دراسة عملية أكثر منها نظرية تجيب عن تساؤل مهم.. من أين نأتي بمصدر طاقة بديل للطاقة الأحفورية آمن ودائم وغير مكلف؟ هذه الدراسة قام بها دكتور مصطفي بخشوان الباحث بمعهد بحوث الهندسة الزراعية ووكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية.. تتحدث بعمق عن مشروع تطوير نظم إنتاج الغاز الحيوي. يثبت فيها الباحث أن المخلفات الزراعية النباتية والحيوانية والمخلفات الآدمية مصادر مهمة جدا لإنتاج الغاز الحيوي وتمتلك مصر مصادر إنتاج هذا الغاز فبلغت كمية المخلفات الزراعية حوالي31.5 مليون طن في السنة يستخدم منها19.5 مليون طن سنويا أي(60%) للحصول علي الطاقة اللازمة للطهي والخبيز والتدفئة وخلافه, بينما تستخدم الكمية الباقية كتغذية للحيوانات, كما بلغت كمية المخلفات الحيوانية50 مليون طن يستخدم منها25 مليون طن(50%) للحصول علي الطاقة بينما تفقد باقي الكمية في الطرق و الحقول. يقول يتنوع استخدام هذه المخلفات فمنها حوالي52.8% تستخدم كمصدر للطاقة بالحرق المباشر في أفران ومواقد مفتوحة منخفضة الكفاءة( لا تزيد علي10%) مما يؤدي إلي تصاعد كميات كبيرة من الدخان والغازات الملوثة للبيئة و المضرة بالصحة. كما يؤدي الأسلوب المتبع في تداول ونقل وتحريك هذه المخلفات والتعامل معها مباشرة الي زيادة احتمال نقل الإمراض المعدية للإنسان والحيوان علي حد سواء وقد يمتد التأثير الضار الي المزروعات ايضا كما قد يتسبب في حدوث حرائق مدمرة بالريف. يقول دكتور بخشوان ل الأهرام المسائي إن تكنولوجيا الغاز الحيوي وهي موضوع دراسته ورسالته لنيل درجة الدكتوراه قام بعدها بالعديد من الأبحاث لتطوير استخدامات تكنولوجيا البيوجاز مشددا علي انها جذبت الإنتباه في الآونة الأخيرة في جميع أنحاء العالم. حيث يتميز هذا الغاز بالعديد من الفوائد البيئية واستخدام الموارد الطبيعية, ومكافحة التلوث, واستغلال موارد جديدة للطاقة. ويضيف أن البيوجاز هو أحد تقنيات الطاقة المتجددة كما انه يعتبر أحد أنواع الوقود الاقتصادية المتاحة الآن والأقل ضررا للبيئة. وهو مصدر دائم للطاقة خاصة لسكان المناطق الريفية, حيث إنه اكثر المصادر المنتشرة والآمنة التي تستخدم في الطهي والإنارة. بالإضافة لذلك فهو مصدر جيد للوقود يمكن استخدامه لادارة محركات الاحتراق الداخلي التي تستخدم لتشغيل الآلات الزراعية, ومضخات المياه ومولدات الكهرباء الخ. ويتميز البيوجاز كما تشير الدراسة إلي بأنه مصدر جيد للوقود والسماد وللحد من التلوث البيئي. وأنه باستخدام تكنولوجيا البيوجاز لإنتاج الطاقة من المخلفات الزراعية والحيوانية. والغاز الحيوي غاز غير سام عديم اللون له رائحة كبريتيد الهيدروجين وأخف من الهواء يشتعل بشعلة زرقاء نظيفة. معوقات صناعة البيوجاز خلال الأعوام السابقة والسؤال الذي يتبادر للذهن وهو انه رغم معرفة مصر الممتدة لأكثر من أربعين عاما بالبيوجاز لماذا لم ينتشر استخدامه؟ وهنا تجيب دراسة د.بخشوان أنه تم استخدامه بشكل خاطئ من خلال وحدات صغيرة في بيوت الفلاحين بشكل فردي فكانت مرتفعة التكلفة علي المواطن الريفي خاصة مع مقارنتها بسعر أنبوبة الغاز العادية أو سعر الغاز الطبيعي إذن فالبيوجاز يجب التعامل معه كسلعة صناعية وكمشروع صناعي كبير لإنتاج كمية طاقة بديلة وليس بشكل فردي ثبت فشله. خطة عمل المشروع وتضع الدراسة خطة عمل للمشروع من خلال مجموعة خطوات ستؤدي في النهاية للحصول علي سلعة جاهزة لاستخدامها اقتصاديا. أولا: يجب تصميم وبناء عدد2 وحدة لانتاج الغاز الحيوي من النوع الصيني حجم الوحدة20 م3( حجم كلي40 م3). وسيتم تعديل هذه الوحدة لزيادة انتاجية الطاقة والسماد العضوي. حيث تشمل التعديلات ما يلي: انشاء نظام تسخين شمسي لتوفير درجة الحرارة الملائمة للكائنات الحية الدقيقة داخل الهاضم.. والقيام بعملية تثبيت نظم تقليب ميكانيكية وهيدروليكية داخل الهاضم. ثم تأتي عملية بناء خزان غاز عائم( نوع الهندي) حجم20 م3 لتوفير ضغط ثابت ومستمر يناسب الاستخدامات المختلفة. ثم انشاء نظام تحكم آلي كامل.. وتصميم وتصنيع وحدة تنقية الغاز الحيوي, والتي تمتص الغازات غير المرغوب فيها( مثلCO2,H2S, وبخار الماء). وتتم عملية ضغط الغاز الحيوي في اسطوانات باستخدام ضاغط هواء( كمبرسور) معدل لتسهيل نقل الغاز من اماكن الإنتاج إلي مواقع الاستخدام لتوفير مدي من الضغوط الثابتة والمستمرة اللازمة للاستخدامات المختلفة. تعديل بعض المواقد والأفران الريفية, والبوتاجازات للعمل بالغاز الحيوي واختبار الاجهزة المعدلة للوصول إلي ظروف التشغيل المثلي. الأثر الاقتصادي وتلقي الدراسة الضوء علي الأثر الاقتصادي للمشروع وهو.. توفير الطاقة الكهربية المنزلية لتقليل كمية الكهرباء التي يتم شراؤها, واستبدال الطاقة الحرارية المستهلكة من الغاز المسال أو الغاز الطبيعي لأغراض الطهي والتدفئة.