فشلت الجولة الأولي من المباحثات الدولية في مقر الأممالمتحدة في جنيف والتي عقدت علي مدي ثلاثة أيام في التوصل إلي حل نهائي بشأن توحيد الجزيرة المنقسمة بين شطرين يوناني وتركي منذ عام.1974 يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه التطرق إلي موضوع سحب القوات التركية الموجودة في قبرص الشمالية. وقال أردوغان: قبرص الشمالية لديها رأيا صريحا في المفاوضات, ولا يجوز أن تتوقع اليونان حلا لقضية الجزيرة دون دور تركي كدولة ضامنة, قوات تركيا ستبقي في قبرص, وإمكان مغادرة العسكريين الأتراك لقبرص غير واردة علي الإطلاق. وجاء تصريح أردوغان بعد يوم واحد من بدء انعقاد المؤتمر الدولي في جنيف حول إعادة توحيد الجزيرة المنقسمة منذ1974, بمشاركة وزراء خارجية اليونان وتركيا وبريطانيا وحضور أنطونيو جوتيريس السكرتير العام الجديد للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي كمراقب. بينما أكد الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس أناستاسياديس ضرورة انسحاب القوات التركية من الجزيرة, للتوصل إلي حل ينهي عقودا من الانقسام. وقال أناستاسياديس للصحفيين في جنيف: إن علينا الاتفاق علي انسحاب القوات التركية البالغ عددها نحو30 ألف جندي. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت في بيان صدر في وقت متأخر أمس الأول أن المشاركين في المفاوضات اتفقوا علي مواصلة المناقشات الأسبوع المقبل, إذ يعقد اللقاء للحوار علي مستوي الخبراء الأربعاء18 يناير المقبل. وأضاف الرئيس القبرصي في مؤتمر صحفي, أمس, أن الحوار السياسي حقق لأول مرة تقدما ملحوظا, إذ بدأت المناقشة تدور حول المسائل الجوهرية بالفعل. وكان جميع المشاركين في المؤتمر سعداء بما توصلوا إليه بعد20 شهرا من بدء المفاوضات لإعادة توحيد الجزيرة المتوسطية, حيث تطرقت المباحثات لأول مرة إلي ملف الأمن, وهو الملف السادس والأخير في أجندة المباحثات. وجاء إيجابيا اعتراف الطرفين المتنازعين بأن أمن جماعة كل طرف لا يجب أن يكون علي حساب أمن الجماعة الأخري, وعلي أن تكون الإستراتيجية الأمنية وحدة متكاملة في خدمة الاتحاد الفيدرالي المزمع إقامته في قبرص الموحدة. ومن ناحية أخري, فعندما ظهر أنطونيو جوتيريس سكرتير الأممالمتحدة لأول مرة في مقرها الأوروبي, لاحظ المراقبون أنه يبدو متفائلا, إلا أنه فاجأهم بقوله: لا تتوقعوا معجزات الصبر مطلوب, ونحن لا نرغب في حل سريع, بل نعمل علي إيجاد حل قوي ومستدام لمشكلة قبرص, مؤكدا ضرورة أن تأخذ المباحثات الوقت الذي تستحقه للوصول إلي الهدف المطلوب, والواقع أنه حتي إذا اتفقت الأطراف علي الحل, يبقي الموافقة عليه من أصحاب الشأن في استفتاءات عامة, وهذا غير مضمون حيث إن الاتفاق الأممي الماضي بشأن الجزيرة قد تم رفضه شعبيا. واتفقت الأطراف المشاركة في المؤتمر علي مواصلة العمل علي إعادة توحيد الجزيرة, وبدء جولة جديدة من المباحثات في جنيف الأربعاء المقبل لتحديد الأدوات المطلوبة لإحراز تقدم.