أكثر ما يميز المنتدي الدولي للاتصال الحكومي, الذي تستضيفه سنويا إمارة الشارقة بدولة الإمارات, هو الحرص علي مواكبة كل جديد في منظومة الاتصال الحكومي وتوظيفه في خدمة تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة, وهو ما يتحقق عبر التنفيذ الفعلي للتوصيات الصادرة عن المنتدي كل عام حتي لا يتبقي مجرد كلمات يتم سردها في نهاية أعمال كل دورة, دون ان تسهم في تطوير هذه المنظومة التي تتزايد أهميتها بقدر تزايد دور المشاركة المجتمعية في التنمية. الأسبوع الماضي شاركت بدعوة من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في أعمال الدورة السادسة للمنتدي والتي عقدت تحت رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي, عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة, تحت شعار مشاركة مجتمعية.. تنمية شاملة, وهي ليست المشاركة الأولي, فقد شاركت في عدة دورات من قبل ولذلك يمكنني القول بان كل دورة من دورات المنتدي تمثل امتدادا للدورات السابقة وهو ما يؤكده الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام, الذي يقول إن نهاية كل دورة من المنتدي هي بداية جديدة لمرحلة أكثر تطورا في الاتصال الحكومي. والأمر لا يتوقف عند التنظيم الجيد واختيار الموضوعات التي تمثل إضافة لمنظومة الاتصال الحكومي وإنما ما يميز المنتدي- كما يقول طارق علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة- هو العمل علي تنفيذ توصياته ومخرجاته عبر ترجمتها إلي مبادرات فعلية, تنعكس إيجابا علي منظومة الاتصال الحكومي وتساهم في تطويرها. ولعل التوصيات الصادرة عن الدورة السادسة للمنتدي تشير الي مدي ارتباط تطوير منظومة الاتصال الحكومي بالقدرة علي تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة, فمن بين التوصيات التي أعلنتها جواهر النقبي مديرة المنتدي الدولي للاتصال الحكومي, تأتي الدعوة إلي تأسيس مراكز علمية وثقافية متخصصة بالأطفال والشباب, بهدف بناء وتعزيز الشخصية الاجتماعية الملتزمة بقضايا ومصالح الأوطان, وتفعيل مشاركتهم المجتمعية, وتعزيز الاهتمام بالتعليم ودعم برامج البحث العلمي وبناء الكوادر والمهارات اللازمة لإنجاز أهداف التنمية الشاملة. كما دعا المنتدي إلي البدء بالتواصل مع إدارات الاتصال الحكومي علي مستوي دول الخليج والمنطقة العربية لتأسيس شبكة الاتصال الحكومي العربية ويكون مقرها الدائم مدينة الشارقة, مع ضرورة تطبيق آليات حديثة وعصرية لتقييم حالة الرأي العام السائدة وانطباعات الجمهور حول البرامج والأنشطة الحكومية التوعوية ومدي تأثير أنماط الاتصال القائمة للعمل علي تطويرها. وإدراكا لأهمية الإعلام الجديد, جاءت التوصيات لتؤكد ضرورة اهتمام المؤسسات الرسمية بتعزيز وجودها بشكل مؤثر علي منصات التواصل الاجتماعي التي باتت اليوم الأكثر تأثيرا علي أنماط تفكير أفراد المجتمع, وتوظيف المزيد من الكوادر الشابة الأكثر قدرة علي التعامل مع أنماط الاتصال الحديث. ومن بين ما تميز به المنتدي خلق مساحة للتنافس حول جهود تطوير آليات التواصل الحكومي من خلال جائزة الشارقة للاتصال الحكومي, التي تم إطلاقها كجزء من توصيات المنتدي في دورته الثانية, والتي تعد كما تقول أسماء الجويعد مدير الجائزة, خطوة رائدة هي الأولي من نوعها في المنطقة. وتغطي الجائزة مختلف مجالات الاتصال التي تقوم بها إدارات الاتصال الحكومي, من التخطيط الاستراتيجي إلي آليات الاتصال الداخلي وحتي الأسلوب الأفضل للتعامل مع الأزمات, مرورا بحملات الاتصال الداخلية والخارجية التي تنفذ لخدمة المصلحة العامة, وصولا إلي تطوير المواقع الإلكترونية للجهات الحكومية والطرق الأنسب لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي التي تسهم في تحقيق تواصل أفضل مع الجمهور, وإيجاد شراكة حقيقية بين الجهات الحكومية وصناع القرار فيما بينهم من جهة, وبين فئات الجمهور المتنوعة من جهة أخري.