في تصعيد إسرائيلي خطير للأوضاع في الاراضي المحتلة اقتحمت قوات الاحتلال أمس باحة المسجد الاقصي المبارك واطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع واعترفت باستخدام القنابل الصاعقة ضد المصلين الفلسطينيين. مما اسفر عن اصابة50 فلسطينيا علي الاقل بينهم سيدة بجروح واختناقات وبعضهم اصابته خطيرة, كما اصيب الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين جراء القمع الإسرائيلي للمصلين عقب صلاة الجمعة أمس. وقد تصدر الوضع الملتهب في الاقصي اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي عقد أمس في مدينة قرطبة الاسبانية, فيما حذرت الرئاسة الفلسطينية من محاولة إسرائيلية لاشعال حروب دينية في المنطقة. وقد أكد نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية أن ما يحدث الآن في القدس هو رسالة إلي الأمة العربية والشعب الفلسطيني والإدارة الأمريكية بأن هناك حكومة إسرائيلية غير مستعدة للسلام. وقد أدانت الرئاسة الفلسطينية بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصي المبارك بعد صلاة الجمعة وإطلاق الرصاص المطاطي علي المصلين. وكان50 فلسطينيا قد أصيبوا بجروح من بينهم سيدة بالرصاص والاختناق بالغاز المسيل للدموع في مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية عقب صلاة الجمعة بالمسجد الأقصي المبارك. وكانت مصادر طبية فلسطينية قد افادت في وقت سابق بإصابة فلسطيني امس في اشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية اقتحمت ساحات المسجد الاقصي. واقتحمت الشرطة الاسرائيلية ساحات المسجد وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق فلسطينيين قالت إنهم رشقوا الشرطة ومصلين يهود بالحجارة. وقال عاملون فلسطينيون في المجال الطبي إن17 فلسطينيا علي الاقل أصيبوا بالغاز المسيل للدموع والقنابل المطاطية وإن أحدهم أصيب بجروح خطيرة. وصرح متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية بأن نحو12 من شرطة الاحتلال أصيبوا أيضا بجروح طفيفة في الاشتباكات. وقال عدنان الحسيني محافظ القدس ان قوات كبيرة من شرطة الاحتلال اقتحمت ساحات المسجد الاقصي بعد صلاة الجمعة امس وانها تحاصر عددا من المصلين داخل المسجد الاقصي. وقال الحسيني لرويترز عبر الهاتف لا نعلم كم عدد المصلين المحاصرين داخل المسجد الشرطة الاسرائيلية تسيطر علي الساحات الخارجية وهناك عدد من المصابين بالرصاص المطاطي. واضاف يبدو ان هناك نية مبيتة لدي قوات الشرطة لاقتحام المسجد الاقصي وهي تتحمل مسئولية تداعيات ما يجري. و اعترفت اسرائيل بأنها استخدمت اليوم القنابل الصاعقة ضد الشباب الفلسطيني المدافع عن الحرم القدسي, وذلك في تصعيد خطير للعدوان علي المقدسات الاسلامية. وذكرت صحيفة' جيروزاليم بوست' الاسرائيلية علي موقعها الالكتروني الليلة نقلا عن مصادر امنية أن الشرطة استخدمت القنابل الصاعقة التي تسبب حالة من الصدمة لاستعادة الهدوء والسكينة في محيط المسجد الاقصي وقبة الصخرة. وتذرعت الشرطة الاسرائيلية باستخدام هذا السلاح بأنها كانت تسعي لتفريق حشد من الشباب الفلسطيني الذي قام برشق الحجارة من داخل المسجد مما ادي لاصابة خمسة من عناصر الشرطة بجراح طفيفة. ودانت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الاسرائيلي في المسجد الاقصي معتبرة انه يهدف الي افشال مهمة المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان التصعيد الاسرائيلي في الاقصي والقدسالشرقية والاماكن الدينية وعموم الاراضي الفلسطينية هدفه تدمير افاق عملية السلام. واعتبر ابوردينة ان السياسة الاسرائيلية' تهدف ايضا الي اشعال حروب دينية في المنطقة. وأشارالبيان الي ان الرئيس محمود عباس يتابع شخصيا مجريات وتطورات الأحداث في المسجد الأقصي المبارك, ويجري اتصالاته لوضع حد لهذه الاستفزازات. وطالبت الرئاسة الإدارة الأمريكية بوقف هذه المغامرة وأنها قد تشعل حربا دينية في المنطقة. وحثت الرئاسة المجتمع الدولي' علي تحمل مسئولياته في وقف التهور الإسرائيلي, الذي قد تكون له تداعيات خطيرة لا تعرف عقباها, ليس فقط علي منطقة الشرق الأوسط, وإنما علي السلم والأمن العالميين. وأصيب قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مظاهرة سلمية نظمت في محيط الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة احتجاجا علي ضمه لقائمة التراث اليهودي. يأتي ذلك في الوقت الذي تصدر الوضع في الشرق الأوسط ومنطقة البلقان جدول أعمال الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي امس في مدينة قرطبة الإسبانية. وذكر وزير الخارجية الأسباني ميجيل موراتينوس- الذي تتولي بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- أن أوروبا تريد مضاعفة مساهمتها في الجهود التي تبذلها الحكومة الأمريكيةالجديدة تجاه الشرق الأوسط, مشيرا إلي ضرورة استئناف الحوار سواء بين الإسرائيليين والفلسطينيين أو بين السوريين والإسرائيليين. وقد ادانت عدة عواصم عربية وغربية الاعتداءات الاسرائيلية ضد المقدسات داعية الي تحرك عاجل لإنقاذ المسجد الأقصي.