الدكتور طارق شوقي له فكره وقارئ ومتوغل في كثير من مشاكل التعليم المصري ولم يكن جديدا علي التعليم بشكل عام ولا علي وزارة التربية والتعليم وان مكتب الوزير دخله عشرات المرات لأنه مشارك في رسم العديد من السياسات التعليمية. ولكن هناك بعض المشاكل الإدارية والفكر العقيم الذي يصطدم معه الفكر الحديث المتفتح في الإدارة واتخاذ القرار الذي يتمتع به الوزير الجديد ابن الجامعة الأمريكية وانه سيواجه العديد من العقبات التي ستؤخر تحركه نحو الانجاز في ظل تسرع المواطنين بوجود حراك ملموس علي ارض الواقع. أولا: التخلص من الفكر العقيم بالوزارة والقضاء علي الإمبراطوريات والشللية داخل الديوان العام خاصة من يدعون فهمهم لكل شيء وإنهم حلالو المشاكل وان ذلك سيؤدي الي التفافهم حوله مثل الثعابين ويسقطونه في العديد من المشاكل الفرعية وأطالبه ان كل مسئول في تخصصه لا يتدخل فيما لا يعنيه ومحاولة تسفيه أعمال زملائهم. أيها الوزير اذا أردت ان تنجح فعليك بإعادة هيكلة الديوان العام بالكامل بدون رحمة ولا شفقة واستبدل به الكفاءات فالبلاد محتاجة إلي حراك علي جميع الأصعدة حتي تخرج من غرفة الإنعاش فالتعليم سيادة الوزير يحتاج الي جراح ماهر في الأورام السرطانية يستطيع الاستئصال بدقة وبعلم حتي لا يموت المريض او يعود المرض مرة أخري ويعود المريض للغرفة مرة ثانية ونبدأ من نقطة الصفر ولذا أنت في أمس الحاجة قبل التفكير في التطوير ان تقوم بإزاحة العقبات حتي تسير العربة في طريقها الممهد لتصل سريعا الي محطة الوصول ويحس المواطن بانجازات حقيقية سريعة. لا ترضخ لإمبراطوريات المناهج والمسئولين عنها والمستفيدين من وضعها لصالح الكتب الخارجية وهم أول من تضعهم تحت عينك إذا أردت فعلا إصلاح المنظومة لان وجودهم معناه استمرار كامل للدروس الخصوصية ومراكزها فلابد من إعادة النظر في الشخصيات المسئولة عن المناهج داخل القصر والمسئولين عن تسريب المناهج للكتب الخارجية قبل وصولها لمطابع الوزارة ومسئولة عن تأخير طباعة الكتاب المدرسي لصالح الكتب الخارجية وأيضا حل إمبراطوريات قطاع الكتب والقضاء علي فساد القطاع لأنها من اكبر وأثقل الهموم التي تواجه اي وزير وتعرقله. معالي الوزير أحب ان أقول لك من خبرتي30 عاما تطوير التعليم أسهل مليون مرة من مواجهة الفساد بالتعليم واجه الفساد واضرب بيد من حديد وحل وفكك العصابات حتي تستطيع ان تعمل في هدوء وبإتقان وتتخلص من صداع لن يجعلك تفكر نهائيا ويستمرون في تنفيذ أجنداتهم من خلالك بقصة ان الوزير قد وافق في نفس الوقت لا تأخذ اي وشاية ضد احد دون دراسة حتي لا تظلم ولو سقطت في دائرة الظلم فشلت قبل ان تبدأ. من العقبات التي ستواجهك وتحتاج الي عقلانية وفكر متطور في التعامل معه ملف التعليم الخاص والدولي والذي يجب ان يكون له استراتيجية واضحة وفكر واضح وتشكيل لجنة عليا يشارك فيها اصحاب المدارس لوضع تصور للتعليم الخاص يتم وضعه كمادة او باب في تعديلات قانون التعليم لان التعليم الخاص ياسيادة الوزير يدار بقرار وزاري كل وزير يعدل ويغير فيه حسب اتجاهاته او فكره وخلفيته عن التعليم الخاص مما يجعل تلك المدارس تعمل كل بطريقته والضحية ولي الأمر والتلميذ وان ما يطبق علي التعليم الخاص يطبق علي مدارس المعاهد القومية و30 يونيو حتي ترفع عن كاهل ولي الأمر الذي يتعامل مع مدرسة ما ويعرف حقوقه وواجباته وتحل مشكلة الصدام الدائم بين الأسرة وصاحب المدرسة وهذا بداية النصائح التي سأقدمها لكم حبا لهذا الوطن وحتي لا تصطدم بعراقيل, واحب ان اقول وانت تعرف ما اقوله من سبب فشل الوزراء السابقين اغراق الوزير في المشاكل الادارية والمالية علي حساب العملية التعليمية.