بمناسبة افتتاح أول معرض فني للوحات التشكيلية للسيدة جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات غدا الاحد بقاعة مارجو فيون الفنانة السويسرية المرموقة بالجامعة الأمريكية. جاء هذا الحديث الذي تناول شغفها بالفن التشكيلي منذ زواجها من الرئيس السادات الذي كان يشجعها حيث تتلمذت علي يدفنان ايطالي كان يعيش بمصر هي واختها السيدة داليا حرم المرحوم محمود ابو وافيه وتناول الحديث عشقها للطبيعة حيث يحمل معرضها اسم عنوان مناظر طبيعية في القلب وكرسي السادات بجامعة ميريلاند وحياتها بين الولاياتالمتحدة ومصر ورؤيتها لمستقبل السلام في ضوء كتابها املي في السلام والتطورات علي الساحة الفلسطينية كما اثنت في حديثها علي الانشطة الانسانية والدولية المهمة التي تقوم بها السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس مبارك, وابرزت في حديثها حبها لنيل مصر العظيم وللقري المصرية حيث نقلت في بيتها بميريلاند اللوحات الفنية للفنانين التشكيليين المصريين لتشعر دائما بدفء مصر الحبيبة, كما تناول الحديث ايضا قضية مساواة المرأة بالرجل من خلال منظورها الليبرالي وهذا هو نص الحديث الذي اجريته بمنزلها بالجيزة, ذلك المنزل المليء بعبق التاريخ وبذكريات بطل الحرب والسلام. كيف نشأت فكرة معرضك مناظر طبيعية في القلب مشوار في مجال الرسم؟! قصتي مع الرسم بدأت منذ خمسة وخمسين عاما, كان لدي وقت فراغ في بداية زواجي بالرئيس السادات الذي كان مثقلا بالمسئوليات السياسية, فلجأت لاستاذ ايطالي اعطاني دروسا انا واختي رحمها الله.. السيدة داليا حرم المرحوم محمود أبووافيه. وبعد سنة من الدراسة توجهت إلي محل بيع ادوات للرسم, اعتقد ان اسمه كان بوتشيلاتي. وبدأت بتأمل المناظر الطبيعية لأنقلها في لوحاتي وخلال وجودي في الولاياتالمتحدة قمت بتطوير هذه الهواية التي ارتبطت بشبابي وكانت القري المصرية قريبة إلي قلبي واشعر ازاءها بالحنين ونوستالجيا المكان.. الفلاحين.. النيل والمراكب الشراعية والفلوكة.. وبالذات انني بعيدة عن مصر. ولقد لعب الرئيس السادات دورا مهما في تشجيعي علي الرسم, فكان كما قلت مشاغله كثيرة وكان يجب ان اشغل اوقات فراغي بالرسم وكنت اطلعه علي لوحاتي بعد اتمامها فكان يشعر بالسعادة ويستمر في تشجيعها ولقد تفجرت هذه الهواية قبل انجابي لاولادي.. وانا عموما احب الفن والبيانو الموندولين والرسم. ماذا تتناول لوحاتك التي سوف تعرض غدا الاحد بقاعة مارجو فيون بالجامعة الأمريكية؟ تتناول مناظر طبيعية لانني اعشقها وكذلك الالوان وانا بطبعي متفائلة ولوحاتي تعكس هذا التفاؤل. وعندما تتأملين الصور سوف تشعرين بالتفاؤل, ويشمل المعرض موضوعات الريف المصري والنيل ومناظر طبيعية من الولاياتالمتحدة والاماكن التي زرتها.. حيث ألقي محاضرات في جامعات أمريكية اخري غير جامعة ميريلاند. واذهب إلي مكان المحاضرة قبلها بيومين أو بيوم واثناء وجودي في الفندق عندما اري منظرا يعجبني من النافذة ألتقط له صورة وعند عودتي إلي منزلي أبدأ في الرسم, واي شيء يسترعي انتباهي اقوم بتسجيله وتخزينه. هل مارستي فن رسم البورتريه؟ نعم زمان كنت ارسم بورتريهات كما كنت ارسم بالفحم. ماهي المتاحف التي تترددين عليها؟ منذ ان اصبح انور السادات رئيسا للجمهورية كنت اتابع اي معرض لفنان أو فنانة بمصر وفي الولاياتالمتحدة ولدي جارة رسامة وفنانة موهوبة وتأتي إلي بالحامل الايزيل وتبدأ برسم المناظر الطبيعية وانا ايضا.. واسمها فيرجينيا والولاية التي تعيش بها اسمها فيرجينيا ويقع بيتها علي مقربة من بيتي, واطوف بالمعارض المختلفة عبر الولاياتالمتحدة كما انه خلال مشواري مع الرئيس السادات قمت بزيارة متاحف العالم وعلي رأسها اللوفر بفرنسا والمتاحف البريطانية بلندن ومنها التيتtate والناشينيلnational ومتاحف هولندا.. الخ كما زرت البرادو اسبانيا وأنا أحب الرسم وكنت ارسم قططا منذ طفولتي واوجه زميلائي الصغيرات في المدرسة ليقدمن علي الرسم, كما احب الاعمال اليدوية الكانفاه والتطريز ومارست هذه الهواية خلال نشاطي بجمعية تلا التي تبنتها. الست معي أنك متعددة المواهب فأنت باحثة وأكاديمية وكاتبة ورسامة إلي جانب ولعك بتحسين أوضاع المرأة؟ أجابت بتواضع: لست بالدرجة متعددة المواهب. مولودك الأول سيدة من مصر ومولودك الثاني أملي في السلام حققا نسبة كبيرة في مبيعات الكتب فأيهما أقرب إلي قلبك؟ سيدة من مصر سيرة ذاتية وكانت قصة حياتي وأملي في السلام صدر بعد ثلاثين سنة من كامب ديفيد. وماذا عن مدرسة الفن التشكيلي الحديث وارتباطك بأسماء لامعة في عالم الرسم؟ لقد أحببت جاذبية سري واعتماد الطرابلسي وغيرهن وأنظر إلي لوحاتهما بفخر ومنزلي بالجيزة كماترين يضم في رحابه لوحات لفنانين مبدعين مثل حسني البناني ومنير فهمي رحمهما الله وبمنزلي بالولاياتالمتحدة اعيش وسط لوحات رفعت أحمد وحسين سليمان واعشق اللوحات الخاصة بخان الخليلي والقلعة والازقة وشوارع القاهرة والتي تدفئ قلبي وأنا في الغربة. أما عمر النجدي فهو يشكل موهبة كبيرة تأثرت بالمدرسة التأثيرية الفرنسيةimpnenionisme وأعشق الرسام الفرنسي مونيه الذي جعل من مدينة جيفيرني محطة لانظار العالم كما اتذوق المناظر الضبابية. وماذا عن تنقلاتك بين مصر والولاياتالمتحدة وأهمية كرسي الرئيس السادات بجامعة ميريلاند وماذا تعني لك مهنة التدريس؟ مهنة التدريس حياتي كلها وكرسي الرئيس السادات بجامعة ميريلاند له معني كبير في وجداني ويسعدني جدا الزائرون الذين يتحدثون عن شخصية الرئيس السادات والتي اسعدتني محاضرة نيلسون مانديلا عندما تحدث عن مستقبل السلام في المنطقة والعالم ودور السادات ودور مصر الآن حيث تلعب مصر دورا جوهريا في عملية السلام والحقيقة انني لاأعيش في الماضي بل أعيش في الماضي والحاضر وأنظر إلي المستقبل. وماذا عن شعورك ازاء محبة الناس لك؟ هذه نعمة كبيرة من الله ينعمها علي ودائما أشكره عليها وليس هناك أفضل من المحبة. لمست تقديرك لحرم الرئيس مبارك من خلال انجازاتها العديدة ذات البعد الدولي؟ طبعا طبعا.. هذا لاشك فيه والسيدة سوزان مبارك تبذل جهودا ضخمة من أجل المرأة والطفل والسلام والحقيقة أنا معجبة بها جدا. مارأيك في الجدل الدائر حول المرأة القاضية؟ أنا حزينة فلدينا في مصر قاضيات محترمات يتمتعن بثقه كبيرة والسودان لديها قاضيات واليمن لديها قاضيات وكذلك سوريا.. فهل هم متقدمون عنا؟ هل المرأة اليمنية متقدمة علي المرأة المصرية؟ هل الرجل اليمني يقدر المرأة اليمنية أكثر من تقدير الرجل المصري للمرأة المصرية؟ وهناك حراك في العالم العربي من أجل المستقبل واتجاه نحو الأمام ونحو التطور ولايجب أن نعود إلي الوراء بل علينا أن نتقدم والحقيقة أنني شعرت بالحزن العميق وأنا اتابع البرامج. ماهي رؤيتك بالنسبة لعملية السلام خاصة ان هناك مقترحات جديدة علي الساحة وان السيناتور جورج ميتشيل والرئيس أوباما لديهما رؤية واضحة؟ أنا متفائلة بأوباما وميتشيل وقد زار كرسي الرئيس السادات وتحدث عن بكرسي السادات وقال إنني وصلت في يوم واحد إلي الحل بأيرلندا رغم كل مافعلته من جهود مقننة قبل احراز النتيجة وهو دائما متفائل ولديه أمل ويسعي ولايعرف اليأس وهو يستمر في العمل وفي المحاولات وقال: في آخر يوم وصلت للحل! وأضافت أوباما وحده لن يستطيع أن يفعل شيئا نحن أصحاب القضية وإذا لم يتحد الفلسطينيون لن نصل إلي الحل. وأخيرا ماهو مضمون محاضراتك بجامعة ميريلاند؟ نحن نتحدث دائما عن المرأة وعن السلام ولكن المرأة والسلام لاينفصلان عن السياسة ولاتنفصل المرأة عن الوضع في بلادها.