أبدي العديد من مواطني محافظة سوهاج تخوفهم من طريقة التخلص من المخلفات الطبية الخطرة والتي تنتج عن المستشفيات الحكومية والخاصة والوحدات الصحية بالقري والعيادات الخاصة والمراكز الطبية بكافة تخصصاتها.. وتساءل البعض: هل يتم التخلص منها بشكل آمن أو يتم إلقاؤها في حاويات القمامة بالشوارع كما شاهدنا في عدة مواقع لتنشر سمومها بين المواطنين؟. خاصة وأن هذه المخلفات تحوي القطن والشاش والبلاستيك والزجاج والمعادن- كالمشارط والإبر- وغيرها والتي تمثل كارثة سواء في تسببها بنشر العدوي مباشرة أو إذا وقعت في أيدي جامعي القمامة حيث يقومون بتسليمها لمن يقوم بإعادة تدويرها في صورة منتجات يتم بيعها للمواطنين مما يمثل خطورة داهمة علي صحتهم. وكشفت اللجنة المشكلة من قبل هيئة النيابة الإدارية بالمحافظة خلال تفقدها مجمع محارق النفايات الخطرة بحي الكوثر منذ أيام وجود مخالفات بيئية مثل زيادة كميات المخلفات الخطرة عن السابق بسبب توقف6 محارق من إجمالي8 محارق.. إضافة لتصاعد سحب كثيفة من المحرقتين اللتين تعملان مما يسبب خطورة علي السكان المحيطين بالمجمع, كما كشفت المعاينة أيضا وجود مخزنين مملوءين بالنفايات الخطرة دون غلقهما طبقا للتعليمات.. كما تبين أيضا أنه لا يتم وزن النفايات الواردة بسيارات مديرية الصحة إلا عن طريق ميزان صغير لا يتناسب مع حجم النفايات الواردة يوميا مما يؤدي إلي تعطيل العمل بالمجمع, ويدل علي أن الكميات المسجلة بسجل حركة النفايات مغاير للواقع. يقول أبوعمران الشريف موظف: تنتج المستشفيات بأنواعها أطنانا من المخلفات الطبية وتوجد محارق في بعض المستشفيات الحكومية للتخلص الآمن منها ولكن بعضها لا توجد به محارق وكذلك بالنسبة للمستشفيات الخاصة.. وفي حالة عدم وجودها كيف تتخلص من مخلفاتها الطبية والتي لا تقتصر علي المنتجات الطبية فقط ولكن تشمل كافة أنواع مخلفات العمليات الجراحية التي تنتج عن فصل أو بتر أحد أعضاء الجسم كالمشيمة والأسنان وغيرها من أعضاء الجسم. ويشير هاني محمد هاشم مدرس إلي خطورة المخلفات الطبية الناتجة عن العيادات الخاصة والتي تتواجد داخل وحدات سكنية غير مجهزة حيث يتم إلقاؤها في حاويات القمامة العادية مع مخلفات الشقق السكنية وأنه شاهد ذلك بنفسه.. وبالتالي تكون عرضة لنبشها من رعاة الغنم وهذا يؤدي إلي التلوث البيئي وتهديد حياة المواطنين. ويعبر عصام السيد حاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية عن قلقه من قيام جامعي القمامة بتجميع المخلفات الطبية والتي يتكون معظمها من الزجاج والمعدن والبلاستيك الملوث, حيث يتم إعادة تدويرها وإنتاج سلع تباع للمواطنين في صورة منتجات كالأطباق والأكواب البلاستيكية ويقوم المواطنون باستعمالها وهم لا يعرفون حقيقتها مما يمثل تهديدا كبيرا لصحتهم. تشير سالي عبد المغيث ربة منزل إلي زاوية أخري مهمة في ذات الموضوع وهي أن هناك الكثير من المخلفات الطبية يكون مصدرها المنازل مثل عبوات الأدوية والسرنجات وغيرها من الأدوات الطبية التي يستخدمها المواطنون في حياتهم اليومية وهذه المخلفات يتم إلقاؤها في