عقب نشر المقال السابق وكان بعنوان اليمين المتطرف...حان وقت الفعل, وصلتني تلك الرسالة من الصديق الدكتور أحمد يسري النعناعي, ليضيف علي ما عرضته بالمقال رؤية تاريخية يرتبط فيها اليمين المتطرف الصاعد في الغرب بقوة ببروتوكولات صهيون. وقد رأيت نشرها لتكتمل الصورة لدي القارئ العزيز. الأخت العزيزه الفاضلة الأستاذة نشوي الحوفي تحياتي. توصلتي في مقالك لتحليل مفاده أننا مقبلون علي حرب دينية نتيجة تنامي ظاهرة الإرهاب من ناحية وتصعيد اليمين المتطرف في أمريكا وفرنسا- كمثال- من ناحية أخري. واسمحي لي أن أضيف بعض المعلومات- التي من الممكن ان تكون خارج دائرة اهتمام الكثير منا- عن خفايا هذه الحرب الدينية والمحرك الأساسي الذي سيؤدي الي حدوث الصدام فيما هو قادم من أيام. فنحن كمسلمين وكمسيحيينارثوذكس,كاثوليك,بروتستانت, نواجه تحالف اليهودية الصهيونية مع المسيحية الأصولية الأمريكية ممن أطلقوا علي أنفسهم المحافظين الجدد منذ سنوات. هذا التحالف الذي يتفق فيه الأصوليون مع الصهاينة من الناحية العقائدية في الكثير من النقاط لعل أهمها اعتقاد اليهود الصهاينة انهم شعب الله المختار المميز عن باقي شعوب الارض. ويشترك الأصوليون معهم في هذا المعتقد فيؤمنون أن- الرب- قسم البشريه الي قسمين اليهود والأغيار وأن للرب خطة ارضية لليهود وأخري سماوية للمسيحيين المتجددين- كما يعتقدون- وما تبقي من العالم من اغيار فلا قيمة لهم. كما تؤمن الحركة الصهيونية بأن أرض اسرائيل لشعب اسرائيل بحسب التوراة والعهد بين الله وبين اليهود, وتشاركهم في ذلك المحافظين الجدد ويستشهدون بالفصل الثاني عشر من سفر التكوين. كما تؤمن الصهيونية بحتمية إقامة دولة إسرائيل لتكون المركز الرئيسي للمسيح الموعود والذي سيحكم من خلاله العالم كله ويأتي علي يديه الخلاص وتشاركهم في ذلك الأصولية المسيحية الأمريكية وتحاول مساعدتهم بكل ما أوتيت من قوة ومال وسلاح. كما يعتقد الصهاينة بضرورة بناء الهيكل الثالث مكان المسجد الاقصي لتهيئة العالم لخروج مسيحهم المنتظر والذي يعتقدون أنه سيكون فيه خلاص اليهود بعد تتويجه كملكا عليهم يحكم العالم كما يزعمون. وتشاركهم تلك العقيدة الأصولية المسيحية الأمريكية.كما تجتمع الصهيونية والأصولية المسيحية علي الايمان بمجئ يوم يحدث فيه صدام بين قوي الخير التي يرون أنها اليهودية الصهيونية والاصوليين من ناحيه, وبين قوي الشر الأغيار كالمسلمين والمسيحيين الذين لا يؤمنون برؤيتهم وغيرهم من ناحية أخري.في المقابل هناك المسلمون والمسيحيون الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت الذين يتفقون علي أن اليهود أعداء لله وأن المسيح هو سيدنا عيسي عليه السلام مع اختصاص كل منهم برؤيته حول ما إذا كان صلب أو قتل ثم قام من موته كما يعتقد اخواننا المسيحيين الارثوذكس والكاثوليك والبروتستانت أو لم يصلب ولم يقتل إنما شبه لهم ورفعه الله كما يعتقد المسلمون. إذن الجميع ينتظر عودة المسيح ولكن الفارق أن هناك من يعتقد أنه يجب أن يعمل لكي يؤهل العالم لاستقباله بالسيطرة علي اقتصاد العالم وسياسته والبشرية فيه انتظارا لملك صهيون. بينما نحن نؤمن بأن الله لم يطلب منا وضع الخطط وتدبير المؤامرات لاغتصاب الارض وحرق الأوطان وتشريد وقتل ملايين البشر. هل يعلم القراء الأفاضل أن أحد أهم مراحل تجديد خطة صهيون المزعومة في التاريخ الحديث قد بدأ عام1770 م علي يد أدم وايزهاوبت وأن كتاب الخطر اليهودي المعروف باسم بروتوكولات صهيون ما هو الا جزء من محاضر المؤتمر الصهيوني الاول المنعقد عام1897 م بزعامة تيودور هيرتزل, وأن ما جاء في البروتوكولات يشرح كيفية تحويل خطتهم المزعومه لواقع عملي تساس به الأمم لتهيئة العالم لما يروجون له؟ نعم هي بالفعل حرب دينية نحن مقدمون عليها شئنا أم أبينا, وهم لا يدخرون جهدا لتحقيق هدفهم. ولذا أقول لكل من يسخر من كلمة مؤامرة تنفذ في ارضنا, إنها عقيدة نحو15 مليون صهيوني يعيشون معنا علي سطح الارض. اخترقوا المسيحية وخرجوا منها بما اسموه المحافظين الجدد الذين يؤمنون بالفكر الصهيوني. وهو ليس بالأمر الجديد فقد سبق لهم اختراق الإسلام بفكر حسن البنا وسيد قطب وأبو الأعلي المودودي وغيرهم ممن خدموا أهداف الصهيونية بمنتهي المهارة والدقة. ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وهو سبحانه غالب علي امره له الأمر من قبل ومن بعد. لك كل الشكر أختي العزيزه الغاليه. وعذرا للإطالة.. تحياتي. انتهت رسالة دكتور احمد التي أشكره عليها لعرضه حقائق نادرا ما يذكرها النخبة رغم علمهم بها للآسف. ولذا لا يسعني الا القول اللهم احمي بلادنا وأبناءها من مؤمرات الصهيون وأصولييهم ومحافظيهم وإخوانهم المتأسلمون وكل من سار علي دربهم.