ايام قليلة تفصلنا عن الجولة الاولي لانتخابات الرئاسة الفرنسية والتي من المقرر أن تنطلق في23 ابريل المقبل والتي يعتبرها الكثيرون الاهم في تاريخ باريس, ويشارك في ماراثون الانتخابات11 مرشحا ابرزهم بونوا هامون مرشح تيار اليسار, ومارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف والمرشح المستقل ايمانويل ماكرون, ومرشح اليمين فرانسوا فيون وغيرهم من المرشحين ورغم التوقعات التي أشارت الي أن اليمين المتطرف الاوفر حظا والاقرب الي قصر الاليزيه خاصة بعد فوز الرئيس الامريكي دونالد ترامب المناهض للمسلمين, إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة أكدت تراجع شعبية مرشحة اليمين المتطرف بشكل كبير بعد اتهامها من قبل الاتحاد الاوروبي بالاحتيال وذلك بعد تعيينها حارسها الشخصي علي انه مساعد برلماني لها في البرلمان الاوروبي. ومن جانبها تساءلت صحيفة ديلي اكسبريس البريطانية من سيخلف اولوند في قصر الاليزيه؟ واكدت أنه وبعد المناظرة التي شاهدها الفرنسيون والعالم اجمع والتي أثبتت تراجع شعبية لوبان بشكل كبير, فإن الطريق بات ممهدا للمرشح المستقل ماكرون والذي بات في حكم المؤكد أن يفوز في جولة الاعادة بنسبة تزيد علي64% مقابل36% فقط للوبان, مؤكدة أن فيون سيحصل علي19% فقط من الاصوات في الجولة الاولي مما يؤكد انه لن يخوض الجولة الثانية من الانتخابات وعلي الرغم من ان فيون كان الاقرب الي الفوز وذلك بعدما تغلب علي خصميه نيكولا ساركوزي والان جوبيه إلا ان الفضائح المالية التي طالت زوجته ونجليه والذين تقاضوا مئات الآلاف من وظائف وهمية قلبت الموازين, رغم تبريره بأنهم كانوا مساعدين برلمانيين علما بأن نجليه لايزالون طالبين. واكدت الصحيفة أن لوبان تعقد آمالا كبيرة علي الفوز خاصة بعد أن شهد العالم كثيرا من الاحداث التي وصفها المحللون بأنها خارج التوقعات كفوز ترامب وخروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الاوروبي, وهو ما دفع لوبان الي التركيز علي ظاهرة الاسلام وفوبيا فاتخذت موقفا متشددا من الاسلام والمسلمين أكدت انه سيترجم إلي واقع في حال فوزها بالرئاسة. ومن جانبها أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن الانقسامات التي اصابت تيار اليسار تهدد بهزيمته من الجولة الاولي, مشيرة الي أن هامون المرشح الرسمي للتيار تعهد بتوحيد الصفوف واستقطاب منافسيه خوفا من الهزيمة المحققة التي تنتظره, ويخوض هامون حرب باردة مع ايقونة جبهة اليسار جان اوك ميلانشون. ويعد هامون امام اختبار صعب فإما أن يجتاز تلك الحرب ويوحد صفوفه ويخوض السباق الانتخابي بقوة اما أن يلقي هزيمة محققة تخرجه من السباق في جولته الاولي.