في معظم أحياء المدن البريطانية انتشرت, خلال الأعوام القليلة الأخيرة, مراكز الدروس الخصوصية, الشهيرة في مصر باسم السناتر. غير أن الفارق بين المراكز البريطانية والسناتر المصرية, هوكبعد المسافة بين السماء والأرض. مركز استكشاف التعلم البريطاني يكشف بوضوح, هذا الفارق. سلاح التعليم كغيره من مشروعات التعليم الخاص أوالدروس الخصوصية, يخضع المركز للرقابة المباشرة من هيئة معايير التعليم وخدمات الأطفال والمهارات الشهير باسم أوفستيد, التي يعرفها جيدا خبراء التعليم المصريون, المطلعون علي تجارب التعليم في الغرب. أنشأ بيل ميلز, وهومدير مدرسة سابق, المركز الذي تنتشر فروعه ال120 في أنحاء المملكة المتحدة, وهدفه, كما يقول, هواستخدام سلاح التعليم القوي لمساعدة الأطفال علي استخراج واستغلال إمكاناتهم كي يصبحوا أفضل. ورغم أن عدد التلاميذ, بين سن4 و14 عاما, فالفصل لا يزيد علي25 في المتوسط, ولكل فصل مدرسان علي الأقل, فإن الكثير من أولياء الأمور يرون أن هذا العدد لا يمكن المدرسين من الاهتمام الكافي بالتلاميذ, ومن ثم فإنه يحتاجون إلي مساعدة بعد المدرسة. هذه الحاجة هيأت الفرصة للدروس الخصوصية. تعاون مع المدارس يقول ميلز ندرك أن اختيار التدريس الإضافي الخصوصي الصحيح للطفل قرار كبير. هذا الإدراك ينعكس في طرق عمل مراكز الدروس الخصوصية. فالمراكز تلتزم بإطلاع أولياء الأمور, بعد كل حصة, علي أي تقدم أوتأخر في مستوي التلميذ. كما تعقد اجتماعات دورية منفردة مع أولياء الأمور, ومؤتمرات جماعية لتبادل الخبرات والنصائح والأفكار وتقييم عمل المركز. ولأنها إضافية وليست بديلة للمدرسة, فإن المراكز لا تخالف القانون باعتبارها نشاطا تجاريا ذا طابع خاص. ولذا, فإن هناك تعاونا كبيرا بين المدارس ومراكز الدروس الخصوصية التي تمارس نشاطها فيها. وينظم مركز استكشاف التعليم, مثلا, دورات تدريبية لمدرسي المدارس الراغبين في تطوير مهاراتهم, ومناقشة مستويات تلاميذهم الذين يتلقون خدمة المركز. فالمركز يتابع باهتمام المناهج الدراسية والتغييرات التي تطرأ عليها, بل إنه يلقي تأييد المؤسسات العلمية المختصة بالنظر بشكل دوري في هذه المناهج. ولا يسمح القانون لمدرسي المدارس بالعمل في مراكز الدروس الخصوصية. عقد مع ولي الأمر وللمشاركة في هذه المراكز إجراءات تشمل توقيع عقد بين المركز وولي الأمر يحدد حقوق ومسئوليات الطرفين. ويشمل العقد الاشتراك المالي في المركز الذي يتراوح بين109 جنهيات إسترلينية و129 جنيها إسترليني شهريا, حسب المدينة التي يوجه فيها المركز. ويحق للطفل أن يذهب إلي المركز حصتين أسبوعيا, مدة كل واحدة75 دقيقة. ويشترط المركز, أيضا, أن يخضع الطفل لاختبار مسبق كي يمكن تحديد مستواه في اللغة الإنجليزية والرياضيات الحساب. وللطفل الحق في حضور حصة علي سبيل التجربة, كي يقرر ولي أمره جدوي الاشتراك في المركز. كما يلتزم المركز, الذي تتوافر فيه كل احتياطات الأمن والسلامة, بألا يزيد عدد التلاميذ الذين يتابعهم كل مدرس عن.6 وكل المجموعات تجلس في قاعة مفتوحة, ولا توجد أي غرف