زيارة الرئيس إلي الولاياتالمتحدة بنتائج إيجابية كبيرة علي جميع الأصعدة, سياسيا واقتصاديا وعسكريا, وأعادت الدفء للعلاقات بين البلدين, وحققت المصالح المشتركة للبلدين وللأمة العربية ولإقليم الشرق الأوسط, وتحيا مصر.