لايزال سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم الحالي وأحد قادة الحزب الوطني المنحل, مصرا علي تجاوز الخطوط الحمراء والاستمرار في سياسة إبرام الصفقات دون النظر لعدم شرعية بقائه. وكتبت الساعات الأخيرة محاولات مضنية يبذلها زاهر لإحياء ملف بيع حقوق البث الفضائي لمباريات الدوري الممتاز اعتبارا من الموسم المقبل عبر الاحتكار لجهة بعينها, سواء تعتمد علي التشفير أو البث المفتوح بحثا عن صفقة العمر التي يسعي إليها منذ توليه مهام منصبه عام2005, واستغلال الفترة الانتقالية الصعبة التي تمر بها البلاد ومحاولات الحكومة برئاسة الدكتور عصام شرف تلبية مطالب المواطنين أو الجهات القائمة, خاصة التي لم تكن تلقي قبولا في عهد النظام السابق الذي ينتمي له زاهر. وتشير آخر مستجدات ملف البث الفضائي وتحركات زاهر السرية والمعلنة إلي إعادته فتح باب التشفير وإبرام صفقة العمر التي يحلم بها منذ أن وطأت قدماه الجبلاية من خلال بيع الحقوق لشبكة واحدة. وبدأت التحركات مع قدوم الدكتور سامي الشريف, رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لتولي المنصب الكبير بصلاحيات وزير إعلام واتجاهه لتحرير الإعلام الحكومي, وهي اللعبة التي بدأ يعتمد عليها زاهر وكانت أول محاورها تأييده لقرار الشريف بتحديد3000 دولار سعرا لإشارة البث الممنوحة لأي قناة لبث أي مباراة من مباريات الدوري الممتاز بدلا من الوضع السابق, وهو منح الشارة للقنوات مجانا, وهي خطوة يعتمد عليها الشريف لإضافة موارد وإيرادات مالية للاتحاد من جهة وخطوة أخري يعتبرها زاهر أهم عقبات التشفير في وقت سابق, وهو تحديد سعر مقبول للشارة في متناول إمكانات الطرف الآخر الذي يرغب في الحصول علي حقوق بث المباريات فضائيا منفردا في المواسم المقبلة. وتلاحقت الأحداث بعد فرض واقع سعر الشارة وتمثل في حشد زاهر للأندية من أجل إعادة فتح ملف طرح حقوق بث مباريات الدوري الممتاز فضائيا للمزايدة ولأعلي سعر مع نهاية الموسم الحالي, والمثير أنه أقنع سامي الشريف بأن يكون التليفزيون هو الآخر طرفا في مزايدة الشراء الفضائي, بداعي أنه سيكون مستفيدا في كل الأصعدة.. سواء حاز علي حقوق البث الفضائي منفردا من عدمه في ظل نقله للمباريات علي قنواته الأرضية من جهة, وحصوله علي ثمن إشارة البث لأي قناة فضائية تنال الحقوق بخلاف اتحاد الإذاعة والتليفزيون مستقبلا من جهة أخري. وبعيدا عن الكواليس, بدأ زاهر في جس نبض الجزيرة الرياضية القطرية لتكون المشتري القادم لحقوق البث الفضائي, خاصة أنها الكيان الإعلامي الوحيد القادر علي تمويل الصفقة والفوز بها وفقا للأرقام المطروحة إلي جانب رغبة الشبكة نفسها في الوصول إلي المشاهد المصري, حيث أكبر سوق مرئية في عالم الإعلام العربي. وبالتوازي مع الاتصالات السرية عاود زاهر الاعتماد علي لعبته المفضلة وهي إلقاء بالونة اختبار للرأي العام لمعرفة الاتجاه العام تجاه الصفقة من خلال تسريب شائعة تفيد رغبة الجزيرة الرياضية في الحصول علي الحقوق ليسارع هو علي الفور لنفي وجود عرض رسمي بهذا الشأن, وأن الأمر لا يتجاوز رغبة في بث مباريات الموسم الحالي وانتظار الشبكة إجابة ماسبيرو حول شروطه المتعلقة بالشارة وتكاليفها. والمثير أن تلك التحركات كانت تتم في هدوء وثقة من جانب رئيس الاتحاد في إمكانية تحقيق الحلم الأكبر لديه, مستفيدا من غياب قبضة الدولة, وهناك حقيقة أخري لا تقبل الشك وهي انفراد زاهر بملف