غريبة جدا تلك اللحظات اسلاحرة, تلك اللحظات التي تسيطر علي كيان الممثل, تجعل منه إنسانا آخر يسعي إليها طوال مشواره الفني.. وعندما يعيش تلك اللحظات.. فكأنه يرتوي بإكسير الحياة!! أن يتسلم أوسكار عن دور في فيلم.. استقبال الجمهور لممثل ناجح.. تصفيق الجمهور عند انتهاء عرض وإسدال الستار.. رائحة النجاح التي يعشقها ويعيش من أجلها كل ممثل.. السيطرة علي دور عنيد ظل ينتظره طوال حياته ونجح به وسجل نجاحه علي شريط سينمائي.. الأضواء اللاهثة التي تجري خلفه في كل مكان.. الأخبار التي تملأ الأبواب الفتنة في الجرائد والمجلات.. تولد نجاحه الفني خطابات الإعجاب التي يحملها البريد!! رنين التليفون الذي لا ينقطع.. حفلات العرض الأولي للأفلام.. رائحة الورد والمعجبين والمهنئين.. عيون الجمهور التي تشع سعادة وصبا بنجمها الذي تراه!! كلها لحظات السحر التي من أجلها يعيش الممثل.. يعيش... الفنان!! ويبقي طوال حياته في انتظار تلك اللحظة الساحرة.. أكثر من25 عاما.. وعندما جاءت اللحظة وتسلمت الأوسكار.. مثلا.. سكت الكلام نسيت اللحظة.. أعدتها مع الخطبة التي ستقولها بعد هذه السنين لتلك المناسبة.. ولم تبق إلا الدموع.. تعبر عن سحر تلك اللحظات الساحرة.. يصنع الممثل المعجزات.. يتغلب علي كل أمراضه.. ويواصل.. يتغلب علي عجز السنين.. ويواصل.. ويتغلب علي عجز السنين.. ويواصل.. وعجز السنين يزيد.. ويواصل عليه يتغلب علي عجز السنين.. ويواصل.. يقف أمام كل التحديات ويواصل.. عندما يصل إلي تلك اللحظة الساحرة.. يرتوي ويواصل!! وعندما يفقد الممثل تلك اللحظات الساحرة.. يفقد كل شيء.. يختفي أو يتوقف.. وتنساه الحياة!! وقد يصل الأمر بالفنان إلي أن يفضل الرحيل عن الدنيا.. عندما يستشعر أن اللحظات الساحرة في طريقها إلي الزوال.. يفضل أن يبتعد عن منطقة السحر هذه وهو في عز توهجه.. يعتزل محتفظا بحلاوة ما عاشه مع تلك اللحظات.. غير مستعد أن يراها من بعيد ولا يعيش بداخلها مستمتعا بسحرها العجيب!! شارلي شابلن!! غريبة تلك اللحظات الساحرة.. التي من أجلها يعيش الفنان.. ومن أجلها تنتهي حياته الفنية!!