طرحت الكاتبة هناء نور مجموعتها القصصية التي حملت عنوان شئ من القهوة وهي عبارة عن14 قصة خطتها علي مدي أكثر من عامين في ثالث تجاربها الإبداعية بعد أوهام شرقية والله وأنا. عشق هناء للسينما هو ما دفعها للكتابة ووقعت في غرامها من أفلام المخرج شريف عرفة, فبعد حصولها علي بكالوريوس نظم معلومات إدارية تقدمت للالتحاق بمعهد السينما لتحقيق حلمها بأن تصبح كاتبة سيناريو وكانت الصدمة التي تلقتها بأنها تجاوزت السن المسموح بها. لم تيأس هناء وظلت وراء حلمها خاصة أن أعظم كاتبي السيناريو في مصر أمثال أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ومجدي صابر لم يكونوا خريجي المعهد ورفضت التعلم من خلال ورش الكتابة لأنها تعتقد بأنه هدف للاستغلال المادي دون تقديم أي إضافة لها وقررت تعليم نفسها بنفسها لفترة تجاوزت العشر سنوات معتبرة نفسها طالبة في علم السينما من خلال قراءة المعاجم الخاصة بالمصطلحات السينمائية وأشكال كتابة السيناريو المختلفة فضلا عن القراءات النقدية في مجال الفن السابع حتي أتفتن فن كتابة السيناريو بشكل لاقي إعجاب أساتذة معهد السينما, فالرواية فن سردي بحث وأجمل ما فيه هو كيفية تحويله لصورة جمالية تقدم تفاصيل هذه الشخوص ومواقفها وهو أعظم ما في فن السينما. لم تختف العقبات من أمام هناء وظنت أنها بعد تحقيق أول خطوة في الحلم أن كل الأبواب مفتوحة أمامها ولكنها وجدت نفسها أمام معضلة في تحويل ما تكتبه إلي مشاهد سينمائية يراها الجمهور علي الشاشة الكبيرة بدور العرض السنيمائي فهي تحتاج إلي منتج يقتنع بما تخطه كي يقدم علي خطوة الإنتاج للعمل هو ما يواجهه أغلب كتاب السيناريو للأفلام الروائية القصيرة أو الطويلة هو عدم وجود منتج يتحمس لأعمالهم. قدمت هناء باكورة إنتاجها في السيناريو من خلال معالجة سينمائية لقصة وردة أصبهان للأديبة سلوي بكر وهو ما شجع هناء لعرضها علي المركز لقومي للسينما ليضعها في خطته لتحويلها إلي فيلم روائي. لم تتوقف هناء في منتصف الطريق فحبها الشديد للكتابة هو ما جعلها تستمر فيما تراه متنفسا لما بداخلها ووجدت في القصص القصيرة ضالتها التي تبحث عنها فهي تراها فنا يقترب من شكل كتابة السيناريو. الكتابة حالة هكذا تري هناء فيما تكتب فالمعالجة للقصص الروائية في شكل سيناريو هو أشبه بالقصة القصيرة التي بمثابة طاقة لتفريغ لما يعتصر بعقلها من أفكار تنفثها في الورق. اكتب لنفسي هي إحدي القصص بداخل المجموعة القصصية والتي تعبر فيها هناء عن مشكلات الكاتب من أول لحظة ورود الخاطرة بداخله وحتي خروج عمله إلي النور, فالكاتب دائما ما يبحث عن القارئ الذي هو بالنسبة له المكسب الذي يجعل ما تكتبه حيا ومتداولا بين القراء. 30 قصة كتبتها هناء علي مدي الأعوام الماضية اختارت منها14 لتكون في مجموعتها القصصية شيء من القهوة والتي تراها القهوة- خير رفيق للإنسان في جميع لحظات حياته المتباينة أثناء الكتابة والتفكير والألم والحزن والصمت. قارئ المجموعة القصصية يجد ارتباطا قويا في شخوص قصصها وهي العزلة التي فرضها أبطال القصص علي أنفسهم وهو ما ردت عليه هناء بأن شخصياتها حالمة تفكر في حياة أفضل وعندما تصطدم بالواقع الأليم تعرف الانخراط فيها وتلجأ للانعزال والانغلاق عن الآخرين. تتمسك هناء بالأمل في أن ما تخطه سيري النور يوما في عمل سينمائي أو درامي خاصة أن مجال كتابة السيناريو حققت فيه النون النسوة نجاحا ملحوظا أمثال مريم نعوم وهالة الزغندي وهو ما يجعلها تقول بداخلها ولم لا؟ فقد يأتي أحد يؤمن بما أكتب ويضحي ما تكبته علي شاشة السينما.