البث الفضائي دون باقي أعضاء المجلس بمن فيهم المهندس هاني أبوريدة نائب الرئيس, الذي لم يظهر سوي مرة واحدة فقط خلال فترة عزل زاهر بحكم قضائي ورئاسة الجبلاية لفترة مؤقتة وخلالها عقد اجتماعا للجنة السباعية لإنهاء أزمة نسبة زيادة العائد قبل بداية موسم2011/2010. ويعتبر زاهر الملف شديد الخصوصية ويرفض اقتراب أحد منه ويستعدي الأندية ضد أي عضو يحاول التدخل في الأمر وله وقائع شهيرة مع مجدي عبدالغني وأيمن يونس في هذا الشأن من قبل. ويهمل سمير زاهر حقيقة قانونية مهمة, وكذلك الأندية المتحالفة معه تحت مسمي اللجنة السباعية تتمثل في عدم شرعية إبرامهم عقدا للبث الفضائي سوي عن موسم2012/2011 فقط, في ظل انتهاء ولاية زاهر ومجلسه في أكتوبر2012 ولا يتيح له القانون إبرام عقود تتجاوز فترة ولايته إلا تحت إشراف الجهة الإدارية ممثلة في المجلس القومي للرياضة. وهناك عنصر آخر لم يؤخذ في الاعتبار, وهو قرار الاتحاد الدولي فيفا باعتبار موسم2013/2012 هو أول مواسم دوري المحترفين بعد تنفيذ الأندية لشروط المشاركة به وهو يفرض رفع سمير زاهر يده تماما عن إدارة ملف البث الفضائي لأكثر من بيع حقوق الموسم المقبل2012/2011 فقط, علي أن تتولي الجهة الإدارية مع رابطة الأندية المحترفة عند تأسيس الاتفاق مع الدولة, ممثلة في اتحاد الإذاعة والتليفزيون شروط البث الفضائي وحسم الملف الأصعب فيها وهو سعر الشارة لأي قناة ترغب في نقل المباريات.. هذا بالإضافة إلي عدم تعديل قانون الإعلام الذي يمنح للدولة حق امتلاك السلطة وهي شارة البث, وأتاح للدولة تحقيق أحد أهم مطالب الشعب المحدودة في العهد السابق, وهو عدم السماح بتنفيذ المباريات أو انفراد جهة بعينها.. وهو حق الآن يجب أن يدر رقما ماليا ضخما لوزارة الإعلام والدولة بشكل عام عند بيع حقوق البث. وعلاقة سمير زاهر بالتشفير أو البيع بجهة احتكار واحدة بدأت رسميا عام2008 وتحديدا خلال وجوده في غانا أثناء مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس الامم الافريقية هناك. ووقتها تمت أول جولة مفاوضات لتشفير مباريات الدوري الممتاز وجمعت سمير زاهر بمسئولي شبكة راديو وتليفزيون العربART قبل حل باقة القنوات الرياضية لديها.. وفي تلك الجولة توصل زاهر لحلول مع ادارة الART حول ملف التشفير ويقضي بحصول الشبكة السعودية علي حقوق البث الفضائي فقط مع ترك البث الارضي للتليفزيون المصري وقنواته الارضية.. وكان سعر البيع المتفق عليه مبدئيا هو بيع الحقوق مقابل200 مليون جنيه لمدة4 مواسم بمعدل50 مليون جنيه في الموسم الواحد اعتبارا من موسم2010/2009 وعقب نهاية العقد المبرم مع الفضائيات المصرية وينتهي بنهاية موسم2009/2008 ولم يمر أكثر من8 أشهر علي و الاتفاق حتي قررتART التراجع عن الصفقة بعد تطورات مثيرة شهدتها عملية البث بدأت بحجب اتحاد الاذاعة والتليفزيون شارة البث الخاصة بمباريات الاهلي علي قناته الفضائية الخاصة والتي كانت تديرهاART بعد ان قرر حسن حمدي رئيس النادي الأهلي الانشقاق عن العقد المبرم بين القنوات والجبلاية والانفراد بإذاعة مبارياته علي ملعبه حصريا علي قناته. وكانت تلك الواقعة هي أول صفحة لملف التشفير المرفوض من جانب الدولة وعلي أثره تراجعتART عن عقدها مع اتحاد الكرة بعد قراءة المشهد سياسيا إلي جانب مرورها بأزمة مالية بدأت في أواخر عام2008 وأسفرت عن بيع باقة القنوات الرياضية لديها. .. ولم يهدأ سمير زاهر بعد فشل أولي صفقات