رفض الدكتور مفيد شهاب, وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق, التعليق علي ملكية جزيرتي تيران وصنافير, قائلا ليس من المناسب أن أدلي برأي الأن لأن تلك القضية تنظر في المحاكم, فلا يجوز أن أكون أستاذ قانون وأعلق علي أحكام القضاء, مشيرا إلي أنه لم يسبق لمصر تعيين حدودها البحرية مع السعودية وقبرص واليونان علي الرغم من قرار الأممالمتحدة الصادر عام1982 بترسيم الحدود. جاء ذلك خلال ندوة التنشئة الوطنية لشباب الجامعات والتي نظمتها جامعة فاروس بالإسكندرية, أمس, بحضور الدكتور محمود محي الدين, رئيس الجامعة, والدكتور رمضان أبو العلا, نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وخدمة المجتمع, والدكتور فوزي عبد الغني, عميد كلية الإعلام, والدكتور رشدي زهران, رئيس جامعة الأسكندرية السابق, وعدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. أضاف شهاب إنه في عام1990 تم الإتفاق بين مصر والسعودية علي ترسيم خط الأساس, وهو خط موازي لحدود الدولة تمهيدا لتقسيم المياه البحرية المشتركة, وفي عام2010 تم تشكيل لجنة فنية تضم خبراء من الجانبين والتي أصدرت تقريرها العام الماضي, موضحا أن المراسلات التاريخية بين الدول تعد عاملا مهما في تعيين الحدود. وأكد أنه ليس من أنصار ممارسة السياسة داخل الجامعات, لأنها تخلق الإنقسام والفرقة بين الطلاب, مع الإهتمام بالتوعية والتثقيف السياسي والإقتصادي بالأسلوب الذي تراه كل جامعة مناسبا لها, فلابد أن يشعر كل أستاذ جامعي أنه يتحمل مسئولية نشر المفاهيم الصحيحة بين طلابه. وأضاف: ظروف المجتمع المصري تتطلب من الجميع أن يتحمل مسئولية نشر الوعي بين المواطنين, فالمواطن المصري منغلق علي همومه ويسعي لتوفير لقمة العيش فقط, علي عكس الدول المتقدمة التي يحرص مواطنوها بمختلف مستوياتهم المعيشية علي التثقف, فأصبح حارس العقار بتلك البلدان يمتلك ثقافة ووعيا عاما بما يدور حوله. وأوضح إن شباب الجامعات هم العمود الفقري لحركة التنمية في المجتمع, وإعدادهم بشكل جيد ضمانة للتقدم والإزدهار, وإهمالهم وتركهم للظروف المحيطة يجعل المجتمع في خطر, مشيرا إلي أن مشاركتهم في الحياة السياسية بتوليهم مناصب وزارية فكرة خاطئة, فلابد من إتاحة الفرصة أمامهم للتعلم وتدريبهم أولا ومن ثم يتحملون المسئولية. وشدد علي ضرورة تواصل الأجيال المتعاقبة فالأمم التي لا يتواصل جيل الكبار مع الشباب هي في خطر, مضيفا إنه يلحظ غياب التواصل الأن بين الأباء والأبناء والأساتذة والطلاب, كما أن أستاذ الجامعة لا يؤدي دوره علي أكمل وجه كما كان يحدث في الماضي. وقال الدكتور مفيد شهاب إن السنوات الست الأخيرة التي عاشتها مصر تسببت في إحداث تغيير جذري في سلوكيات الشعب المصري بأكملة بعضها جيد والكثير سلبي, وأبرزها ضعف الانتماء والغيرة علي الوطن والنقد الجارح وعدم إحترام الكبير, مضيفا أن مسئولية جيل الأباء تجاة الوطن عدم إنتقاد الشباب وتركهم ولكن توجيه النصح لهم. وطالب الجامعات بالمساهمة في تكوين ثقافة الشباب وخلق نوع من الوحدة الفكرة لحثهم علي حب مصر والتمسك بالمبادئ والتقاليد التي طالما تميزت بها, ولا يعني ذلك أن تكون إلزاميه يصبح الشباب نسخ متشابهة بل تترك لهم الحرية لإعتناق الأفكار التي تناسبهم, مؤكدا أن الجامعة ليس مهمتها تزويد الخريج بآخر ما وصل له العلم في التخصص فقط ولكن الإهتمام بتزويده بالثقافة والفكر البناء خاصة مع التقدم التكنولوجي وثورة المعلومات والإتصالات التي يشهدها العالم.