أهالينا قالوا من زمان عند الامتحان يكرم المرء أو يهان, وسيكون امتحان اليوم بين مصر والكاميرون صعبا للغاية بالنسبة للطرفين. فالترشيحات التي سبقت البطولة استبعدت أن يلعب المنتخبان أي دور مهم في الأحداث, فأوضاع الكرة المصرية إداريا وفنيا لم تكن تبشر بالخير والتوقعات أكدت أن الخروج المبكر هو مصيرها الحتمي, والأمر ذاته بالنسبة للكاميرون بعدما رفض8 من نجومها الكبار المشاركة وفضلوا البقاء في أوروبا علي حساب هذه المهمة الوطنية.. لكن, ماذا حدث؟ جاء الرد المصري بطريقة دراماتيكية علي طريقة أفلام الفنان الراحل المضحك المبكي, أستاذ الكوميديا والتراجيديا نجيب الريحاني بعد ما بكي اللاعبون في الملعب من شدة الإرهاق وبكي المصريون معهم من شدة الفرحة بوصولهم للنهائي, وتمثل الرد الكاميروني في تألق لافت للبدلاء الذين أثبتوا بالفعل أنهم أكثر وطنية من الذين خلعوا من الموقعة. المنتخبان سيتشبثان حتما بالفرصة التي وصلت إليهما بعد عناء كبير, فهما صارا في الواقع مثل ذلك المتسابق الذي يشارك في البرنامج الشهير كيف تصبح مليونيرا, فهو يدخل المسابقة وهو شبه متأكد أنه لن ينجح لكنه يدخلها ويبدأ من الصفر. وفجأة تتصاعد أحلامه كلما رد علي سؤال بإجابة صحيحة, وعندما يجد نفسه علي بعد خطوة واحدة من المليون يبذل كل ما في وسعه كي لا ينقلب حلمه الي كابوس.. وهذا ما نأمله لأبطالنا في هذه الليلة التي نتمني أن تنتهي نهاية سعيدة.