وظيفة الأستاذ الجامعي لا تنتهي عند انتهاء المادة العلمية, فهو يشكل نقطة محورية في تقدم الأمم بعلمه وأخلاقه ودوره التربوي, فالعلماء هم ورثة الأنبياء ومصدر رقي الأمم. ولذا لابد أن يعي كل الأساتذة أبعاد دورهم المهني والأخلاقي في النهوض بالوطن. واليوم أقدم نموذجا نادرا من الرقي والأخلاق والمعرفة والكلام بحقه ولن يفيه ما قدمه خلال مشواره العلمي, انه أستاذي إبراهيم عبدالعزيز زيادي الأستاذ المساعد المتفرغ بقسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية, كرمه العميد الأستاذ الدكتور عباس سليمان في مجلس الكلية السابق شكرا وعرفانا لجهوده التي بذلها علي مدار سنوات عمله ولاسيما في رئاسة لجنة طباعة الامتحانات بالكلية علي مدار أربعة عشر عاما والتي اعمل بها حاليا لأول مرة بعد تزكيته لي, ولن أتحدث عن طبيعة هذا العمل الشاق ولا عن المسئولية التي يتحملها كل من يعمل بهذه اللجنة الحساسة. لكني سألقي الضوء علي والدي الروحي في الإنسانية وسمو الأخلاق والرقي والعلم أستاذي إبراهيم زيادي رغم اختلاف التخصص لكنه أثر في وعلمني معني الصمود والأمل رغم الصعاب, ورسخ داخلي العطاء من أجل بناء الوطن, هذه السمات الإنسانية والوطنية لا تقيمها الشهادات والمؤهلات العلمية, بل يتم توارثها ولابد من تدعيمها خاصة بعد تمزق هيبة الأستاذ الجامعي بسبب بعض النماذج التي أساءت لعلمهم وجامعتهم ونسوا واجبهم المقدس نتيجة انعدام الضمير والدين واللهث وراء المادة والمناصب ومخالفة آداب المهنة بشتي الطرق غير المشروعة. لقدأصبحنا في حاجة لتكريم نوادر العلم والأخلاق مثل الدكتور إبراهيم. فالرؤية السلبية أصبحت تعوق عملية التصنيف السليم وأصبح الطالب رافضا للتطوير والعطاء ولا يثق في أستاذه ووطنه حتي نفسه بسبب غياب القدوة. ورغم هذا الجو الشائك وجدت الدكتور إبراهيم متمسكا بالحيادية والتسامح وإنصاف المظلوم, نجح في توصيل قيمة الأخلاق والعطاء, بضميره المهني وعلمه وتحرره من النزعات الذاتية والاستبدادالتي تسيطر علي فكر الأغلبية. شخصية متزنة سوية, محب للخير, عقلية ترفض أي صوت لا يتناغم مع صوت الحق والعدالة, دائما هادئ النفس ولا يختلف اثنان علي طيبة أخلاقه ورقيه وضميره المهني والإنساني, يتمتع بالإخلاص والإحساس والمروءة وهي أمور لابد أن تأخذ بعين الاعتبار عند اختيار الأستاذ الجامعي. ان تعزيز حق وكرامة الأستاذ الجامعي لا تقل أهمية عن تعزيز دور الدولة في حياة المواطن, وعلي صناع القرار أن ينتبهوا لأهمية تأهيل الأستاذ الجامعي نفسيا وعلميالأنه عنصر مهم في تشكيل سلوك الطلاب.ولابد من محاسبة المقصرين حتي لا ننزلق أكثر نحو الخراب والفساد, كما نحتاج لمعايير أكثر حزما لضبط سلوك المعلم في كل المؤسسات التعليمية بعد انقلاب الموازين وتفشي الفساد وغياب ثقافة التقييم السليم وعدم احترام وتقدير الكبير. تحية شكر وحب لصاحب أجمل قلب, أستاذي إبراهيم زيادي نموذج الإنسانية في زمن العدوانية, إلي من علمني معني التسامح بصورته الحقيقية, إلي من غرس داخلي التفاني وتقديس العمل من أجل الوطن وشجعني حين تقدمت بنموذج امتحان يوفر عدد أوراق الإجابة المهدر بلا حساب, ووجهني حتي تم تفعيل فكرتي بنجاح, كل الحب والتقدير إلي القيمة والقامة والعلم والرقي.. أتمني لك دوام الصحة والعافية أستاذي المتميز بعلمه وأخلاقه وضميره وأدعو ربي أن يكون كل الأساتذة بهذه الأخلاق, وأن تهتم الدولة بتكريم هذه النماذج النادرة عسي أن تنتشر عدوي الأخلاق والقيم من جديد. كلية الآداب جامعة الإسكندرية