التشفير.. واتجه إلي ساسية اخري لايزال يقدم عليها وهي استقطاب الاندية عبر اللجنة السباعية للتحالف مع اتحاد الكرة في بيع الدوري فضائيا.. وكتب صيف عام2009 ثانية صفقات زاهر وهي محاولة تمرير بيع الحقوق لشركة تسويق انجليزية مقابل300 مليون جنيه ل4 مواسم وبزيادة100 مليون جنيه عما كان مفترضافي تعاقده معART. وظهرت الشركة الانجليزية في المحادثات الرسمية وأيدت ما عرضه زاهر لكنها كشفت عن وجه التشفير الفضائي مع منح التليفزيون الحكومي حقوق البث الرضي فقط.. وحاول زاهر طوال شهرين قبل بداية موسم2010/2009 وبعد جولة من انطلاقه تمرير الصفقة ولكنها تعثرت بعد قيام اتحاد الاذاعة والتليفزيون بمواجهة تحالف زاهر والاندية يتقدمها الاهلي والزمالك بسلاح امتلاكه شارة البث وحدد ثمنا لها قدره100 ألف دولار في المباراة الواحدة أو الحصول علي50% من القيمة الاجمالية لصفقة التشفير من أجل تمرير الصفقة وهو ما قضي علي فرص زاهر في تمرير بيع الحقوق إلي الشركة الانجليزية التي تراجعت فيما بعد عقب مشاهدتها الارقام المتداولة.. وكان معروفا أن الشركة تنوي بيع الحقوق بعد الحصول عليها إلي شبكة الجزيزة الرياضية القطرية والتي لم تدخل السباق بصورة مباشرة في تلك الحقبة. ويعد سعر بيع مباريات الدوري الممتاز لاي قناة فضائية قضية تحتاج إلي القاء الضوء عليها واستدعاء القائمين علي ادارة صفقتها وفي مقدمتهم سمير زاهر بسبب التضاعف الرهيب في السعر المباع من موسم إلي آخر. فالبداية عندما تقرر طرح مباريات الدوري الممتاز للبيع الفضائي تم في صيف عام2006 وبعد عام واحد من تولي سمير زاهر رئاسة اتحاد الكرة.. ووقتها تم ابرام عقد أو وثيقة حددت بيع حقوق البث الفضائي للمباريات مقابل3 ملابين جنيه للقناة الواحدة اعتبارا من موسم2007/2006 ولمدة3 مواسم علي أن يزيد السعر مع بدء الموسم التالي بنسبه10% وبيعت الحقوق في أول موسم لثلاث قنوات هي دريم وأوربيت وART سبورت وكان الاجمالي9 ملابين جنيه في نهاية الموسم الاول. وفي الموسمين الثاني والثالث انضمت قنوات أخري لسباق بث المباريات منها مودرن سبورت والحياة ودريم سبورت قبل غلقها.. وتحولت إلي سلعة مطلوبة لأعلي سعر. وعندما انتهي العقد الاول2009/2006 وفشل سيناريو التشفير باع سمير زاهر الموسم ب8 ملايين جنيه للقناة الواحدة في موسم2010/2009 بزيادة4,4 مليون جنيه عن آخر سعر باع به لأي قناة وكان3,6 مليون جنيه وهو فارق رهيب مشيرا إلي وجود اهمال اداري لكيفية استغلال السلعة أهدر معه ارقاما مالية ضخمة لو لم يقرر سمير زاهر ابرام عقدا ل3 مواسم كاملة عندما فتح ملف البث الفضائي والمثيران العقد ساري المفعول حاليا الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي نص علي زيادة عائد نقل المباريات إلي9,2 مليون جنيه للقناة في2011/2010 وبزيادة15% عن سعر الموسم الماضي وليس10% كما فعل زاهر في عقد ل3 مواسم الشهير. والمثير أن زيادة السعر بنسبة تصل ل120% خلال العقدين لم يحدث انكماش في عدد القنوات الناقلة للمباريات.. حتي بعد غلق أوربيت الرياضية وART سبورت وكلاهما لم يعد موجودا علي الساحة. وتنقل المباريات من خلال6 قنوات هي دريم ومودرن سبورت ومودرن كورة والحياة والاهلي ونايل سبورت وانضمت اليها قناة زووم سبورت اعتبارا من الدور الثاني لهذا الموسم. والحقيقة هي عدم اجراء مزايدات سواء في صيف عام2006 أو خلال صيف2009 عندما طرحت مباريات الدوري الممتاز للبيع الفضائي.