لم يكن أشد المتفائلين بحظوظ منتخبنا أو حتي المقتنعين تماما بقدرات كوبر ورفاقه ينتظرون أن يتجاوز الفراعنة منافسات الدور الأول أو علي الأكثر ربع النهائي لأمم إفريقيا, وقبل أن تبدأ البطولة شهد الشارع المصريحالة من التشاؤم والترقب الشديد المصحوب بخوف من فضيحة قد تعكر المسيرة الناجحة علي طريق مونديال روسيا كل هؤلاء نسوا أن المصري الأصيل تظهر قوته عند شدته وينصهر في بوتقة وطنيته كي يخرج من محنته, ومحن منتخبنا في مهمته الأخيرة الشاقة كانت كثيرة ومتشعبة لكنه تعامل معها بمنطقية وواقعية وحب فتخلص منها جميعا وحقق ما لم يكن يحلم به أحد. ظاهرتان مهترئتان أغضبتاني بشدة لأنهما لا تعبران مطلقا عن مفهوم كروي صحيح أو تقدير دقيق لظروف المنتخب, وهما بركات الشيخ كوبر وعفاريت عصام الحضري. يا أساتذة بركات الشيخ كوبر هي واقعيته وعدم السماح للضغوط الإعلامية والجماهيرية بفرض أسماء بعينها عليه, أما عفاريت الحضري فهي اجتهاده وتعبه وشقاه وعشقه للعبة وحب زملائه له وشعورهم جميعا بالانتماء لمصر وعطائهم الرجولي من أجل أن يفرح شعبها. المنتخب لم يفز باللقب لكنه جمع شعب مصر كله علي قلب رجل واحد بعد أن فشلنا في ذلك طويلا, والفضل يرجع لهؤلاء الأبطال الذين أثبتوا مرة جديدة أن كرة القدم في مصر حالة مجتمعية متفردة بعيدا عن بركات الشيخ كوبر أو عفاريت عمو عصام!.