مغلقة, إلا للموظفين الإداريين فقط. ولأن وزارة التعليم, تعتبر مراكز الدروس الخصوصية أداة مفيدة لاستنهاض المهارات التي لا يتمكن نظام التعليم العام من اكتشافها وتنميتها بسبب الضغوط عليه, فإنها تخضع هذه المراكز للتفتيش الدوري مثلها مثل المدارس. ويقول مركز استكشاف التعليم في مطبوعاته نحن موجودون لتطوير علاقات قوية بين المنزل والمدرسة ولنتيح فرصا لأولياء الأمور والمدرسين في المدارس والتلاميذ معا. ولذا فإنه كغيره من العاملين في هذا النشاط يعمل المركز مع مئات من جمعيات المجتمع المدني المحلية والمدارس والمكتبات العامة بهدف توفير الدعم لإحياء التعلم. ولتحقيق هذا الهدف, يشارك المركز في الكثير من المسابقات التعليمية, بما فيها تلك التي يرعاها رئيس وزراء بريطانيا السابق جوردون براون, وتشمل مسابقات في كتابة المقالات والشعر والأدب, والرياضيات. وتعتبر جمعية المدرسين الخصوصيين الدروس الخصوصية تعليما تكميليا داعما لنظام التعليم في المملكة المتحدة. ويقول آدم ماكلي. رئيس الجمعية التعليم الدروس الخصوصي والتكميلي انتعش في الداخل المملكة المتحدة والخارج خلال العقد الماضي. ويضيف: نسعي لتحقيق التعاون الوثيق مع المدرسين الخصوصيين والأسر والمدارس والحكومة ووسائل الإعلام. وحسب تقديرات الجمعية, فإن هناك مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعملون كمدرسين خصوصيين في المملكة المتحدة وحدها. وتقول الجمعية إن المدارس والتلاميذ وأولياء الأمور يتعاونون بشكل متزايد مع المدرسين الخصوصيين للمساعدة في رفع قدرات التلاميذ وثقتهم في أنفسهم. ولا يقتصر تقديم خدمة الدروس الخصوصية علي المراكز الكبيرة فقط, بل يسمح القانون للمدرسين الفرادي أن يقدموا الخدمة نفسها. ولدي الجمعية سجل وطني للمدرسين الخصوصيين وشركات الدروس الخصوصية. ومن بين شروط الحصول علي عضوية الجمعية, أن يوقع العضوسواء كان فردا أوشركة مدونة أخلافيات للمدرسين الخصوصيين. وتتضمن المدونة16 بندا. وأهم هذه البنود أن يلتزم العضوبدوره في تشجيع وتمكين التلاميذ من استغلال قدراتهم الفريدة, والامتناع عن تقديم الخدمة لأي تلميذ ليس في حاجة إليها, الامتناع عن أداء الواجبات المنزلية بدلا من التلاميذ, والاحتفاظ بسجل دقيق للحصص للرجوع إليه عند الضرورة. وتلخص الجمعية هدفها في: الحصول علي اعتراف بدور المدرسين الخصوصيين والتعليم التكميلي وتعزيز مكانتهم وتطوير قدرات العاملين فيها كي يصبح نشاطهم مهنة متطورة. ولذا فإن المراكز والأفراد ملزمون بدفع الضرائب المستحقة علي نشاطهم, ما يعني أن هذا النشاط أصبح بالفعل مهنة وصناعة, التي تقول الجمعية, إنه أصبح لها سوق يتسم بدرجة عالية من التنافسية. تقول مؤسسة إيد بليس اختصارا لعبارة: مكان للتعليم: إن حجم سوق الدروس الخصوصية في المملكة المتحدة بلغ في عام2013 نحو6 مليارات جنيه إسترليني تعادل132 مليار جنيه مصري سنويا. ويتوقع أن هذا الرقم قد زاد بقدر ملحوظ بسبب تدفق المهاجرين من أوروبا الشرقية إلي البلاد, ما أدي إلي زيادة عدد التلاميذ في فصول المدارس الحكومية.