الانحطاط الخلقي والأخلاقي, بات في هذا الزمن الرديء, رمزا للتحرر والتمدن والتحضر, واعتناقه وممارسته ونشره أصبح بطولة يستحق بطلها التتويج والتكريم والتوشيح والدعم!! أما مظاهر الصلاح والفلاح وسمو الأخلاق أمست رمزا للتخلف, وشبهة يستحق المشتبه بها مطاردته بل قطع لسانه وسلخ جلده عن جسده.. لذا فعلي كل من يرغب, في نيل وعفو وصفح عصابات الجهل والخلاعة وقلة الدين والأخلاق, الذين يسيطرون علي مواقع التواصل الاجتماعي أن يبيح الحرام, ويتمرد علي الدين ويرتد عن اعتناقه ويحاربه بممارسة الفساد ونشر وتشجيع مظاهره, واولها دعم سيدة حملت سفاحا وتريد أن تكتب الطفل باسمها لأن أباه قد رفض بنوته لأنه ابن حرام!! ومن عبث التحضر الذي نعيشه ونمارسه خطأ, أن صار لكل صحفي ومدون ومثقف مزعوم, بل دون بعض الشيوخ والقساوسة,عقيدة ومذهب وفكر خصه الله به وحده دونا عن بقية أمته, منهم من استحل معاونة المخربين علي الوطن والدين, ومنهم من استحل التدخين في نهار رمضان, ومنهم من حرم التعدد, ومنهم من ألغي السنة, ومنهم من تجرأ وادعي بأن بعض الآيات في القرآن الكريم تحتاج إلي مراجعات, وعندما تواجههم, يصبون لعناتهم ويتهمونك بأنك داعشي وهابي سلفي رجعي!! إن التعاطف الجارف مع مثل هذه الحالة الشاذة في مجتمعنا, مسألة في منتهي الخطورة, ومجرد السكوت عنها مصيبة, بسبب الأخطار التي ستترتب علي تبني مثل هذه الانحرافات, وتكرار المشهد, وابتلاء المجتمع بالانحلال وملايين الأطفال اللقطاء..وقد حدثت البدايات, فبعد النشر عن هذه الحالة, انتشرت مدونات لنساء قررن التخلص من الاختباء وراء إخفاء الهوية, ومناقشة قضايا محرمة تم إخفاؤها, خوفا من رد فعل المجتمع العنيف وحماية شرف العائلة, فتحدثن, علنا وبلا خجل عن تجاربهن الشخصية, في المواضيع المحظورة في شأن الدين والجنس, ومطالبتهن بإعادة نظرة المجتمع لما يمكن أن تكون عليه المرأة المصرية والمسلمة أسوة بالغربية!! إن ما يحدث من غزو لعقيدتنا وعاداتنا هو مخطط لو استسلمنا له, لأصبحنا مسخا بلا هوية مثلما يراد لنا, وبتخطيط المفسدين,..يقول صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير: إن مهمتنا أن نخرج المسلم من دينه ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله, وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها, وقد هيأنا جميع عقول شباب المسلمين لقبول السير في الطريق الذي سعينا له,ألا وهو عدم الإهتمام بعظائم الأمور, واستسهال كل شيء في شريعته, وحب الراحة, والكسل, والحصول علي الشهوات بأي أسلوب, حتي أصبحت الشهوات هدفه في الحياة, فهو إن تعلم فللحصول علي الشهوات, وإذا جمع المال فللشهوات, وإذا تبوأ أسمي المراكز ففي سبيل الشهوات, إنه يجود بكل شيء للوصول إلي الشهوات. ومن الغريب أن هناك من ينكر وجود غزو فكري وعقائدي لشعوبنا, ويعتبر الحديث عنه مجرد وهم لأنه يتصور أن عالم اليوم وطن واحد لحضارة واحدة, اسمها حضارة العصر, ولذا فإن عبور حضارة العري إلينا ليس غزوا, وعندما تناقشهم تري أن خلاصة شغبهم وصراخهم وعويلهم حول هذا الأمر لا يتجاوز تجريد المرأة من دينها وخلقها, ثم من حجابها وثيابها, ومن الظلم كله هو أن تبقي المرأة متمسكة بدينها وخلقها وعفتها وطهارتها, مسبغة عليها حجاب الصون والعفة, والعدل كله أن تتحرر من كل ذلك!!. ولأن سنة الله تعالي في التدافع والصراع بين الحق والباطل, فلم تسلم بلادنا ممن يرسخون في المجتمع أنموذج أسيادهم من الغربيين وتنفيذ برامج وخطط المفسدين عبر قرون من السنين الموجهة إلي المرأة المسلمة ذلك الكيان القوي الطاهر لتحطيمه وزعزعته, والقضاء علي معاني الفضيلة فيه, ومن تأمل جهود أولئك يري عملية التدرج في إفسادها وخلطها بالرجل, ونبذها لحجاب الظاهروالباطن, ثم بتزيين رغبات البدن والتمادي في شهوانية حيوانية,لتنجب ذرية مختلطة الأعراق والأنساب تضيع الدين والفضيلة والوطن!!