بفرحة غامرة استقبل المصريون قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بالإفراج عن203 مسجونين, شملتهم القائمة الثانية للعفو الرئاسي, وبمزيد من الامتنان والشكر والتقدير لقرار السيسي, الذي جاء في إطار تنفيذ توصيات المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ في أكتوبر الماضي. وهذا العفو يؤكد, بما لا يدع مجالا للشك ويقطع ألسنة المزايدين الذين يتاجرون بقضايا المسجونين من بوتيكات حقوق الإنسان ومناضلي الكيبورد, أن الرئيس حريص علي مستقبل أبنائه من الشباب, وعلي مشاركتهم في بناء الدولة المصرية الحديثة, وعلي دمجهم مع زملائهم الوطنيين من الشعب المصري الذي يريد التقدم والازدهار والقضاء علي الإرهاب الأسود, الذي يحاربه أبطال القوات المسلحة ورجال الشرطة المصرية الوطنية, ليتحقق للمواطن المصري الأمن والأمان والاستقرار, وتنشأ بيئة خصبة للتقدم في مجالات العلوم والتنمية والتكنولوجيا. ويجب علي المعفو عنهم, شبابا وشيوخا, انتهاز هذه الفرصة الجديدة التي منحها لهم قرار العفو, في العمل مع شرفاء الوطن للقضاء علي المشكلات والتحديات الكثيرة التي تواجهنا في مرحلة إعادة البناء التي نعيش فيها, ومعظم هؤلاء المفرج عنهم هم من الشباب المحب لوطنه ولكنه وقع في فخ التغرير به من قبل تجار الدين ومدعي التدين, الذين لا هم لهم سوي إسقاط الوطن, تنفيذا لأجندات خارجية تتبناها قوي إقليمية ودولية, بهدف إعادة هندسة المنطقة العربية, وتفتيتها إلي دويلات تسهل السيطرة عليها, لتمكين بعض الدول من قيادة المنطقة بما يخدم المصالح والأهداف الاستعمارية الجديدة لهذه الدول. ولولا أن قيض الله للمنطقة بطلا, بل أبطالا, وضعوا رءوسهم علي أكفهم, وغامروا بأرواحهم ووقفوا في وجه المؤامرة الدولية, وأنقذوا مصر من الوقوع في فخ الحرب الأهلية والتقسيم كما حدث ويحدث لدول عربية أخري, لولا عناية الله ورفقه بالشعب المصري الطيب لاستمرت المؤامرة ولراح ضحيتها الآلاف, وربما الملايين, من أبناء الشعب المصري المسالم بطبعه, وها هم المصريون, بقيادة السيسي, يعيدون كتابة تاريخ المنطقة, بل والعالم كله, ويعيدون بناء مصر وتحديثها وتطوير اقتصادها وتعليمها وصحتها, بما يدخلها إلي المستقبل قوة كبري يعمل لها ألف حساب كما كانت طوال تاريخها المجيد من أيام الفراعنة العظام, حتي يومنا هذا. يخوض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معركة شرسة من أجل تعديل دستور بلاده, ليمنح لنفسه سلطات واسعة بعد أن يتحول نظام الحكم إلي رئاسي بدلا من برلماني, ويستخدم في معركته كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة ليحقق حلمه بأن يصبح سلطانا للبلاد, وهو لا يخوض حربه ضد معارضيه الأتراك, وإنما أشعل حربا سياسية ودبلوماسية مع عدة دول أوروبية, هولندا والنمسا والسويد وجارته ألمانيا والتي تضم جالية تركية كبيرة. فقد رفضت هولندا قبل أيام هبوط طائرة وزير الخارجية جاويش أوغلو في أراضيها لأسباب تتعلق بأمنها ونظامها العام, وكان أوغلو في طريقه للمشاركة في لقاء انتخابي مع الجالية التركية بأمستردام, وهو ما أفقد أردوغان وحكومته صوابهم فراحوا يلقون الاتهامات بأن الهولنديين نازيون, وهدد بفرض عقوبات كبيرة علي هولندا, ومنع السفير الهولندي من العودة إلي أنقرة. بهذه الخطوات غير المحسوبة, وهذا الصدام مع الدول الأوروبية فإن حلم تركيا بالانضمام إلي الاتحاد الأوروبي أصبح مهددا بالفشل, أو ربما انتهي إلي الأبد بسبب أحلام وطموحات شخصية لأردوغان, وهذا هو الفرق بين رئيس يعمل لمصلحة نفسه ورئيس يعمل لمصلحة بلاده وشعبه, وتحيا مصر.