صناديق القمامة حيث لا توجد جهة معنية بتجميعها, وطالبت مسئولي البيئة والصحة بعمل حملات توعية للمواطنين لعزل المخلفات الطبية في أكياس مستقلة عن أكياس القمامة وعمل فرق مختصة بتجميعها من المنازل حفاظا علي البيئة. فيما أكدت فاطمة ح ممرضة, أن هناك تعليمات مشددة من قبل المسئولين بعدم إلقاء أيمخلفات طيبة خارج أسوار الوحدات الصحية ويتم جمع المخلفات داخل اكياس ووضعها داخل حجرة مجهزة للنفايات بالوحدة الصحية لحين تسليمها لسيارة جمع النفايات لنقلها إلي الأماكن المخصصة. يقول الدكتور عصمت عبد السلام مدير عام مستشفي طما المركزي إنه يتم تجميع المخلفات الطبية بكافة الأقسام بالمستشفي بصفةيومية ويتم وضعها في موقع مخصص لتخزينالنفايات الطبية لحين نقلها عن طريق سيارات نقل النفاياتمرتينأوثلاث أسبوعيا, مشيرا إلي استلام النفايات بالوزن من كل قسم وتسليمها أيضا لمسئولي النقل بالوزن. من جانبه أوضح الدكتور هيثم علي يوسف مدير إدارةالمخلفات الطبية بمديرية الشئون الصحية بالمحافظة أن طرق التخلص من النفايات الطبية بأنواعها أمر خطير للغاية, لأنهاتتسبب في نقل العدويلمعظم القائمين عليها ويجب التأكدمن فصلها منالمنبع. وأشار إلي أن اشتراطات السلامة في التعامل مع المخلفات هي التأكد من فصل المخلفات من مكانها, وعمل حجرة نفايات داخل المنشأة الطبية مطابقة للاشتراطات, ووجود سجل نفايات داخل المنشأة الطبية, والتأكد من وجود بيان بوزن المخلفات قبل التسليم لعربات نقلالنفايات الطبيةالخطرة إلي المحارقللتخلصالآمن منها والتأكد من السجل البيئي الخاص بالمنشأة الطبية. وأكد ضرورة تدريب العاملين بالمنشآت الطبية علي التعامل الأمثل مع المخلفات وتوفير كافة الإمكانات للعاملين عليالمنظومة تجنبا لنقل الأمراض والفيروسات الضارة, وكذلك زيادة مدافن ومحارق النفايات والتأكد من جاهزيتها لاستقبال النفايات والتعامل معها. فيما قال رشاد السيد محمود مدير إدارة شئون البيئة بديوان المحافظة إنه وفي إطار ما ينص عليه قانون حماية البيئة بشأن التخلص الآمن من المخلفات والنفايات الطبية الخطرة تقوم إدارة البيئة بالمحافظة والإدارات التابعة لها بالوحدات المحلية بكافة مراكز المحافظة والعاملين بمكتب جهاز شئون البيئة بالتفتيش الدوري علي كافة المنشآت الطبية والمنشآت الخاصة من عيادات ومعامل ويتم رصد المخلفات البيئية بهذه المنشآت وإخطار مديرية الشئون الصحية وإدارة هذه المنشآت بهذه المخلفات وتتم إعادة التفتيش مرة أخري بعد المهلة القانونية المحددة ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد غير الملتزمين. وطالب بتخصيص موقع جديد لنقل مجمع المحارق الطبية بعيدا عن موقعه الحالي الذي أصبح غير مطابق للاشتراطات المنصوص عليها قانونا خاصة بعد زيادة كمية المخلفات والنفايات الطبية الخطرة الناتجة عن المنشآت الطبية في السنوات الأخيرة حيث تحتاج المحافظة إلي موقع جديد بالطريق الصحراوي الشرقي أو الغربي بعيدا عن الكتل السكنية والمجتمعات العمرانية الجديدة مع التوسع في عدد المحارق حتي تستوعب الزيادة في العيادات والمعامل الطبية.