في أول جولة للدكتور زاهي حواس بعد تعيينه وزيرا للدولة لشئون الآثار حيث كان المتحف تابعا لوزارة الثقافة قبل فصل الآثار عنها, أكد حواس ضرورة الانتهاء من كل أعمال تأمين متحف الحضارة المصرية بالفسطاط. والتنسيق مع الشرطة لتكون مستعدة لعملية استقبال آثار المتحف وتخزينها بداخلها لحين الانتهاء من أعمال الإنشاءات الأخري. جاء ذلك خلال تفقده أمس, للأعمال الجارية بمشروع متحف الحضارة المصرية بالفسطاط بالقاهرة في إطار المرحلتين الأولي والثانية من المشروع, التي من المقرر الانتهاء منها خلال شهر يونيو المقبل, كما تفقد معامل الترميم والمخازن الخاصة بالمتحف. وطالب حواس المهندس المسئول عن المشروع بضرورة الانتهاء من أعمال بناء المسرح الملحق بالمتحف خلال هذه المرحلة لاستغلاله في نشاطات الوزارة وغيرها من الوزارات والمؤسسات العلمية والثقافية المختلفة. معربا عن أمله في وضع دراسة لإنشاء مركز للبردي داخل المتحف تنقل إليه كل البرديات الأثرية من كل المتاحف ليتم ترميمها وتوثيقها ودراستها ونشرها نشرا علميا وعرضها في نظام عرض متكامل. وأكد خلال لقائه بالعاملين بالمتحف ضرورة مخاطبة اليونسكو وهي جهة الإشراف علي مشروع بناء المتحف للبدء فورا في إعداد برامج للتدريب داخليا وخارجيا لكل العاملين والأثريين والمرممين والإداريين بالمتحف, مشيرا إلي ضرورة إعداد الدراسات اللازمة لتحويل المتحف القومي للحضارة المصرية إلي مؤسسة ذات هيكل إداري ومالي مستقل مثله مثل مكتبة الإسكندرية وكذلك أكد ضرورة وجود كادر خاص لكل العاملين بالمتحف. ومن جانبه أوضح حسين عبد البصير مدير المتحف أن مساحة المتحف القومي للحضارة تبلغ33 فدانا وتتكون من مبني مستقل للمتحف ومركز للخدمات التعليمية ومركز تجاري وصالة للاحتفالات وسينما بها332 مقعدا ومسرح وقاعة للمحاضرات هذا بالإضافة إلي مخازن أثرية ومعامل لترميم ومعامل للصيانة والورش. وقال سيكون متحف الحضارة المصرية الجاري إنشاؤه حاليا في الفسطاط, واحدا من أعظم متاحف الحضارة في العالم, لأنه متحف يروي فصول حضارة عريقة صنعت التاريخ وأضاف حسين عبد البصير أن المتحف سيضم كل مظاهر الثراء والتنوع الذي تمتعت به الحضارة المصرية خلال الأزمنة المختلفة, بدءا من عصر ما قبل التاريخ حتي وقتنا الحاضر, وسيضم بين جنباته آثارا نادرة, من خلال أسلوب منهجي تم تقييمه بحيث يبرز المتحف جوانب التراث المصري, وتأثير الحضارة المصرية علي الحضارات الأخري, فيما يتجاوز المتحف الغرض التقليدي من مجرد قاعات تضم الكنوز والآثار ليشاهدها زوار مصر وغيرهم إلي شكل يمثل نوعا جديدا من المتاحف لم تألفه مصر ولا الشرق الأوسط بأسره, باحتوائه علي مكتبة وأكبر معامل للترميم ومنطقة ترفيهية, ما يجعل منه متحفا ومؤسسة ثقافية متكاملة يستمتع به سكان الزوار وضيوف مصر. وحسب السيناريو فإن المتحف سيحوي ثمانية معارض متخصصة, مكونة من معرض شامل عن الحضارة المصرية, يقع في قلب المتحف, بجانب معرض للمومياوات الملكية, وستة معارض أخري بعناوين فجر الحضارة, النيل, الثقافة المادية, الكتابة والعلوم, الدولة والمجتمع, العقائد والفكر, كما يحرص القائمون علي المشروع أن تكون مقتنياته في إطار متسلسل تاريخيا خلال ثماني فترات أساسية, هي: ما قبل التاريخ, العصر العتيق, العصر الفرعوني, العصر اليوناني الروماني, العصر القبطي, العصر الإسلامي, العصر الحديث, ثم المعاصر. ويضم معرض المومياوات الملكية مومياوات أشهر ملوك مصر الفرعونية, مثل: رمسيس الثاني, وتحتمس الثالث, وأمنحوتب الثالث, وسيتي الأول, بالإضافة إلي الكثير من الأمراء والوزراء والحرفيين في العهود الفرعونية. كما يحتوي علي مجموعات حلي المتحف المصري في ميدان التحرير, التي تعبر عن تكنولوجيا الصناعات الدقيقة في مصر منذ أكثر من3 آلاف عام. ومن أبرز سمات المجموعات الأثرية التي سيتم عرضها, الآثار النادرة لفترة ما قبل التاريخ, وهي عبارة عن أفضل القطع الأثرية في مجموعة زكي سعد, التي جمعها مما يقرب من ألف مقبرة أثرية, تم اكتشافها في ما بين عام1940 إلي عام1950, بجانب مجموعة منشأة أبي عمر, التي تضم قطعا أثرية عثر عليها في مقابر الطبقة الأرستقراطية.